الشرقية تسجل أعلى معدل للإصابة بمرض التوحد

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: ارتفاع نسبة المرض بعد حرب الخليج

المصمم سراج سند يتابع تطريز أحد الشباب التوحديين (تصوير: مروان الجهني)
TT

توقعت مصادر مطلعة في مجال مرض التوحد ان يكون هناك علاقة بين ارتفاع الإصابة بالمرض وبين التلوث، خاصة بعد ارتفاع اعداد المصابين به في المنطقة الشرقية وبعض المناطق عقب حرب الخليج.

وقالت آمال حلال مساعدة مديرة مركز التوحد في جدة، في حديث لـ «الشرق الأوسط»: «المنطقة الشرقية في السعودية هي من أعلى المناطق من حيث تسجيل أعداد الإصابة بمرض التوحد، الذي لم يستطع العلماء تحديد أسبابه بدقة لحد الآن، ومن الممكن أن يكون السبب هو زواج الأقرباء، أو التلوث البيئي في المنطقة الغربية، خاصة أن المرض ارتفعت نسبة الإصابة به بعد حرب الخليج وفي مناطق أخرى مثل الكويت والبحرين».

وفي السياق ذاته، قرر مصمم الأزياء السعودي سراج سند التجاوب مع طلب المركز وتصميم ثياب خاصة بالأطفال التوحديين ليشاركوا بها ضمن أوبريت غنائي كامل سيقدمه الأطفال التوحديون للاحتفال بمنجزاتهم ضمن فعاليات اليوم العالمي للتوحد، في الرابع من أبريل (نيسان) المقبل، وسيستضيف المركز في جدة منتدى كبيرا على مستوى دول الخليج يشارك فيه توحديون من كل دول الخليج العربي.

الأسماء المرشحة للغناء في الأوبريت الغنائي بحسب مسؤولة العلاقات العامة بالمركز، هيفاء الساعد أهم الأسماء على الساحة الغنائية السعودية، وكلمات الأوبريت من تأليف الشاعر حمد الأسمري، وواضع ألحانه الملحن عادل الصالح. وكان سراج سند قد قام بزيارة إلى مركز جدة للتوحد، تعرف فيها إلى كل الأطفال الموجودين في المركز وقضى عدة ساعات معهم ليتوصل إلى التصميم الأمثل للمناسبة، وقال «لا يمكن أن أصف مدى سعادتي بتلبية دعوة المركز، وأنا مسرور جداً لكل ما رأيته ولمحاولات هؤلاء الأطفال الجادة للتواصل مع العالم الخارجي وما يبذله القائمون عليه لخدمتهم وتشجيعهم».

وأضاف «أيضاً بعد الجولة وملاحظة مهارة الأطفال التوحديين في التطريز، قررت دعوتهم لزيارة المصنع الخاص بي وتدريبهم، وندرس فعلياً الاستعانة بخدماتهم، أما بالنسبة للتصميم فقد ساعدتني الزيارة في معرفة المزيد عن مرض التوحد والأطفال التوحديين، وسأحرص على وضع زي يراعي عدم سلاسة الحركة عند التوحديين وسيكون عبارة عن ثوب وصديري منفذ وفق رؤية فيها خصوصية على مستوى اللون والشعار تميز هذه الفئة عن غيرها وتشعرهم بالراحة والسعادة، كما سنصمم عباءات خاصة بالمشرفات على الأطفال».

يشار الى ان مركز جدة للتوحد، استطاع، وهو أول مركز متخصص برعاية وتأهيل الأطفال التوحديين تم إنشاؤه بجدة في عام 1993م، بواسطة الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية أن يحقق نتائج باهرة على مستوى إعادة دمج وتطوير تواصل الأطفال التوحديين مع العالم الخارجي. فعلى الرغم من أن عدم الاهتمام بالتواصل مع العالم الخارجي، وعدم القدرة على الابتكار هي أهم سمات التوحديين، إلا أن الرعاية المستمرة والتشجيع الدائم للأطفال عن طريق حثهم على التواصل مع الآخرين ومع العالم الخارجي آتى ثماره مع أطفال مركز التوحد بجدة، ليصبح الاتصال عن طريق الانترنت وتكوين الصداقات عبر الشبكة إحدى المتع الفريدة التي يحرص عليها التوحديون في المركز.

إضافة إلى تخريج فنان تشكيلي مبدع هو الطفل عبد الله، وله قدرة على إبداع لوحاته الخاصة من وحي خياله وقدرته التخيلية الصرفة، وهو يشارك ضمن مسابقات فنية رفيعة، إضافة إلى نجاحه في تجربة الدمج والدراسة ضمن مدرسة عادية.

النجاح المنقطع النظير الذي حققه المركز، شجع العديدين من ذوي الأطفال التوحديين على الاستعانة بخدمات المركز، ليصبح وجهة تستقبل الأطفال من الكويت، والبحرين، وبريطانيا ومناطق أخرى مختلفة من العالم، بحسب ما أوضحت أمل شيخ مديرة المركز بالنيابة.

تجدر الإشارة إلى أن عدد حالات التوحد في المملكة العربية السعودية يقدر بحوالي 30.000 حالة ـ بحسب احصائية غير رسمية ـ ووفق نسبة شيوع التوحد العالمية التالية 4 ـ 5 حالات توحد كلاسيكي لكل 10.000 مولود، 14 - 19 حالة توحد ذي كفاءة أعلى لكل 10.000 مولود.