السعودية تستنفر لمكافحة سرطان الثدي بفحوص ميدانية ومحاضرات تثقيفية

أكثر الأورام الخبيثة شيوعا بين نساء السعودية

لوحة في بهو أحد فنادق جدة التي استضافت لقاء يعنى بسرطان الثدي
TT

شهدت السعودية بمختلف مدنها استنفارا كاملا في انطلاق فعاليات حملة توعوية بسرطان الثدي تخللها فحوص طبية لاثداء السعوديات ومحاضرات تثقيفية في مختلف المستشفيات في البلاد.

وانطلقت في جدة بمشاركة مجموعة من المستشفيات والمراكز الطبية المتعددة من القطاعين العام والخاص مساء أول من أمس فعاليات الحملة التوعوية بسرطان الثدي والكشف المبكر للسيدات تحت رعاية الأميرة علياء بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتهدف فعاليات الحملة إلى تنظيم أسبوع ثقافي داخل المستشفيات المنظمة بالإضافة إلى إقامة معسكر متكامل لتوعية الأفراد والعائلات وتوفير عيادات لتعليم الفحص الذاتي وشرح كافة ما يتعلق بتشخيص وعلاج سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر، والتغذية السليمة، والطب البديل، والحياة الاجتماعية، والعلاج الكيماوي، والعلاج الإشعاعي، والجراحة التجميلية والتوعية الدينية.

وتأتي حملة التوعية الشاملة بسرطان الثدي في السعودية بالتزامن مع الحملة العالمية لسرطان الثدي. ويشار إلى أن المشاركة في هذه الحملة لا تقتصر على القطاع الصحي فحسب، بل تتضمن الحملة مشاركة فاعلة من طالبات المدارس والكليات الصحية والمعاهد والجامعات، حيث يتم توعية وإرشاد الحضور ومساعدتهم ومن ثم توجيههم للقيام بدور فعال في تثقيف المجتمع.

من جانبه أوضح رئيس الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد العام بجدة طلال الناشري «ان الحملة تهدف إلى نشر الوعي الصحي السليم بين جميع فئات المجتمع وجميع أفراد الأسرة، لا سيما أن إصابة الأم أو الزوجة تؤثر في الأسرة كلها وبالذات عندما لا توجد خلفية كاملة عن المرض من الناحية الاجتماعية».

وأضاف الناشري: «تسعى الحملة إلى نشر الوعي بطريقة مبسطة ملموسة وغير مرعبة، لا سيما أن الطرق السابقة في التوعية والتي تعتمد على توزيع مطويات مليئة بالمعلومات غير المقننة وإعطاء محاضرات زرعت الذعر والخوف لدى الكثير، وأظهرت المرض على أنه أقوى من أي شيء مما منع الكثير من السيدات من استشارة الطبيب حتى لا تكتشف أنها مصابة بالسرطان. ولكن ما يميز هذه الحملة أنها تسعى لتغيير هذا النمط وزرع الطمأنينة وتحث على الكشف المبكر عند الإحساس بأي أعراض».

وأشار الناشري إلى أهمية مشاركة المراكز الصحية المختلفة بهذه الحملة الأمر الذي يساعد على كسر الحواجز التي تعرقل مسار علاج المريض من خلال رفع المستوى العلمي لدى المتخصصين عن طريق تبادل الآراء وطرح ومناقشة جميع ما تمر به المريضة من مراحل الفحص وطرق العلاج، ومناقشة علاج الأعشاب، وغير ذلك وعدم الاستهتار بهذه النقاط وتهميشها في النقاش، لأن المريض بشكل عام يسعى نحو الشفاء، وبدل من أن يدفعه الأطباء للجوء للدجالين يمكن مساعدته بالتفكير معه».

وتابع الناشري قوله: «كما تتضمن الحملة إعداد دراسة ميدانية عن الكشف المبكر وتسجيل الحالات المكتشفة إلى جانب إعداد احصاءات ودراسات عنها بهدف الخروج بتوصيات لتطوير الوعي في جميع المناطق واقتراح آليات تساعد على تسهيل تحويل المرضى لإكمال خطوات العلاج في مراكز متعددة».

وحول أهمية الكشف الإشعاعي المسحي الدوري للثدي تقول رئيسة اللجنة المنظمة بمستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام الدكتورة إيمان باروم استشارية أشعة تشخيصية «الكشف الإشعاعي المسحي الدوري للثدي هو عبارة عن أخذ أشعة للثديين للبحث عن أي تغيرات داخل الثدي تدل على وجود سرطان في مراحل مبكرة جدا، وهذا الكشف عادة يعمل من سن 40 إلى 69 سنة، وإذا تم اكتشاف سرطان الثدي مبكرا فإن نسبة الشفاء تكون عالية جدا تصل إلى 90 بالمائة».

وتابعت الباروم قولها: «الكشف الإشعاعي المسحي للثدي لا يكشف جميع حالات السرطان، لكن الاحصاءات العالمية أثبتت بالقطعية أن الكشف المسحي الدوري الذي يجرى كل سنة أو سنتين للثدي يقلل من عدد الوفيات ويساعد على اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، وهو ما يعني وجود فرصة كبيرة للشفاء التام، بالإضافة إلى أن فرصة انتشار المرض في أجزاء أخرى من الجسم تكون ضئيلة جدا، بالإضافة إلى إتاحة أوجه مختلفة للعلاج».

جدير بالذكر أن الاحصاءات الصادرة من مديرية الشؤون الصحية بجدة تشير إلى أن سرطان الثدي يمثل 20 في المائة من أنواع السرطان عند السيدات، حيث يحتل المرتبة الأولى في نسبة حدوثه لدى السيدات مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، وأن 40 في المائة من الحالات تكون منتشرة موضعيا عند التشخيص و64 في المائة من الحالات تحدث قبل سن الخمسين، إذا ما قورن بدول الغرب، حيث غالبية الحالات تحدث بين سن الـ 60 والـ 65 سنة.