رصد 100 مليون ريال للاستثمار السياحي في متنزه جواثا

صالح المحيمد: المشروع يحتوي على حديقة حيوانات وشاليهات وملاه للأطفال

لقطة لما تبقى من مسجد جواثا التاريخي («الشرق الأوسط»)
TT

تسعى شركة سعودية متخصصة في الاستثمار العقاري، خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى توقيع عقد مشروعها الاستثماري في متنزه جواثا (شرق محافظة الأحساء)، مع وزارة الزراعة وبالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة، وذلك بعد إرساء المناقصة عليها.

وذكر صالح المحميد رئيس مجلس إدارة شركة صالح المحميد للتطوير والاستثمار العقاري، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الشركة وضعت خطة متكاملة للمشروع بعد دراسة مستفيضة للمتنزه، حيث رصدت الشركة أكثر من 100 مليون ريال للاستثمار في المتنزه. وأوضح المحميد أن الشركة تتجه للدخول في المجال الاستثماري السياحي بقوة في ظل تنامي السياحة في السعودية، وأضاف أن متنزه جواثا هو المشروع الثاني السياحي للشركة بعد متنزه سعد في الرياض.

وأضاف أن الدراسة التي أعدتها الشركة لمتنزه جواثا، والتي تقدر مساحته بنحو 2 مليون متر مربع، تشمل مشاريع عديدة في مقدمتها (شاليهات) وحديقة حيوانات وميدان للدراجات والسيارات ومضمار للخيل والهجن وبحيرة مائية تقدر مساحتها بـ 500 متر مربع، إضافة إلى المسطحات الخضراء الكبيرة وإيجاد مواقع لألعاب وملاهي الأطفال، وذلك بالتعاقد مع شركات ماليزية وعالمية، كذلك توفير أماكن لهواة التطعيس، وجذب عدد من المطاعم المشهورة و(الكافيهات)، التي تخدم زوار المتنزه.

وأشار المحميد إلى أن المتنزه سيكون متنفسا للعوائل في محافظة الأحساء والمنطقة الشرقية والدول الخليجية، وسيكون إضافة مميزة للتنزه ومظهرا جماليا للحركة السياحية في ظل التنافس الكبير بين الشركات للاستثمار في القطاع السياحي في الأحساء مما يخدم المتنزهين.

وحول مسجد جواثا الأثري الذي يتوسط المتنزه، أشار المحميد «سيكون هناك اهتمام ورعاية كبيرة من الشركة للمسجد، وأن هناك خطة للتنسيق بين الهيئة العليا للسياحة والشركة في إعادة تطوير وترميم وتعمير المسجد الأثري في حال إحالة رعاية المسجد للشركة، لأن هناك جهات أخرى تتولى الإشراف على المسجد».

وعن مدة العقد مع الشركة للاستثمار في متنزه جواثا 25 سنة، طالب المحميد الهيئة العليا للسياحة بتمديد الفترة إلى أكثر من ذلك، ليتسنى لرجال الأعمال والشركات الكبيرة التوجه للاستثمار السياحي بشكل أكبر، لما يعود بالفائدة على الجميع. وطالب المحميد أن تكون هناك أنظمة تواكب التطور السياحي والأخذ بأيدي المستثمرين في القطاع السياحي، وأن تكون هناك آلية وقوانين وتسهيلات للمستثمرين في القطاع السياحي.

وتتجه أنظار الزوار لمتنزه جواثا، بسبب وجود المسجد الأثري (جواثا)، حيث تقوم أعداد كبيرة من المتنزهين بالصلاة فيه، لما يحمله من تاريخ صدر الإسلام الأول، وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة، بعد المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، ويعد أول مسجد أسس في شرق الجزيرة العربية، كما تشير بعض المصادر التاريخية، ويرجع بناؤه إلى السنة السابعة للهجرة، واكتشف أخيراً أنه أقيم فوق مسجد أقدم منه.

وذُكرت جواثا في كتب التاريخ والحديث والجغرافيا والأدب، فيما اعتبرت حصناً أو قصراً لعبد القيس قديماً، فيما ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب، وعدّها مدينة في البحرين، كذلك ذكرها البكري. ويبعد متنزه جواثا مسافة سبعة عشر كيلومترا عن مدينة الهفوف (شمال شرق)، وتقع ضمن نطاق القرى الشرقية، بالقرب من قرية الكلابية. واشتهرت أرض جواثا بالرخاء ورغد العيش، وجاء وصف تجار جواثا في شعر امرؤ القيس، بكثرة ما يتاجرون به من أمتعة، واصفا كذلك كثرة ما معه من الصيد، يقول امرؤ القيس: «ورحنا كأنا في جواثا عشية نعالي النعاج بين عدل ومشنق». وعرف عن جواثا كما تقول بعض الدراسات التاريخية «إنها مركز تجاري، تقصدها القوافل التجارية، وتعود منها محملة ببضائع التمور والمنتجات الزراعية والعطور» أو «سوق تجارية ترد إليها تجارة جنوب الجزيرة من البخور والعطور وتجارة بلاد فارس من المنسوجات والمصنوعات، ومنها إلى أجزاء الجزيرة العربية، وقد استمر عمرانها خلال الفترات الإسلامية».