الرياض.. مدينة بأكثر من «عنوان»

مال وأعمال.. سياسة واقتصاد.. ثقافة وتراث.. بيئة وترفيه

TT

الزائر للعاصمة السعودية، قد لا يستطيع أن يحدد عنوانا لها، لامتلاكها أكثر من عنوان، فهي من جهة ستكون وجهة مالية عالمية بعد الانتهاء من مركز الملك عبد الله المالي، الذي سيعمل على تنظيم العملية المالية داخل البلاد، ومن جهة أخرى هي محط جذب للاقتصاد العالمي، ومحطة التقاء الساسة الفرقاء، وغيرهم.

الرياض، اهتمت مبكرا أيضا، بالموروث الشعبي والتراثي والثقافي. فكل عام يقام على أرض الجنادرية مهرجان وطني للتراث والثقافة، تتولى العاصمة السعودية تنظيمه واستضافته بمشاركة جميع مناطق البلاد.

ولم تغفل العاصمة السعودية الناهضة، أي من المجالات، إلا واهتمت به. فوادي حنيفة على سبيل المثال، طورته الرياض عبر أحد أهم مشروعاتها البيئية، وهو ما خوله لأن يتوج بالذهب والمركز الثاني في تصنيف عالمي جديد.

ومنحت مؤسسة الجائزة العالمية للمجتمعات الحيوية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، العاصمة السعودية الرياض، الريادة في قطاعات التخطيط وصناعة الترفيه والحفاظ على البيئة والمشروعات العمرانية، كتاسع مدينة عالمية تمنح هذه الجوائز في عام 2007.

وحلت الرياض المدينة ثانيا بين 260 مدينة عالمية، عن مخططها الاستراتيجي الشامل، فيما توج مركز الملك عبد العزيز التاريخي، الواقع في قلب العاصمة الناهضة، بالذهب والمركز الأول كأفضل مشروع عمراني، في الوقت الذي حصد فيه مشروع تطوير وادي حنيفة المركز الثاني والجائزة الذهبية عن أفضل المشروعات البيئية، فيما حازت صناعة الترفيه داخل العاصمة السعودية على الجائزة البرونزية عن مشروع متنزه سلام الترويحي.

وتعتبر الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والتي يترأسها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، هي الـ «دينمو» المحرك لكل النهضة العمرانية التي تشهدها المدينة.وكان للعاصمة السعودية، موعد مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في 17 أبريل (نيسان) العام الماضي، حيث دشن 1800 مشروع تنموي في منطقة الرياض، تبلغ قيمتها 120 مليار ريال (حوالي 32 مليار دولار). وتشمل تلك المشاريع قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والطرق والبيئة والمياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات والخدمات العامة، ومشاريع التنمية والاقتصاد الحكومية والخاصة. وفي أي من الخطوات التي تخطوها العاصمة السعودية، فهي تحاول ألا تسير منفردة عن بقية المحافظات التي تشكل وإياها منطقة الرياض الكبرى، والتي أشبه ما تكون بدولة مصغرة.

ولا يستطيع أيا كان أن يرى حجم التخطيط المذهل الذي ترفل فيه العاصمة السعودية، إلا من خلال رؤيتها من الأعلى، وتحديدا من الطائرة، حيث تظهر تفاصيل المخطط الشامل للمدينة التي قسمت بشكل مدروس وعملي.

وبالقرب من العاصمة، تقع محافظة الدرعية التاريخية، والتي تشكل بعدا سياسيا وتاريخيا مهما في تاريخ الدولة السعودية. هذه المحافظة التاريخية، يعمل على تطويرها الآن، من خلال مشروع يهدف إلى تحويلها إلى مركز ثقافي، وسياحي، على المستوى الوطني وفقا لخصائصها التاريخية، والثقافية، والعمرانية، والبيئية. وسيتم ذلك من خلال ترميم المواقع، والمنشآت الأثرية، وإعادة تأهيلها، وإنشاء المؤسسات الثقافية التراثية، وإضافة المنشآت الخدمية اللازمة لإطلاق النشاط السياحي الثقافي، والترويحي، طبقا لآل الشيخ، الذي أشار إلى أن المرحلة الأساسية من هذا المشروع تغطي حي الطريف، وحي البجيري، إضافة إلى الطرق الموصلة، ومواقف السيارات، وشبكات المرافق العامة.

وتتركز معظم المعالم والمنشآت الأثرية المهمة في الدرعية التاريخية بحي طريف، وفي مقدمتها قصر سلوى، ومسجد الإمام محمد بن سعود، ومجموعة كبيرة من القصور والمنازل، إضافة إلى المساجد الأخرى، والأوقاف، والآبار، والأسوار، والمرافق الخدمية.