الحوار الوطني مطالب بإيجاد شراكة حقيقية بين وزارة العمل والقطاع الخاص

مسنان يطالبان بالقضاء على ارتفاع الأسعار ومحاسبة المقصرين

جانب من جلسات الحوار الوطني في تبوك أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بعفوية وبساطة وقف الشيخ حمود أبو شامة أمام المشاركين في لقاء الحوار الوطني بتبوك أمس، قائلا «حوار السطح لا ينفع، انزلوا الى العمق، هناك عيب في تنفيذ الأوامر، نحتاج إلى الماء والغذاء والدواء».

وبالرغم من أن الشيخ أبو شامة (69 عاما) يعلم تماما أن موضوع اللقاء الفكري للحوار الوطني السابع يخص العمل والتوظيف، إلا أنه يرى أن المواطن العادي لا تهمه هذه الحوارات بقدر ما تهمه تحسين الظروف المعيشية، لذلك طالب في مداخلته أن يتوفر الماء والغذاء والدواء للمواطنين، مؤكدا في الوقت ذاته أن محاسبة المقصرين من الموظفين ضعيفة جدا وتحتاج إلى تفعيل، إضافة إلى ضرورة إيجاد آلية لتفعيل قرارات الدولة.

وذهب الشيخ على زيدان الهرفي إلى موضوع ارتفاع الأسعار وأن هذه الظاهرة أصبحت معاناة كل بيت سعودي، مشيرا إلى ضرورة تحقيق مبدأ العدل والمساواة في التوظيف للخرجين، مشيرا إلى أن هناك تسيب واضح وهناك ظلم في التوظيف.

وتنوعت وجهات النظر من المشاركات والمشاركين في الجولة التمهيدية للحوار الوطني السابع الذي انطلق أمس في منطقة تبوك، حيث طالبت إحدى المشاركات بإدراج العنصر النسائي عند سن القوانين والأنظمة التي تصب في موضوع عمل المرأة السعودية، مشيرة إلى أن الأقسام النسائية في الغرف التجارية تنقسم إلى قسمين، الأول قسم صوري، والثاني لا يقدم جميع الخدمات مما يشكل عائقا عند إنجاز عمل سيدات الأعمال، مطالبة بإعادة النظر في تكامل اللوائح التي تخدم سيدات الأعمال والتأكد من عدم تعارضها مع لوائح وأنظمة في وزارات أخرى.

وانتقدت الإعلامية بثينة النصر مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني، مؤكدة أن مشاكلها لا تزال قائمة، ولا يعدو عملها الجعجعة، حيث لا نسمع لها طحنا، وأنهم لم يتلمسوا واقع السوق وهم في بروج عاجية، ولم تستفد مؤسسة التعليم الفني من التجارب الناجحة للتدريب في شركات مثل أرامكو والهيئة الملكية وشركة الكهرباء، مطالبة بإيجاد هيئة مستقلة لمراجعة برامج المؤسسة، حيث وصفتها بالروتينية.

ومن واقع التجربة قال الدكتور ناصر الطيار، مدير شركة الطيار للسفر والسياحة، «نحن ندرب الشباب ونخسر عليهم، ومن ثم يتركون العمل عند أي عرض آخر، ونحن نحتاج الى عقود تلزمهم بالعمل لحفظ حقوق الطرفين، حيث نتفاجأ أنه قبل في العمل الآخر من دون إشعار إخلاء الطرف من قبلنا»، مشيرا إلى أهمية تطوير وتغيير الأنظمة الجامدة في وزارة العمل التي لا يريدون تعديلها بالرغم من التغيرات الكبيرة في العالم أجمع، مطالبا بإيجاد المشاركة قبل صدور الأنظمة والتعليمات مع القطاع الخاص المعني بالأمر.

وعرجت نشوى طاهر من الغرفة التجارية بجدة على موضوع إعداد الطلبة منذ الصغر في المدارس عن طريق إلزامهم في عمل معين في المدارس، وتعويدهم على حب المنافسة، وإدراج العمل التطوعي في المرحلة الثانوية والمستشفيات ودور الأيتام لخدمة المجتمع، وتعزيز الثقة بالنفس، وإزالة كل شيء في المناهج الدراسية عن اقتصار عمل المرأة في المنزل فقط.

ومن أبرز المداخلات النسائية التي طرحت أمس، موضوع تغيير ثقافة العمل السلبية لدى المجتمع السعودي، وتنمية المهارات والتفكير لدى الطلبة، وربط التعليم العالي بجهات العمل، وتخفيف الشروط التي يطلبها القطاع الخاص من الشابات والشباب، ومحاولة زيادة وعي المواطنين لأنظمة العمل.

وذكر أحد رجال الأعمال إحدى تجاربه مع توظيف المواطنين، حيث ذكر أنه وظف 98 شاب سعودي، ولم يتبق منهم إلا 12 موظفا، مؤكدا أن وزارة العمل لم تتصل لتعرف سبب تركهم للعمل، موضحا أن الوزارة لا تدخل في صلب قضية العمل، مطالبا بالتعامل في حكم الواقع، والنظر لكل نشاط وما يحتاج من سعوديين واجانب، على ان تلتزم بهذه النسبة، مشيرا إلى أن الوزارة تشترط وتطلب فقط ولا تدري ماذا يحتاج صاحب العمل وما هي مشاكله أو مشاكل الموظفين معه.