الحج.. سوق تنافس بين الحملات

TT

يتكرر المشهد ببياضه الناصع، وتباين درجاته، الممزوجة بإحرامات الحجيج، وهم يفترشون بها أرض المشعر الحرام، صورة يزداد بريقها بتقادم الزمن، وزيادة أعداد الحجيج، فيما تبذل الجهود، لتيسير النسك، وتحسين مستوى الخدمات، وهو الأمر الذي يحرص عليه القائمون على موسم الحصاد الإيماني، في رحاب ضيافة الرحمن. وفي وقت كانت تعانق فيه أعمدة الخيام المنصوبة أوتاد الوادي المبارك. خرج الموسم من محيط الخدمات الفردية، إلى نطاق المؤسسات. ما شكل ساحة تنافس كبيرة لتقديم خدمات؛ تأرجحت موازينها تارة، وعلت في أخرى لتصل حد الخدمة الفندقية. وتمثل مخيمات اللاجئين لله، في رحاب الله؛ اغراءً لملبِّي الدعوة الإبراهيمية. تحرص حملات الحج على تنظيمها؛ كونها المعيار الحقيقي لنجاح الحملة؛ ناهيك عن كونها نوعاً من الدعاية والإعلان للمؤسسة. وعملاً بالمثل القائل «حج وبيع سبح»، أصبحت المخيمات تشكل دائرة البحث الرئيسية؛ من خلال التقصي عن المزايا وجودة الخدمات، بشرط مناسبتها مع القيمة المالية المدفوعة، ما يتطلب الاستفسار عن نوعية الخدمات التي تقدمها وامتيازات كل منها، وهو الأمر الذي يُعد أحد المعايير التي يتم على أساسها تصنيف المخيمات. ما وصفه المطوف عبد العزيز زيني «تعتبر نوعية الخدمات، ونظام دخول الحجاج للمشاعر، المعتمد من المؤسسة التابع لها المخيم؛ من اهم المعايير لتصنيفه».

ويأتي ديكور المخيم الجمالي، والزي الرسمي للموظفين، المشفوع ببطاقة تعريف الموظف، جانب آخر يشبه لحدٍ ما نظام الخدمة الفندقية، لكن بأجنحة من فيض الرحمة الإلهية. ولا تقف نوعية الخدمات؛ عند باب توفير المكان، والحراسة المضمونة؛ ناهيك من طاولات البوفيه المفتوح؛ بل تتجاوزها لتشمل توفير شيوخ من أصحاب الثقة في علمهم وتقواهم؛ للإجابة عن تساؤلات الحجيج واستفساراتهم، وليكون الأمر أكثر اتساقاً، كان وجود داعية وهو ما تحرص عليه بعض المخيمات؛ خاصة يوم الوقوف بعرفات الله؛ امتيازاً عند بعض الحجيج، إضافة لتوفير البرامج الثقافية ممثلة في المحاضرات الدينية، والندوات؛ التي تعنى بانتقاد بعض السلوكيات، وتوجيهها لجادة الصواب، في حين تأتي المسابقات الثقافية؛ نوعاً من الترفيه داخل تلك المخيمات؛ المتبوعة بتلقي بعض الهدايا العينية في ايام التشريق.

وفي الوقت الذي لم يوضع فيه سقف لأسعار حملات الحج، تجاوزت الـ(10000) ريال، يبرز نوع آخر من المخيمات تخضع للعرض والطلب، تصل أسعارها إلى الـ100000 ريال تقريباً، كما أوضح عبد الله الغامدي مدير عام مجموعة سعد القرشي لحملات الحج «لا يوجد تصنيف لما يسمى مخيمات الـ VIB؛ إلاّ أن الشركات تعمد لتوفير هذا النوع من المخيمات في حال وجود طلبات خاصة، من شخصيات مهمة لها وضع اجتماعي واقتصادي معين، تتمثل في إيجاد وسيلة نقل أو طلب ايجاد خيمة خاصة»؛ مشيراً إلى أن هذا النوع من المخيمات لا يتجاوز سواءً على مستوى الداخل والخارج الـ15 في المائة من مجمل أعداد المخيمات.