صندوق بمليار ريال وقف خيري لجامعة الملك فهد للبحث العلمي

د. القحطاني: نرغب في تطوير مفهوم الوقف والخروج به من المفاهيم الضيقة

TT

على خطى الجامعات الأميركية العريقة، في توفير موارد مالية خاصة بها، تجعلها قادرة على التحرك في مشاريعها البحثية، دون الاعتماد الكامل على الدعم الحكومي الذي قد لا يوفر حرية أكبر للحركة البحثية النشطة للجامعة، تعمل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على استكمال الموارد المالية لمشروع الوقف الخيري، الذي تنوي الجامعة من خلاله دعم قدرتها البحثية بشكل أكبر، إضافة إلى توفير موارد مالية للجامعة خارج نطاق الدعم الحكومي.

الصندوق الذي أطلقته الجامعة قبل عام تقريباً وحشدت له أسماء كبيرة في عالم الإدارة المالية وكذلك من رجال الأعمال، يستهدف ضمن خطته القصيرة المدى التي قدرت ما بين 3 إلى 5 سنوات إلى جمع مليار ريال (267 مليون دولار) كهدف أولي للصندوق، يتم استثمار هذه المبالغ في الصناديق الاستثمارية وكذلك في المشاريع الاقتصادية التي تحقق نجاحاً مضموناً، وذلك من أجل الحفاظ على مقدرات الصندوق المالية.

الدكتور أحمد القحطاني، أمين سر الصندوق كشف لـ«الشرق الأوسط» توجهات الصندوق حيث ذكر أن الموجودات المالية للصندوق بلغت إلى الآن 150 مليون ريال (40 مليون دولار)، نشط الصندوق استثمارها بشكل متحفظ، حتى تعطي عائد نمو جيد مع المحافظة على رأس المال، مضيفاً أن الاستثمارات ستكون في المجالات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. مبينا أن الخطط الاستثمارية ستتم دراستها وتطويرها في حال زاد حجم التبرعات وتوفرت سيولة جيدة، قياساً بالمتوقع جمعه خلال السنوات المقبلة.

وأضاف القحطاني أن جامعة الملك فهد هي الأولى في الجامعات السعودية القائمة التي تطلق وقفاً خيرياً لدعم مواردها المالية.

يشار إلى أن جامعة الملك عبد الله التي وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لها في شهر أكتوبر الماضي، تعتبر الجامعة الأولى التي يتم تخصيص وقف خيري لها منذ إنشائها.

وقال القحطاني: نحن في مجتمع لم يتعود على مثل هذه المشاريع، فالمتعارف عليه أن الحكومة هي التي توفر الدعم المالي للجامعات، ونحتاج إلى تغيير هذا المفهوم، وكذلك تطوير مفهوم الوقف الخيري من المفهوم الضيق الذي تعود على إيقاف أموال من أجل بناء مساجد أو حفر آبار، أو إيقاف بعض المشاريع للصرف على جهات خيرية، إلى الوصول إلى المفهوم الشامل والأوسع للوقف وذلك بطرح دعم مؤسسات التعليمية، وتطوير البحث العلمي في البلد، من خلال الوقف المؤسسي كما هو الحال في الجامعات الأمريكية العريقة.

وقال: ان موارد الصندوق، سيتم تأمينها من خلال رجال الأعمال من خلال دعوتهم للتعرف الى أهداف الصندوق، وكذلك من خلال طلاب الجامعة الذين يحتلون مواقع مرموقة في الشركات والمؤسسات الكبيرة على حد قوله.

وأضاف يدير الصندوق نخبة من الكفاءات الإدارية سواء في القطاع العام أو الخاص في السعودية، مهمة هذه اللجنة تطوير موارد الصندوق من خلال الاستثمار داخل وخارج السعودية.

وقال القحطاني: الفترة الماضية كانت فترة استكمال أدوات الصندوق من حيث التسجيل والفسح بمزاولة العمل وكذلك استحداث الطرق الاستثمارية وطرق الصرف، وبناء النظام الداخلي للصندوق حتى يؤدي الهدف المنشود منه.