«ثول».. أسطورة «الصياد والجوهرة» تتحقق

الصيد ظل الحرفة الرئيسية لسكان ثول بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.. وانتعاش الحياة

TT

تغوص بك أسطورة (الصياد والجوهرة) إلى أعماق الدهشة، وأنت تشاهد الحلم يتحقق في قرية الصيادين «ثول»، وهي تكشف في جوفها عن أغلى «جوهرة» تعليمية، هي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي دشنها خادم الحرمين الشريفين قبل أيام.

منذ منتصف السبعينات الميلادية وأهل «ثول» البعيدة عن حاضرة «جدة» على البحر الأحمر بنحو 90 كيلومترا، وهم يحلمون بأن تتحقق قصة «الجوهرة» وأن تعود شباكهم ولو مرة واحدة بما يعوض عليهم، انحسار زراعتهم بسبب شح مياه الامطار والسيول.

وقبل عامين، كان فريق استطلاعي بحثي تابع لمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، جال معظم المدن والمناطق في السعودية، كشف عندما زار «ثول» عن ضعف الإنتاج الزراعي وهجرة السكان للمدن الكبرى، فيما يطل الفقر برأسه من تلك البيوت الشعبية المتناثرة، ليفتتح الامير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة مشروع الاسكان الخيري، في أبريل الماضي، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، وهو المشروع الذي قامت عليه مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه، لتبدأ حياة السكان المحليين في «ثول» تتغير نحو الافضل. وإن كان الناس يعرفون أودية كثيرة في بلاد الحجاز، كوادي فاطمة، ووادي ثقيف، التي حفظ لها الرواة والمؤرخون مكانتها فإن وادي ثول، اليوم يدخل ذاكرة العالم من باب «التكنولوجيا» و«المعرفة»، وتسيل في واديه أمطار من الاحلام في أن يروي «ثول» أودية «الانتاج» وشعاب «التفرد العلمي».

ويقال بلدة الدعيجية أو «ثول» نسبة لاسم الوادي المحيط بالبلدة من جهتي الجنوب والشرق وقد غلب اسم الوادي على اسم البلدة، كما اورد ذلك الكاتب عاتق البلادي ان بلدة الدعجية تصغير المنسوب الى الدعج وهو سواد العيون وهي بلدة تقع على الطريق بين جدة ورابغ وسكانها الجحادلة من زبيد من حرب.

وكانت مركزا تجاريا لبعض القرى المجاورة، وكانت الحرفة الأساسية لأهالي البلدة من قبيلة «الجحادلة» الغوص واستخراج الصدف «المحار» من اعماق البحار وبيعه في بعض الموانئ المطلة على ساحل البحر الاحمر مثل ميناء مصوع في ارتيريا وميناء سواكن في السودان وقد استمرت مهنة الغوص، غير أن أحفاد السكان الاصليين لمركز «ثول» يجدون أنفسهم اليوم أمام «غوص» من نوع آخر في بحر العلوم والتقنية بحثا عن اللؤلؤ وجواهر التقنية عندما يضع أول طالب خطواته الأولى داخل الحرم الجامعي.

والشاهد أن الغوص هذه المرة لم يعد في «البحر» بل وفي «البر»، إذ تشير تقارير مبدئية عقارية إلى ارتفاع قيمة الاراضي في مركز «ثول» الى نحو 300 في المائة، فيما ارتفع الطلب على المنازل وأسعار الايجارات، وبدأ تعلق أهل ثول بحكاية الصيد واللؤلؤ، إذ شكلت مسميات المخططات السكنية التي غلب عليها الارتفاع، بعدا نفسيا، حيث إن مخططي «جوهرة ثول» و«لؤلؤة ثول» هما الاكثر استحواذا على نسب الارتفاع، تحسبا لطفرة قادمة في مجال البناء والتشييد.