السعودية: الأسر تعيد متأخرة ضبط ساعات أفرادها البيولوجية استعدادا للعودة للدراسة والعمل

TT

ضبط السعوديون والمقيمون منذ حلول العيد ساعاتهم البيولوجية استعدادا للعودة الى العمل والدراسة بعد انتهاء اجازة عيد الفطر، ووصلت ذروة عمليات ضبط ساعات النوم والاستيقاظ والأنشطة اليومية المعتادة لدى أغلب السكان خلال اليومين الماضيين، إذ وضعت الأسر برنامجا مغايرا لما هو سائد خلال أيام رمضان واجازة العيد وطبقته على أفرادها بصرامة.

وسيتوجه الطلاب والمعلمون الى مدارسهم، وموظفو الدولة والقطاع الخاص الى مكاتبهم اعتبارا من يوم بعد غد السبت بعد ان تمتعوا بإجازة استمرت 16 يوما، نصفها كان أياما من رمضان، والنصف الآخر كان أياما من شوال بما فيها أيام العيد.

وحرصت الأسر على ضبط ساعات أفرادها البيولوجية منذ ليلة العيد من خلال إجبار الجميع على النوم باكرا والاستيقاظ فجرا أو على الأقل في الساعات الأولى من شروق الشمس، وتناول الإفطار جماعيا في وقته، ثم اشغال أفراد الأسرة بزيارات للأسواق أو الأقارب، وتناول وجبة الغداء في الساعة المعتادة وعدم السماح لأي من أفراد الأسرة بنوم القيلولة، ثم مواصلة برنامج اليوم الى قبيل منتصف الليل ليأوي كل شخص الى فراشه.

ويشير الدكتور سليمان ناصر المسلم، عميد كلية التقنية في الخرج (جنوب الرياض) الى انه حرص خلال الأيام الثلاثة التي تسبق الدراسة على ايقاظ ابنائه في ساعات الصباح الأولى وتناول الافطار والسير خلال اليوم بنفس البرنامج الذي كان متبعا قبل رمضان، لافتا الى ان اجازة العيد وقعت بين رمضان وشوال، وشهدت تغييرات متباينة في ساعات النوم والأكل، وهذا يتطلب ضبط ذلك بصورة تدريجية قبل أيام العودة للعمل والدراسة.

من جانبه يرى الدكتور ناصر العميم الأكاديمي والباحث والاقتصادي المعروف، ان مشكلة بعض السعوديين أنهم لا يجيدون التفكير الاستراتيجي بالصورة المطلوبة لبرنامج حياتهم اليومي، وهو ما نلمسه من تعاملهم مع المناسبات المختلفة كالأعياد ومواسم الدراسة والاجازات، مشددا على ان عدم ضبط الساعة البيولوجية لدى كثير من الأسر والمنازل ساهم في ظهور العديد من السلبيات من تغيب الأبناء عن المدرسة، أو عدم استيعابهم للدروس عند حضورهم للمدرسة في الايام الاولى من بدء الدراسة بعد الاجازة، اضافة الى قلة انتاجية رب الأسرة اذا كان موظفا حكوميا أو في القطاع الخاص. واعتبر ان ضبط الساعة البيولوجية لدى كل أفراد الأسرة مسؤولية تقع على الأبوين.

واضطر علي العجلان (معلم) إلى ارتياد الصحراء القريبة من الرياض على مدى الأيام الثلاثة الماضية بصحبة ابنائه وبناته الذين يدرسون في مختلف المراحل الدراسية، وذلك بإيقاظهم باكرا والتوجه الى صحراء بنبان (50 كيلومترا شمال شرق الرياض)، حيث يتناول أفراد الأسرة طعام الافطار، ثم ممارسة رياضة تسلق الجبال الموجودة في المنطقة، ثم مشاركة الجميع في اعداد وجبة الغداء، وعند حلول العصر يمارس الجميع لعبة كرة القدم، حتى قبيل غروب الشمس ليعود الجميع الى المنزل، أو زيارة الأقارب حتى الساعة التاسعة مساء، ثم العودة مجددا الى المنزل ومتابعة القنوات الفضائية حتى الساعة 12 مساء والزام الجميع بالتوجه الى غرف نومهم.

وقال العجلان لـ «الشرق الأوسط» بأن برنامجه الذي طبقه على أفراد الأسرة نجح على مدى الأيام الثلاثة الماضية في ضبط الساعة البيولوجية وعودة الوضع الى ما كان عليه قبل رمضان، معتبرا ان الكثير من أرباب الأسر يعاني من صعوبة عودة الحياة الطبيعة الى منازلهم عقب الأعياد والاجازات، مما يجعل الطلاب والطالبات من أفراد هذه الأسر يدفعون ثمنا لذلك، ليس أقله التغيب عن المدرسة، أو عدم التحصيل المطلوب عند حضورهم للدروس، بسبب عدم أخذ كفايتهم من النوم واختلال برنامجهم الغذائي. وترى سارة المحمد (ربة منزل) أن من المفترض ان يتعود أفراد الأسرة على النوم باكرا والاستيقاظ باكرا طوال ايام السنة، وعدم اجراء أية تغييرات على برنامج النوم وتناول الوجبات، نظرا لانعكاساته السلبية على أفراد الأسرة، خصوصا الصغار منهم، مشددة على انها لا تعاني من مشكلة تغير الساعة البيولوجية لأبنائها، سواء في رمضان أو في المواسم، كالعودة الى المدرسة بعد اجازة الصيف أو اجازات الأعياد.

ويشير عبد الله الرشيد مدير الادارة المدرسية، بادارة التعليم بمنطقة الرياض سابقا، والمستشار التعليمي في مدارس الجيل الأهلية، بأن التغيب عن المدرسة في الأيام الأولى بعد العودة من الاجازة المدرسية، وضعف التحصيل أو عدم الاستيعاب تعد من أبرز المشاكل المترتبة على اختلال ساعات النوم والأكل لدى أغلب أفراد الأسر في السعودية.