2.45 مليون حاج أدوا المناسك وسط احتفاء العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك

حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق

حجاج بيت الله الحرام أثناء رمي الجمرات في منى قرب مكة المكرمة أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي أعلنت فيه مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية أن إجمالي عدد الحجاج الذين أدوا النسك هذا العام قد بلغ 2454325 حاجا منهم 1707814 حاجا قدموا من خارج السعودية، يستقبل حجاج بيت الله الحرام، اليوم أول أيام التشريق، الموافق للحادي عشر من ذي الحجة (ثاني أيام عيد الأضحى المبارك) حيث يقومون اليوم برمي الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، العقبة) اتباعا لسنة المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليم.

وكان حجاج بيت الله الحرام قد أقبلوا منذ فجر أمس جماعات وأفرادا إلى مشعر منى مهللين مكبرين تملؤهم الفرحة والسرور بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج ثم باتوا ليلتهم في مشعر مزدلفة، تحفهم عناية الله تعالى ورعايته وهم يعيشون الاجواء الايمانية، حيث شرع الحجاج فور وصولهم إلى مشعر منى برمي جمرة العقبة فقط، وهي التي تلي مكة اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تأتي تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض إبراهيم وإسماعيل وهاجر أم إسماعيل، في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرونه، وبعد فراغهم شرع البعض بنحر هديه، وحلق رأسه، فيما اتجه البعض إلى الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. فيما سيبقى الجميع في مشعر منى أيام التشريق الثلاثة يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره، ويكملون رمي الجمرات الثلاث.

وكان ضيوف الرحمن قد عاشوا في نفرتهم الهدوء والسكينة في طقس اتسم بالاعتدال تحفهم عنايته الله سبحانه وتعالى، ثم جهود وحرص وتنسيق بين العديد من القطاعات التي التزمت الخطط المرسومة المدروسة لتحركات الحجيج بين المشاعر المقدسة وتوفر الخدمات الصحية والتموينية والغذائية، وكذا الاتصالات والمياه والكهرباء من خلال الإنارة وصنابير المياه التي امتدت على الطرق لعشرات الكيلومترات في صعيد عرفات ومنى ومزدلفة إلى جانب انتشار مراكز الدفاع المدني على الطرقات وداخل المشاعر.

فيما اتسمت حركة الحجيج في منطقة جسر الجمرات والمنطقة المحيطة بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات، وتوزعت على الادوار بشكل متقارب إلى حد ما تمكن معه الحجيج من الرمي والعودة لمواقع اقامتهم في وقت مناسب، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى اجمالا بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج وتوفر رجال الأمن والمرشدين والقائمين على التوعية على الطرق مع توفر المياه النقية للشرب ودورات المياه.

يجيء هذا وسط احتفاء في العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، الذي صادف يوم أمس العاشر من ذي الحجة، حيث حرص الكثير من حجاج بيت الله الحرام على الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة، تحفهم العناية والسكينة.

ويبدأ اعتبارا من صباح اليوم توزيع الحجاج، خلال الساعات المتاحة لتفادي تدفقهم الكثيف الى ساحة الجمرات بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة ووزارة الحج وفق الجداول الزمنية المحددة.

وستقوم مؤسسات الطوافة بشغل أوقات انتظار حجاجها بالوسائل المفيدة، مثل تلاوة القرآن الكريم والدروس العلمية لحين موعد تحركهم لرمى الجمرات، ووفقاً لكتيب ارشادي وزعته وزارة الشؤون البلدية والقروية في أرجاء مشاعر منى لضيوف الرحمن للتعريف بالمشروع الجديد للجسر، فإن هناك تنظيم لساحة الجمرات عبر خطة أعدت بحيث لا تتجمع فيها أعداد كبيرة من الحشود على أن يتم التحكم في المفترشين حول الجسر وكذلك تنظيم مسارات الحجاج حتى لا تتعارض حركة الذاهبين للرجم والعائدين منه، وتم تخصيص الأماكن المناسبة لخدمات الاغذية والحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والاسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.

وتم وضع آلات تصوير الكترونية على الجسر وساحته وفي الشوارع المؤدية للجسر مرتبطة بغرفة العمليات التي تشرف على الموقع للتدخل المباشر عند حدوث أي طارئ، اضافة الى تقديم نصائح للحجاج عن طريق شاشات التلفاز بالمخيمات والشاشات العملاقة الموزعة في محيط الجسر التي تجنبهم الحوادث.

من جهتها بدأت امانة العاصمة المقدسة اعتبارا من أمس في تنفيذ اعمال المرحلة الثانية من الخطة التشغيلية بعد انتهاء المرحلة الاولى من الخطة التشغيلية لاعمال النظافة بنجاح يوم امس، التي تم اعدادها بعد دراسات دقيقة تتناسب مع ظروف الموسم واحتياجاته، وفي هذا السياق أوضح المهندس جمال حريري وكيل أمين العاصمة المقدسة، ان الخطة شملت التركيز على مشعري عرفة ومزدلفة، بالاضافة الى الحدود الخارجية لمشعر منى، نظرا لكثافة الحجاج بداخله خلال الايام 10 و11 و12 من ذي الحجة، في حين سيتم تفريغ جميع الاعمال لمشعر منى في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.