«اليونيسيف» تعد دراسة لمكافحة التسول ومعرفة الدول المصدرة له في السعودية

مدير برامج الدول العربية لـ«الشرق الأوسط» تنازل سفراء النوايا الحسنة عن المنصب لبطء المنظمة

متسولة عند إحدى الاشارات الضوئية تستعطف الناس («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم منظمة الأمم المتحدة متمثلة في منظمة اليونيسيف للطفولة، إعداد دراسة مسحية لمكافحة انتشار تسول الأطفال، ومعرفة الدول التي يستقدم منها الأطفال للتسول في كافة أنحاء السعودية، وذلك خلال مطلع العام المقبل 2008. وذكر لـ«الشرق الأوسط» إسماعيل الأزهري إبراهيم مدير البرامج للدول العربية في الخليج بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في العاصمة السعودية بالرياض، أن منظمة اليونيسيف تعمل حاليا مع بعض الجهات الرسمية في السعودية لإعداد دراسة لإمكانية مكافحة تسول الأطفال، ومعرفة الدول المصدرة لهذه الظاهرة في كافة أنحاء السعودية.

وبين الأزهري أنه لا توجد دراسة واضحة تبين عدد الأطفال المتسولين في السعودية، مما دفع ذلك اللجنة الوطنية لحماية الطفولة وبعض الوزارات المختلفة إلى إعداد دراسة لمكافحة الظاهرة، وتدريب العاملين في مجال حماية الطفولة، مشيرا إلى أن دور اليونيسيف يقتصر في تلك الدراسة على تقديم الدعم الفني وإجراء الدراسات لكيفية معالجة ومكافحة هذه الظاهرة.

وأوضح مدير البرامج للدول العربية في الخليج،أن من ضمن البرامج التي تعمل عليها منظمة اليونيسيف في السعودية، برامج الحماية الأسرية مع وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحماية الطفولة، وقسم الحماية من الإيذاء المتواجد في مستشفيات الصحة النفسية، ومع الهلال الأحمر في ما يتعلق بحوادث الطرق للأطفال، إضافة إلى دراسة أوضاع برامج الطفولة المبكرة مع وزارة التربية والتعليم. وأكد الأزهري، أن عمل منظمة اليونيسيف يقتصر على تقديم الدعم الفني، لكونها منظمة دولية وليست منظمة توعية، تعمل من خلال المؤسسات الحكومية في كافة الدول المنظمة، و يتعلق نشاط المنظمة بكل ما يختص بصحة الطفل، تعليمه، حمايته، والمساواة في نوعية الأطفال، لافتا إلى أن مكتب اليونيسيف في العاصمة السعودية بالرياض، يعتبر المكتب الإقليمي لمنطقة الخليج ما عدا عمان، حيث يغطي المكتب كلا من السعودية والبحرين والكويت والإمارات وقطر، معللا أن وجود المكتب في السعودية لكونها تضم اكبر عدد من الأطفال، وفي المناطق الأخرى يمثل المكتب عدد من الاستشاريين.

وفي ما يخص تنازل بعض الشخصيات اللامعة عن منصب سفراء النوايا الحسنة، اعتبر الأزهري أن سبب تخليهم عن المنصب يتمحور في الأزمات التي مر بها أطفال المنطقة، خاصة في العراق ولبنان، إذ شعر الأشخاص أن دول الأمم المتحدة كانت مقصرة، أو متقاعسة في سرعة التفاعل مع مسألة الطفولة، ما أدى إلى تركهم لهذا المنصب.

وذكر قائلا «في الحقيقة هو ليس تقصيرا، بل بطء في عملية الدعم، ما جعلهم غير مستطيعين على العمل بشكل سريع»، مؤكدا أن ذلك ليس له علاقة بالتميز بين أطفال العراق وبين أطفال دول أخرى. وأضاف الأزهري لـ«الشرق الأوسط» أن الدول التي ظهر فيها بيع الأطفال، عملت اليونيسيف على دراسة هذه الحالة لمعرفة أسبابها ومن خلف هذه الظاهرة كأفريقيا وشرق آسيا، كما عملت المنظمة على مساعدة الأطفال الذين عاشروا فترات الحروب، إذ عملت اليونيسيف على إعداد برامج لعدم إقحام الأطفال في الحروب، وتأمين احتياجاتهم، مثل أطفال العراق، حيث عملت منظمة اليونيسيف على تأمين مستلزماتهم الأساسية، ومساعدتهم على مراودة مدارسهم وحمايتهم، وتقديم الحاجات الغذائية لهم، وقال «عملت اليونيسيف على أخذ تعهدات من أهالي المناطق مع الحكومة العراقية على تأمين المدارس وحمايتها لمزاولة الأطفال تعليمهم وحمايتهم».