السعودية: قطار «السمنة» يسير بأكثر من 3 ملايين شخص بلا «مكابح»

مبيعات الحلويات غازلت سقف 1.5 مليار ريال

TT

في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير إعلامية، بأن حجم مبيعات الحلويات في السعودية بنهاية عيد الفطر يصل إلى أكثر من 1.5 مليار ريال، فإن تحذيرات سنوية صحية تتحدث عن دخول أكثر من 3 ملايين شخص في السعودية إلى نادي «البدناء» وأن الرقم في طريقه للتزايد رغم الحملات التوعوية لمكافحة «السمنة» التي تطلقها وزارة الصحة السعودية.

وبدا تراكم الأرقام «المخيفة» في جسد دراسة علمية حول الاقبال المفرط على تناول الحلويات والوجبات السريعة والاكلات الدسمة وقلة تناول الخضروات والفواكه، قامت بها الخبيرة في علم التغذية من جامعة الملك عبد العزيز، إيمان الأيوبي، والتي دعت لإعادة التفكير في برامج غذائية متوازنة، والاعتماد على رياضة المشي في تحقيق مسافات جيدة من الوزن المثالي. وشددت الاستشارية ايمان الأيوبي على ضرورة استبدال العادات الغذائية السيئة بأخرى صحيحة، فممارسة رياضة المشي وعدم النوم بعد الأكل مباشرة يؤديان الى حرق السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم. واوضحت ان العادات الغذائية السيئة تتمثل في تناول كميات كبيرة من الاطعمة الدسمة المكونة من السكريات والكربوهيدرات والدهون، حيث يؤدي ذلك الى ارتخاء في عضلات المعدة وتصاب المعدة بالتلبك بسبب المواد الدهنية مؤدية الى عسر هضم، خاصة اذا ما تم شرب الماء والعصيرات حيث يؤدي الى انتفاخ البطن وشعور الشخص بضيق في التنفس وخمول كامل، داعية لاستخدام بعض العقاقير المساعدة في إحراق الدهون ولكن تحت إشراف طبي.

وكان المجتمع السعودي، دخل خطا جديدا من الثقافة الغذائية خلال الاعوام القليلة الماضية يعتمد على مواجهة ثقافة «الهمبورغر» وموجة محلات الوجبات السريعة التي ظهرت بداية الثمانينات الميلادية، بمحلات «الحمية الغذائية» التي دخلت السوق السعودي على استحياء مطلع الالفية الجديدة، وتخصصت في تقديم الوجبات الصحية عبر اشتراكات «منزلية» بواقع وجبتين في اليوم، وهي الفكرة التي راهن عليها المستثمرون في مجال الاغذية ذات طابع «الحمية» بأنها «تتطلب سياسة طويلة المدى خاصة عندما يتعلق الأمر بتغيير المفاهيم والعادات عند الناس».

وترى من جهتها، مها بشرى، اختصاصية تغذية علاجية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن الاتجاه التجاري في تحديد أسعار منتجات الحمية، لا يزال مرتفعا، قياسا بمثيلاتها من المنتجات الأخرى، غير أنها أشارت إلى أن العودة للأكل «الطبيعي» المنزلي أفضل، كون الكثير من وجبات ومشروبات «الدايت» تدخل فيها مواد صناعية وحافظة، وبالتالي لا بد أن يكون لها آثار على صحة الأفراد.

وتعتبر الطبقات الموسرة في المجتمع الأكثر تقبلا لفكرة طعام «الدايت» واللجوء إليه من منظور صحي، وأحيانا باعتباره موضة جديدة للشعور بالتميز عن الآخرين، في ظل الارتفاع الكبير لأسعار تلك الوجبات والمنتجات الصحية، غير أن العامين الأخيرين، شهدا أفكارا «صحية» وغير «مكلفة» ماديا كالسابق، نتيجة لتبلور عوامل المنافسة وإنهاء حالة الاحتكار التي كانت ماثلة لما كان يعتبر الدخول في هذا المجال مخاطرة كبرى، كما أن مطاعم «شعبية» بدأت في اعداد وجبات للحمية لا يتجاوز سعرها 10 ريالات، وهي أطباق شعبية ولها جمهورها كـ«المطبق بالفرن» و«الدجاج المشوي».