جولة أخيرة لصياغة أول مشروع نظام لحقوق مرضى الإيدز في السعودية

قانونيون وخبراء أمميون يضعون اللمسات النهائية على مواده الـ16

TT

يدخل اليوم قانونيون سعوديون وخبراء أمميون، سباقا مع الوقت، للخروج بصيغة نهائية على أول مشروع نظام لحقوق مرضى الإيدز في السعودية، في ظل افتقار الأنظمة هنا، لنظام مكتوب يحفظ للمصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة حقوقهم.

وتعقد الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، صباحا، ورشة عمل، لصياغة مشروع نظام حقوق مرضى الإيدز بشكل نهائي، بدعم من خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأطباء سعوديين، ومهتمين في هذا المجال.

وبدأت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، بكتابة وصياغة هذا النظام، منذ أكثر من عام، حيث أعلنت في 16 سبتمبر (أيلول) 2006، أنها شرعت في العمل فعلا.

ويتمنى القائمون على جمعية حقوق الإنسان، أن يحظى مشروع نظام حقوق وواجبات مرضى الإيدز، بدعم من المسؤولين في الحكومة، وجميع فئات المجتمع. وقال الدكتور بندر الحجار رئيس الجمعية: أن المصاب بهذا المرض، إنسان، ولا ينبغي تجريده من إنسانيته، وحرمانه من حقوقه، لأنه مصاب بالمرض.

وتكشف أرقام، أفصحت عنها ناشطة سعودية هي الدكتورة لبنى الأنصاري عضو جمعية حقوق الإنسان، أن نحو 75 في المائة من المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) في بلادها لا يتلقون العلاج من هذا المرض، وسط وجود مرضى آخرين يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الدواء.

وتصرف وزارة الصحة السعودية، ما يزيد على الـ17 مليون ريال سعودي سنويا على الأدوية الخاصة بمرض نقص المناعة المكتسبة، وفق تصريحات سابقة لمسؤول رفيع فيها.

ويقع مشروع نظام حقوق مرضى الإيدز في السعودية في 16 مادة، وسيعد في حال لقي الدعم الكافي، أول نظام من نوعه.

وقرر مشروع نظام حقوق مرضى الإيدز، عدة حقوق استقاها من الشريعة الإسلامية أولا، ثم من الصكوك الدولية لحقوق الإنسان، ومعايير العمل الدولية، والتي تدعو إلى حماية الأشخاص المصابين بهذا الفيروس، وتقر لهم الحق في عدم التميز، والحق في الحياة والبقاء والنمو، واحترام الحياة الخاصة، وحرية الرأي والتعبير، والعمل والزواج وتكوين الأسرة، شرط عدم تعريض غيرهم للمرض، وغيرها من الحقوق.

وأدخل الدكتور غازي جمجوم، رئيس كرسي عبد الله وسعيد بن زقر لأبحاث ومكافحة مرض الإيدز بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، عدة تعديلات على مشروع النظام، كما قام بذلك أيضا الدكتور عبد الله الحقيل استشاري الأمراض المعدية ورئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ومجموعة من الأطباء المهتمين بهذا الأمر.

وسوف يحرص قانونيون اليوم، بدعم من خبراء في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على إخراج مشروع نظام حقوق وواجبات مرضى الإيدز، بشكله النهائي. وتتحدث أرقام أن 90 في المائة من الحالات المستجدة المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة التي سجلتها السعودية، كانت بسبب الاتصال الجنسي، وفقا للدكتور عبد الله الحقيل استشاري الأمراض المعدية رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي.

وكشف الحقيل أخيرا، أن الزيادة السنوية في عدد الإصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة في السعودية بلغت 15 في المائة، النسبة التي اعتبرها استشاري الأمراض المعدية من المؤشرات الخطيرة التي تستوجب أن يكون هناك وقفة تأملية في سبل التوعية بخطر المرض والأسباب المؤدية له.

وبموازاة ذلك، عمدت وزارة الصحة السعودية، مطلع العام الجاري، على افتتاح الباب أمام مواطنيها، للفحص الطوعي عن مرض الإيدز، من خلال عدد من مراكز المشورة والفحص الطوعي، في خطوة ستسهم في اكتشاف عدد من الحالات غير المعلنة. ويتوقع مراقبون للشأن الصحي، أن تسهم هذه المراكز باكتشاف العديد من الحالات المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، خصوصا في ظل الأرقام التي تتحدث عن أن الزيادة السنوية التي تسجلها السعودية بالنسبة لمرضى الإيدز تبلغ قرابة الـ15 في المائة.