متنزه جواثا الأثري يستقطب مئات الزائرين خلال العيد

يضم المسجد الأثري ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة

مجموعة تصلي في مسجد جواثا 
TT

استقبل متنزه جواثا الأثري أعدادا هائلة من المتنزهين خلال عيد الفطر المبارك، الذين استمتعوا بالجلوس في مسطحاته الخضراء بين أشجاره الفارعة والتقاط الصور التذكارية لمسجد جواثا، إضافة إلى بعض المناظر الجميلة الموجودة في المتنزه.

وأول ما يلفت نظر الزائر للمتنزه وجود المسجد الأثري (جواثا)، حيث تقوم أعداد كبيرة من المتنزهين بالصلاة فيه، لما يحمله من تاريخ صدر الإسلام الأول، وثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة، بعد المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، ويعد أول مسجد أسس في شرق الجزيرة العربية، كما تشير بعض المصادر التاريخية، ويرجع بناؤه إلى السنة السابعة للهجرة، واكتشف أخيرا أنه أقيم فوق مسجد أقدم منه. ويستقطب متنزه جواثا بعد التعديلات الأخيرة التي صاحبته من تعديل الطريق الموصل إليه وبعض زراعات الأزهار الجميلة، وفودا من مختلف المناطق السعودية للوقوف على أهم معالمه الداخلية وشكله الأثري، خصوصا من الجاليات الإسلامية التي تعتبره جزءا كبيرا من التاريخ الإسلامي وحضارته العريقة.

والمتتبع لمسجد جواثا خلال زيارته، يلاحظ عدم وجود رقابة على المسجد من حيث دخول أعداد كبيرة من الناس في وسطه وملامسة جدرانه مما يعرض أجزاءه وبعض بنائه المعمول من اللبن والطين للتآكل والسقوط، وهو ما زال مكشوفا، حيث لا يوجد غطاء علوي يغطي المسجد أو في جوانبه، وهو مما يعرضه لعوامل الرياح والأمطار والتغيرات المناخية.

وتفترش عوائل عديدة، داخل المتنزه موائدها، من المشروبات الساخنة وبعض الحلويات والمكسرات والأطباق وتناول وجبات الغداء وسط حدائق وأشجار المتنزه لما يتمتع به من اخضرار وبرودة بين أسواره، كذلك وجود برك مياه للسباحة والغسيل.

وينتشر في ساحة كبيرة عند دخول المتنزه باعة من جنسيات مختلفة يبيعون بعض الحلويات والمشروبات الباردة والساخنة والبليلة وبعض الساندويتشات والآيس كريم للزائرين.

وذُكرت جواثا في كتب التاريخ والحديث والجغرافيا والأدب، فيما اعتبرت حصناً أو قصراً لعبد القيس بالبحرين وهو مسمى «الأحساء، القطيف، البحرين» سابقا، فيما ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب، وعدها مدينة في البحرين، كذلك ذكرها البكري. ويبعد متنزه جواثا مسافة سبعة عشر كيلومترا عن مدينة الهفوف، شمال شرق، وتقع ضمن نطاق القرى الشرقية، بالقرب من قرية الكلابية. واشتهرت أرض جواثا بالرخاء، ورغد العيش، وجاء وصف تجار جواثا في شعر امرئ القيس، بكثرة ما يتاجرون به من أمتعة، وواصفا كذلك كثرة ما معه من الصيد، يقول امرؤ القيس:«ورحنا كأنا في جواثا عشية نعالي النعاج بين عدل ومشنق» وعرف عن جواثا كما تقول بعض الدراسات التاريخية «انها مركز تجاري، تقصدها القوافل التجارية، وتعود منها محملة ببضائع التمور والمنتجات الزراعية والعطور» أو «سوق تجارية ترد إليها تجارة جنوب الجزيرة من البخور والعطور وتجارة بلاد فارس من المنسوجات والمصنوعات، ومنها إلى أجزاء الجزيرة العربية، وقد استمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية».