دراسة: التغيرات المناخية في السعودية تحدث كل 10 سنوات

موقعها يجعلها تحت تأثير مناخات مختلفة

TT

استنتجت دراسة علمية حديثة قدمت في جامعة الملك سعود بالرياض «حول التغيرات المناخية في السعودية» أن هناك تغيراً يحدث في المناخ في المناطق المختلفة داخل السعودية يمكن تقديره كل 10 سنوات، وأنه بالرغم من أن هناك ارتفاعاً لمعدلات متوسطات درجات الحرارة فإنه بالمقابل ترتفع الرطوبة النسبية ومعدلات الأمطار أيضا، مما يقلل من فترات الجفاف في المناطق المختلفة، في حين يبدو المناخ في المنطقة الشمالية أكثر قارية وتطرفا من باقي المناطق، أما مناخ المنطقة الجنوبية فهو أكثر استقرارا لتقارب الحدود الدنيا والقصوى بسبب العوامل المناخية التي تؤثر فيها، كما يكون مناخ المناطق المرتفعة ألطف وأكثر اعتدالا مقارنة بباقي مناخات المناطق داخل السعودية. وتهدف الدراسة العلمية التي أعدتها الدكتورة يسرى أبو ستة، المحاضرة بكلية العلوم بالجامعة عن التغيرات المناخية، إلى معرفة التغير في مجموعة العوامل التي تلعب دوراً مهماً في حياة السكان في محاولة لكشف التغيرات المكانية والتوزيع الجغرافي للظواهر المناخية، مثل معدلات درجات الحرارة، وتحركات الكتل الهوائية نتيجة لمواقع الضغط المؤثرة في حركة الرياح واختلاف الرطوبة وكميات الأمطار الساقطة وتوزيعها ومنها يمكن معرفة مدى إمكانية الاعتماد على الأمطار كمورد من موارد المياه لإمكان استخدامها في الزراعة والحياة المعيشية للبشر.

وتقتضي دراسة هذه التغيرات أن تكون دقيقة للحصول على المعلومات من المحطات المناخية لمدة كافية تمتد في عرف المناخيين لفترة لا تقل عن ثلاثة قرون، أما المشتغلون في حقل البيئة فيمكنهم تقييم المناخ للمناطق المختلفة كل عشر سنوات لإمكانية الحكم عليه ومعرفة طبيعته.

وأشارت الدراسة إلى إن موقع السعودية في الجزء الجنوبي الغربي لقارة آسيا يعرض قسمها الأعظم للوقوع في النطاق الصحراوي المداري الجاف لغرب القارات، كما تقع في منطقة الضغط المرتفع المداري، والذي يجعلها بصفة عامة في مهب الرياح التجارية الجافة وضمن سيطرة الضغط المنخفض الحار لجنوب آسيا صيفا، حيث تتعرض المناطق الشمالية لشتاء تحت تأثير المنخفضات الجوية لإقليم البحر الأبيض المتوسط، والتي تعرضها للرياح الشمالية الشرقية التي تجلب الهواء القطبي البارد من أواسط آسيا مما يجعلها باردة.

أما المناطق الجنوبية للسعودية فتدخل صيفا في نطاق الرياح الموسمية للمحيط الهندي مسببة الأمطار، ولهذا يتميز مناخها بالجفاف طول العام مع ارتفاع كبير في درجة الحرارة صيفا، ومما يزيد من قسوة المناخ الأشعة الشمسية الشديدة التي تعبر الجو الصافي عديم الغيوم، كما تزداد شدة الحرارة تحت تأثير الإشعاعات والانعكاسات التي تنتج من الرمال الحارة في الصحراء الرملية الشاسعة. ويعتبر ارتفاع التضاريس من العوامل المؤثرة في المناخ في ما يعرف بالمناخات الميكروسكوبية.

وقد صنف المناخ في السعودية من قبل كثير من الباحثين بأنه جاف باستثناء الأجزاء الجنوبية الغربية فهي شبه جافة، أما مناخ الربع الخالي فهو شديد الجفاف.

وأوضحت الدكتورة أبو ستة أن الأمطار بوجه عام في السعودية قليلة جدا، حيث يقل متوسط كميتها عن 200 ملم في المناطق المختلفة في كل الفترات باستثناء المنطقة الجنوبية الغربية، والأمطار عموما شتوية ربيعية ناتجة عن هبوب الرياح الرطبة القادمة من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي تهب من جهة الشمال الغربي، إلا في الأقاليم المرتفعة التي تحتمل سقوط الأمطار فيها في جميع أشهر السنة، وهي متغيرة الكمية من عام إلى آخر، كذلك في نفس الشهر في السنوات المختلفة.

وتتميز الأمطار في السعودية بأنها سيلية وتسقط فجأة بغزارة شديدة ثم تنقطع فجأة أيضا، وهي تسقط على فترات متباعدة وخلال أيام محددة جدا من السنة، كما أنها غير منتظمة السقوط في الوقت المحدد من كل عام، فقد يسقط في يوم واحد أكثر من نصف مجموع الأمطار السنوية لذلك العام.

وعموما فإن أعلى متوسطات معدلات الأمطار السنوية سجلت في المناطق المرتفعة خلال الثلاث فترات (30 عاما مدة الدراسة)، كذلك سجلت أكبر المعدلات وأدناها سقوطا للمطر خلال الثلاثين سنة في منطقة الطائف، وبلغت (44.3 ملم)، حيث حدوث سقوط الأمطار التضاريسية في فصل الشتاء نتيجة اصطدام الأعاصير الشتوية، وأدناها سجل في الظهران (4.4 ملم).

أما أكبر التغيرات في كميات التساقط فسجلت في جدة، الظهران، والرياض، وأكبر معدلات الأمطار سجلت في الفترة الثالثة وهذا يتوافق مع ارتفاع معدلات درجة الحرارة العظمى وارتفاع المتوسطات لدرجة الحرارة في تلك الفترة.