مطالبات ببقاء حديقة الأنعام الجميلة وتباين في الآراء حول أسباب إغلاقها

وسط جدل بين أمانة جدة ومستثمر الحديقة

حديقة الأنعام الجميلة من الداخل
TT

تضاربت أقوال المسؤولين في أمانة جدة حول قضية حديقة الأنعام الجميلة، الكائنة غرب الخط الدائري في نهاية طريق التحلية، بين إزالتها أو استلام الأرض المؤجرة من قبل الأمانة للمستثمر والتي لا تتجاوز مساحتها 3400 متر مربع فقط لتحويلها إلى مركز تجاري، في وقت تصاعدت فيه مطالبات لمواطنين ومقيمين بأن تبقى الحديقة متنفسا لهم ولأطفالهم.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، المهندس صالح مفتي مدير الإدارة العامة للاستثمارات بأن الأمانة تريد استلام الأرض المؤجرة للمستثمر وسمي الوسمي صاحب حديقة الأنعام الجميلة منذ ما يقارب الـ15 عاما وذلك إثر انتهاء مدة العقد، كما لا ترغب في تمديد العقد وذلك من اجل تحويلها إلى مركز تجاري من قبل المستثمر الجديد الذي رست المزايدة عليه.

قرار الأمانة يأتي مناقضا لما قاله المهندس خالد العقيل وكيل الأمين في تصريح سابق الشهر الماضي، بأن الأمانة «ترغب في إغلاق حديقة الأنعام الجميلة للتقرير الذي أصدرته اللجنة المشكّلة من قبل الأمانة والإمارة، ووزارة الزراعة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والتي توصلت إلى قرار يقضي بعدم تجديد العقد للمستثمر، وإغلاق الحديقة»، والذي أشار فيه الى أنه «قد ابلغ المستثمر رسميا بالقرار منذ 3 سنوات بناء على شكوى تقدم بها احد سكان حي الرحاب نيابة عن سكان الحي المجاورين للحديقة بتأذيهم وتضررهم من الحديقة لما تصدره من روائح كريهة منبعثة» وما أورده عقيل من أن تلك الحيوانات تعمل على انتشار البعوض الناقل لأمراض حمى الضنك إضافة إلى مرض أنفلونزا الطيور وغيرهما من الأسباب.

في المقابل يرفض المستثمر وسمي الوسمي تسليم الأرض المؤجرة إلى الأمانة لأنه كما يقول «من حقي أن امدد مدة العقد، وليس من حق الأمانة أن تطرحه للمزايدة مادمت أطالب بتمديد العقد»، ويتعجب وسمي من تناقض الأمانة في نفسها فتارة تريد إغلاق الحديقة ودفعه للاستثمار في ارض أم السلم وتارة تريد فقط ما يعود لملكيتها المتمثل بقطعة ارض مساحتها 3400 متر مربع ويقول «كيف ستجاور الحديقة مركزا تجاريا، ألن يتضرر سكان الحي من ذلك ومن زحمة السيارات وكثرة الشباب المرتادين للمركز وعائلاتهم أيضا؟».

ويتمسك وسمي بتقارير أرسلت إليه من عدد من الجهات الحكومية ذات الصلة بالبيئة وحمايتها بان لا خلاف على الحديقة ولا تحمل أي نسبة من التلوث ويقول «لماذا لم ترسل أمانة جدة تقرير اللجنة التي تزعم بأنها شكلت من عدد من الجهات الحكومية ويترأسها وكيل الأمين المهندس خالد العقيل، والتي بناء عليها قرروا إقفال الحديقة».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة أن الأمانة رفعت إلى امارة منطقة مكة المكرمة خطابا توضح موقفها بأنها ترغب في الحصول على الأرض المؤجرة فقط دون إغلاق الحديقة، وأن المجلس البلدي طلب من الأمانة تأخير وقت تسليم الأرض للمستثمر الجديد وذلك بعد البحث حول مجريات القضية بكل أطرافها والتوصل إلى الحقيقة.

وكانت قد أعلنت الأمانة بتاريخ 14/1/1428هـ بجريدة أم القرى عن مزايدة حول هذه القطعة من الأرض لتحويلها من حديقة إلى مركز تجاري، ورست المزايدة للمستثمر يوسف مليباري في حين أن مستثمر حديقة الأنعام الجميلة وسمي الوسمي كان قد اشترى كراسة الشروط والمواصفات الفنية الخاصة بهذه المزايدة كما جاء في خطاب أمين جدة المهندس عادل فقيه لوكيل وزارة التخطيط والبرامج. وفي المقابل يعلق المستثمر الجديد يوسف مليباري ويقول «أتعجب من مستثمر الحديقة في امتناعه من تسليم الموقع واعتراضه من قرار عدم تجديد عقده في هذا التوقيت بعد استبعاده من المنافسة وترسيتها علينا، لماذا لم يعترض من قرار اللجنة في حينه قبل أكثر من سنة ونصف حتى لا يقحمنا في هذا الخلاف دون أي ذنب لنا فيه، وأصبح مشروعنا واستثمارنا معلقا ومعطلا». ويضيف «بان خسارته المالية فادحة وذلك لارتباطنا مع شركات مصممة وموردة ومنفذة للمشروع بعقود ملزمة». وكانت مطالبات لمواطنين ومقيمين أكدوا من خلالها رغبتهم ببقاء الحديقة التي تعد معلما سياحيا لمدينة جدة ومتنفسا للأطفال إضافة إلى أنها مهمة لأطفال المدارس ورياض الأطفال في تعليمهم وتثقيفهم.