في الوقت الذي تحدثت فيه جهات إعلامية عن تكدس أكثر من 8 آلاف معتمر مصري في صالة الحجاج في جدة، نتيجة تخلي الشركة الناقلة لهم عن الإيفاء بالتزاماتها في إعادتهم إلى ديارهم، نفى مسؤولون في مطار الملك عبد العزيز الدولي صحة تلك الأنباء، مشيرين إلى أن الأنظمة الدولية تقتضي في حالات التأخير إعادة المعتمرين إلى الفنادق المؤجرة لهم، وليس افتراش صالة الحجاج كما قالت تلك التقارير.
وأكد عبد المجيد محمد نور الأفغاني، مدير مطار الملك عبد العزيز الدولي «المناوب»، وجود تكدس لمعتمرين مصريين منذ 3 أيام، مشيرا إلى أن الانظمة الدولية تلزم الجهات المسؤولة عن نقل المسافرين إلى الفنادق من منطلق مسؤوليتها عنهم، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن صالات الحجاج هي لإنهاء الاجراءات والسفر ولا يمكن أن تكون مكانا لتكدس مثل هذه الاعداد. مشير في الوقت نفسه الى وجود نقاط تفتيش قبل دخول الصالة الرئيسية، حيث يمنع دخول أي مسافر لا يتوفر لديه حجز أو جاء قبل موعد رحلته.
وكانت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية، بثت تقريرا قبل عدة أيام تشير فيه إلى أن نحو ثمانية آلاف معتمر مصري علقوا بصالة مدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز بجدة منذ ثلاثة أيام بسبب عدم وجود طائرات كافية لدى الشركة التي سافروا معها لإعادتهم الى مصر، حيث قدموا للسعودية خلال شهر رمضان لأداء مناسك العمرة على دفعات، عبر شركة «طيران الاسكندرية» وهي شركة خاصة جديدة لا تملك سوى طائرتين من طراز «بوينغ 737 ـ 300».
كما قالت تلك التقارير ان سلطات الطيران المدني السعودي فرضت على الشركة المصرية الخاصة الناقلة «شركة طيران الاسكندرية» استئجار طائرتين لبدء عملية نقلهم، وأوضحت أن أصل المشكلة يعود لعدم التزام الشركة المصرية الخاصة التي تتولى نقلهم بجدولة موعد عودتهم إلى بلادهم، وعزت ذلك إلى مشاكل إدارية للشركة التي لا تتوافر لها سوى طائرتين.
من جانبه قال سامي بدر مدير صالات الحج والعمرة في مطار الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» ان المعلومة من أساسها «مغرضة»، مطالبا بأن تكون هناك جهة محايدة يمكنها تقييم الوضع والمجهودات التي يقوم بها العاملون في صالات الحج والعمرة، وأكد في الوقت نفسه أنه لا تأخيرات سواء من «طيران الاسكندرية» أو غيرها، نجم عنها مثل هذه الارقام. ودعا وسائل الاعلام لزيارة صالات الحج والعمرة قائلا «لا يوجد لدينا ما نخبئه، مطارنا مفتوح».
وكان رشاد رفاعي المدير الاقليمي لشركة مصر للطيران في السعودية قد أوضح لوكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية، ان الشركة بحثت مع سلطات الطيران المدني السعودي حل مشكلة هؤلاء المعتمرين الذين ينتظرون منذ أكثر من ثلاثة أيام بمدينة الحجاج بجدة، بينما أوضح مصدر ملاحي مصري ان المعتمرين كانوا يريدون جميعا العودة في الوقت نفسه لقضاء عيد الفطر في مصر.
وأضاف رفاعي أن شركة مصر للطيران «تلقت اتصالات من سلطة الطيران المدني السعودي من اجل بحث حل مشكلة هؤلاء المعتمرين سواء بتوفير أماكن لهم على الرحلات الإضافية التي تنظمها الشركة او استئجار طائرات لنقلهم الى مصر».
يشار إلى أن السلطات السعودية، تحملت خلال السنوات الماضية، تسفير آلاف المسافرين نتيجة تقصير بعض شركات النقل، وهو ما دعا السعودية لاتخاذ إجراءات أكثر حزما، لإلزام تلك الشركات بما يترتب على عمليات التأخير، وهو ما ساعد إلى حد كبير على التقليل من المشاكل التي كانت تحدث في السابق، على الرغم من فتح أبواب العمرة طوال العام.