محاضرة تتناول تاريخ وحاضر الفنون التشكيلية في المنطقة الشرقية

دعوة إلى تشجيع الطالبات الموهوبات وصقل مهاراتهن

TT

دعا الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن، معلمات التربية الفنية بالمنطقة الشرقية الى تشجيع الطالبة الموهوبة وصقل مهاراتها، وذلك بتوجيهها الى الطريقة الصحيحة لتتعلم اساسيات الفن التشكيلي مبينا اهمية زيارة المعارض في اثراء الفن، محذرا من مراكز تعليم الفن التجارية. وقال إن الفنون التشكيلية تزخر في المنطقة الشرقية بالعديد من المبدعين في جميع فروع الفن، من التشكيل والتصوير الضوئي إلى الخط العربي، وتفتقر للنحت وفن الجرافيك، داعيا الفنانات المبتدئات إلى الاستمرار وتخطي الحواجز وصولا للاحتراف.

جاء ذلك في محاضرة عن تاريخ الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية، نظمها قسم التربية الفنية بمكتب الاشراف التربوي بالقطيف ودارين في مقر الابتدائية السابعة بالقطيف، وبحضور سعاد الصبيحي، مديرة مكتب الاشراف بالقطيف ودارين، والمشرفات التربويات ومعلمات التربية الفنية في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كما حضرت مجموعة من الطالبات الموهوبات من المرحلة الثانوية. وتناول الضامن في محاضرته انجازات الفن التشكيلي بالسعودية منذ بداياته بقوله «ان بدايات الفن التشكيلي في المملكة يعود إلى جهود فردية قام بها عدد من الفنانين كالفنان عبد الحليم رضوي ومحمد سليم وصفية بنت زقر الذين كانت لهم الريادة في الفن التشكيلي المحلي». وعزا تميز المعارض الجماعية في المنطقة الشرقية إلى وجود مجموعة من الفنانين المبدعين، اضافة الى روح التنافس الموجود في المعارض.  وقال الضامن إن مجموعة كبيرة من الفنانين بالمنطقة تعمقوا في دراسة البيئة المحلية بما تحمله من قيم تراثية وعادات اجتماعية، مضيفا إن المستويات الفنية للفنانين متقاربة وإن اختلفت في الأسلوب أو المضمون بالرغم من تعدد الاتجاهات والمدارس الفنية في ما بعد، وقد برزت أسماء عديدة على الساحة التشكيلية في المنطقة حتى أصبحت معروفة بأساليبها المميزة.

كما صنف عبد العظيم الضامن الفنانين في المنطقة الشرقية إلى مجموعتين "المجموعة الأولى تهتم بالتراث والبيئة المحلية، حيث ان البعض قد نسخ البيئة نسخاً سطحياً دون التعمق في المفاهيم التشكيلية، والبعض رغم استخدامه للأسلوب الواقعي قد طور في أدواته الفنية، محاولة منه لمعايشة العصر، وهذا بدا واضحاً على الكثير من الفنانين الشباب رغم عدم استمرارهم، وهناك من حاول أن يجد وسيلة تربطه بالتراث وتقربه من التجديد، وهذه الفئة قليلة، ولكنها كثيرة في معطياتها الحضارية والثقافية ورغم ولع هذه المجموعة بالمحاولات التجريبية تبقى مشدودة لواقعها الفني بالمفردات التراثية الجميلة".

كما اشار الضامن الى ان المجموعة الثانية تهتم بالأساليب الحديثة في الفن التشكيلي، "وهي تضم عدة فئات متباينة متعددة الأساليب الفنية، فنجد أن بعضهم بغرض الوصول السريع لطريق الشهرة بالفن، بدأ بداية مغلوطة وأخذ يتجه لأسلوب سهل المنال، وهو التجريد أو التكوين، فأخذ يقلد المدارس الفنية الحديثة دون تدرج منطقي يذكر في رصيده الفني في الساحة التشكيلية المحلية منذ بدايته للانضمام إليها". واضاف الضامن إن النخبة من فناني المنطقة الشرقية قد بدأوا بخطوات واسعة نحو الاستفادة من المدارس الفنية التشكيلية الحديثة نتيجة انتشار قاعدة الحركة التشكيلية وسفر بعض الفنانين في بعثات فنية لدراسة الفنون التشكيلية بشكل علمي في كل من أميركا وأوروبا ومصر.