موسم التمور يرفع الطلب على كراتين الموز الفارغة

لسماكتها وقوة تحملها

TT

ليس المزارع السعودي من يزداد عليه الطلب ويرتفع سعره في موسم حصاد التمور، حيث يصل الأجر اليومي للمزارع البارع في صرام تمور النخيل إلى 200 ريال في اليوم الواحد، كراتين الموز الفارغة أيضا لها نصيب من موسم التمور حيث تستخدم لتعبئة التمور، فيزداد عليها الطلب ويصل سعر الكرتون الواحد إلى 5 ريالات. ويشير صالح الحسن (أحد باعة الكراتين) أن سعر كرتون الموز الواحد يباع بثلاثة ريالات وقد يصل إلى 5 ريالات في ذروة الموسم، وقال أن سبب إقبال بائعي التمور على اختيار كرتون الموز يعود لسماكته وقوته وتحمله لوضع كراتين أخرى عليه، كما أنه يسع 21 كيلو تمر، ويحتاج المَن الواحد من التمر إلى 12 كرتون موز، وهي التعبئة المتفق عليها بين المزراعين، وقال الحسن أنه يبيع في موسم التمور ما لا يقل عن 10 آلاف كرتون، يقوم بجمعها طيلة أيام السنة ليبيعها في مثل هذا الموسم.

وفي الجانب الآخر يصل أجر المزارع السعودي البارع في صرام النخيل إلى 200 ريال بينما لا يصل أجره في غير هذا الموسم إلى 80 ريال، وذلك يرجع لخبرة العامل السعودي وندرته، ويتوفر العامل الأجنبي الذي لا يجيد التعامل مع النخلة، وبجانب المزارع السعودي يوفر موسم التمور وظائف للشباب السعوديين الذي يرغبون في عمل لقط التمور وتنظيفها بأجر يومي قد يصل إلى 50 ريالا.

وتشهد أسعار التمور انخفاضا في شهر رمضان الحالي حيث يتراوح سعر المن الواحد من صنف الخلاص بين 700 إلى 1200 ريال بعد أن تجاوز سعره في الشهر الماضي 2600 ريال، وارجع عدنان المحسن (تاجر تمور) ارتفاع سعر التمور في الشهر الماضي إلى بداية قطف التمور وبيع النوعية الممتازة منه وقلة توفره، ولكن توفره بكميات كبيرة في الأيام الحالية ساهم في انخفاض سعره 1200 ريال للخلاص اما صنف الشيشي فلا يتجاوز سعره إلى 700 ريال.

وتوقع عدنان المحسن أن يحافظ التمر على أسعاره الحالية وذلك لزيادة الطلب عليه من قبل مصنع التمور التابع لهيئة الري والصرف، ويرى محمد السلمان أن انخفاض أسعار التمور ربما يرجع إلى عدم رغبة الناس في تناوله في الوقت الحالي، حيث لا زال الرطب يتوسط سفرة رمضان، خاصة بعد ظهور صنف رطب الهلالي الذي يعد من أجود أنواع الرطب، بينما في السنوات الماضية كانت التمور تصرم قبل شهر رمضان بعدة شهور ويكون جاهزا للأكل في شهر رمضان، حيث يقترن الصوم بتناول التمر، وقال السلمان أن وجود الرطب هذا العام حتى الأسابيع الأخيرة من شهر رمضان يعود إلى تغير الموسم، فقد كان رمضان يتوافق موعده في السنوات الماضية ما بعد شهر اكتوبر.

وتشهد مزارع الأحساء نشاطا مكثفا لحصاد تمور النخيل الذي بدأ قبل أسابيع، وحسب إحصائية مركز أبحاث النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل بالأحساء فإن الأحساء تنتج من 2.2 مليون نخلة مثمرة حوالي 78725.4 طن سنويا، ولم تستقر الإحصائيات على رقم واحد في عدد النخيل في السعودية، فهناك إحصائيات تشير إلى أن عددها بين 20 إلى 23 مليون نخلة وإحصائية أخرى تقفز بهذا الرقم إلى 32 مليون نخلة.

ويوجد في المملكة أكثر من 400 صنف من النخيل تنتشر في مختلف المناطق الزراعية، وتتميز كل منطقة بأصناف معينة، ويعد النخيل المحصول الأول بين محاصيل الفاكهة في المملكة من حيث المساحة والأهمية في البنيان الاقتصادي والزراعي، وتشتهر الأحساء بإنتاج أصناف متنوعة من التمور أهمها وأشهرها صنف الخلاص حيث يبلغ عدد النخيل المزروعة من الخلاص 1040641 نخلة، وأهم المواصفات الفنية للتمور أن تكون كاملة النضج وسليمة من الإصابات الحشرية وأن تلتصق قشرتها بالتمرة كما يجب أن تكون جافة، ويشير محمد وهب الفرج بخبرته التي تتجاوز 25عاما في زراعة النخيل أن العناية بالتمرة يجب أن تتم منذ بداية موسم التلقيح، فلا بد أن يترك اللقاح عدة أيام حتى يميل لونه إلى الزرقة ثم ييبس ويقل عدد حبات النبات، بعد ذلك تتم عملية التلقيح أو ما يتعارف عليه بــ«التنبيت» وبين التلقيح وظهور الثمرة 3 أشهر تقريبا مع ضرورة توفير المياه الكافية لسقي النخلة.

ويرى الدكتور عبداللطيف علي الخطيب مدير مركز أبحاث النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل بالأحساء أن تناول 100 جرام من التمر يمد الجسم بنحو 233 سعر حراري بالإضافة إلى أهميته كمصدر للطاقة، كما يمكن من خلال العمليات التصنيعية والتحويلية للتمور استخلاص الكثير من منتجات التمور التي تمثل قيمة ذات مردود اقتصادي للمنتجين والاقتصاد الوطني، وهناك الكثير من واردات المملكة من المواد الغذائية السكرية التي يمكن أن تصنع محليا من التمور، فيمكن إنتاج ما لا يقل عن 22 منتجا من التمور ومشتقاتها مما يعكس الأهمية الاقتصادية لهذا المحصول، ومن هذه المنتجات : الدبس والخل والكحول الطبي والكحول الصناعي والكراميل وسكر التمر وخميرة الخبز وحمض الستريك وشراب نسغ النخلة وزبدة التمر والمربيات والحلويات وتمر الدين وبعض الهرمونات والمضادات الحيوية كالبنسلين والأورمايسين.