توجه دولي للاستفادة من التجربة السعودية في إدارة «حشود الحج»

وزارة الحج تتلقى 35 شكوى فقط من حجاج الخارج.. وتوقعات بهطول أمطار على المشاعر

TT

أعلن في السعودية أمس، عن وجود رغبة دولية في الاستفادة من تجربة إدارة حشود الحج، التي حققت نجاحا متميزا طيلة السنوات الماضية. ووصف اللواء منصور التركي مدير إدارة شؤون الحج والعمرة بالأمن العام، إدارة بلاده للحج بأنها «إدارة لنظام متميز» لا يمكن أن يحدث مثله إطلاقا في دول العالم.

وأوضح في مؤتمر صحافي عقده أمس أن هناك رغبة دولية في الاستفادة من تجربة بلاده في إدارة الحشود، لافتا إلى أن «وزارة الشؤون البلدية والقروية تلقت فعلا طلبات من بعض الجامعات المهتمة بموضوع إدارة الحشود».

ويعتبر موسم الحج أكبر تجمع يشهده العالم بأسره، وتعمل السعودية لمدة 11 شهرا على وضع الخطط والتنظيمات لهذا الموسم، بواقع اجتماعين في كل شهر للجهات الحكومية ذات العلاقة بعملية التنظيم، وفقا لما ذكره أمس الرائد عبد الله الحارثي الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني. وعرضت المديرية العامة للدفاع المدني تجربتها في مواسم الحج في جنيف أمام المسؤولين عن المنظمة الدولية للحماية المدنية، والمؤلفة من 68 دولة.

وشارك فريق عمل من المنظمة الدولية مؤلف من 13 دولة إسلامية في متابعة تجربة الدفاع المدني في إدارة الحج العام الماضي. واليوم تدرس جامعات ألمانية ويابانية التجربة السعودية ضمن مقرراتها المهتمة في شأن إدارة الحشود، بحسب الناطق الرسمي باسم جهاز الدفاع المدني السعودي. وتجمع نحو 2.4 مليون مسلم أمس الأول، على صعيد عرفة الطاهر، وفقا لأرقام رسمية كشفت عنها مصلحة الإحصاءات العامة، بواقع زيادة نصف مليون حاج عن الأعداد الرسمية لحجاج الخارج والحجاج المصرح لهم من الداخل. وبعد أنباء تحدثت عن قيام مجموعة من الأفغان بالتظاهر يوم عرفة في منطقة الوادي الأخضر، نفى المتحدث الأمني بوزارة الداخلية هذه الأنباء، مجددا رفض بلاده لأي محاولة لتسييس الحج الذي هو شعيرة دينية في المقام الأول. وأكد اللواء منصور التركي ضبط عدد من المتسللين الذين حاولوا الدخول إلى منطقة مكة المكرمة، بدون حصولهم على تراخيص تكفل لهم حج هذا العام. فيما عزا ارتفاع عدد الحجاج عن العدد الرسمي المعلن لارتباط مدينة مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة، حيث لمّح إلى أن الزيادة التي طرأت قد تكون ناتجة عن قدوم سكان مكة لأداء فريضة الحج، بقوله إن «إجراءات الفرز والتدقيق لا تشملهم». وأعلن التركي نجاح خطتي تصعيد الحجاج لمشعر عرفات الطاهر، والنفرة إلى مزدلفة، في الوقت الذي أكد فيه أن تفويج الحجاج على جسر الجمرات أمس سار وفقا لما خطط له.

ونشرت السلطات الأمنية المختصة أمس قواتها منذ الصباح على مداخل مشعر منى، لمنع الحجاج من حمل حقائبهم وأغراضهم خلال رمي جمرة العقبة. وقال التركي «إن تلك القوات نجحت في الحد بشكل كبير من اصطحاب الحجاج لأمتعتهم خلال سيرهم على جسر الجمرات».

وسترفع السلطات السعودية غدا من تدابيرها تحسبا لأي طارئ قد يحصل على جسر الجمرات ثاني أيام التشريق، الذي يشهد في الغالب تعجل غالبية الحجاج، تمهيدا لمغادرة المشاعر المقدسة.

وباتت السلطات الصحية السعودية مستعدة للتعامل مع أي طارئ قد يحدث في منطقة المشاعر، على صعيد رمي الجمرات. وقال الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي بوزارة الصحة «إن الوضع الصحي مطمئن حتى يوم أمس». وبحسب مرغلاني فإنه تم تسجيل عدد من حالات الوفيات الطبيعية لكبار السن، بواقع انخفاض 40 في المائة عما سجل العام الماضي.

وفيما تشكلت أمس بعض السحب الركامية في سماء مشعر منى، قال الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني إن هطول الأمطار أمر وارد، وهو مأخوذ في الحسبان ضمن خطة حكومية معدة لهذا الغرض، يعتمد جزء منها على إخلاء بعض المساكن في مشعر منى التي تقع في مناطق خطرة.

ورخص الدفاع المدني هذا العام لـ6 آلاف منشأة سكنية، منها 3 آلاف فيلا، قال إنها صالحة للسكن. ولم يرخص لهذه المساكن، وفقا للحارثي، إلا بعد موافقة لجنة حكومية مكونة من 8 جهات. إلى ذلك، نفت وزارة الحج السعودية، أن يكون هناك توجه لإعادة النظر في حصص بعض الدول الإسلامية من الحجاج. وقال عبد العزيز الحسون مستشار وزير الحج السعودي أمس «القرار في هذا لا يعود للسعودية بل يعود لقرار أممي إسلامي، اتفق على أن تكون نسبة الحجاج 1000 مقابل كل مليون نسمة». وعلى خلاف السنوات الماضية لم تتلق وزارة الحج سوى 35 شكوى فقط من حجاج الخارج، والبالغ عددهم 1.7 مليون حاج تقريبا، بحسب ما صرح به الحسون، الذي أكد بدوره حل مشكلة 200 حاج مغربي تعرضوا لمشكلة في النقل من مزدلفة مساء أول من أمس.