ارتفاع معدلات الطلاق يدفع السعوديين إلى الاستعانة بعيادات التطوير الذاتي والنفسي

السعودية تسجل 60% من حالات الطلاق مقابل الزواج سنويا

TT

دق ارتفاع معدلات الطلاق في السعودية ناقوس الخطر في بيوت السعوديين وهو الامر الذي دفع بهم نحو إلحاق ابنائهم وبناتهم بعيادات التطوير الذاتي والنفسي التي تشهد بحسب عاملين فيها اقبالا كبيرا اما للتعلم قبل الزواج او لوقاية زواج فاشل من الانفصال وكذلك الحال بالنسبة لبعض الطلاب الذين يريدون مساعدتهم في امور حياتهم وتطويرها.

وأكدت الدكتورة فوزية أشماخ استشارية نفسية وأسرية بمركز استشارة للتطوير الذاتي والنفسي لـ«الشرق الأوسط» زيادة الوعي في المجتمع السعودي حول مدى أهمية زيارة عيادات التطوير الذاتي والنفسي يوما بعد يوم والدليل كما تقول: «لا نستقبل فقط الذين لديهم مشاكل في حياتهم الزوجية، ويبحثون عن العلاج، بل نستقبل كل الذين يبحثون عن وسائل إنجاح مشروع الزواج وكيفية الوقاية من العلاقات الصراعية والمدمرة لرابطة الزواج».

وتوضح أشماخ أن تلك الاختبارات تجد إقبالا كبيرا من طلبة خريجي الثانوية العامة لمعرفة التخصص المناسب لشخصيتهم وقدراتهم ونفسيتهم، إضافة إلى أن هناك نسبة من الوعي لدى الشباب المقبلين على الزواج والفتيات أيضا وتقول في حديثها لـ «الشرق الأوسط»: «إقبال الشباب على هذه الاختبارات يتم بصورة كبيرة عند الفئة المقبلة على دخول الجامعة بعد التخرج من الثانوية، إذ تكون لديهم الرغبة في التعرف على ميولهم المهنية حتى يتمكنوا من اختيار التخصص المناسب لشخصيتهم وتطلعاتهم، ومجالات العمل المحببة لديهم. فيتم تطبيق اختبارات شخصية أخرى عليهم، تمكنهم من التعرف على ذاتهم، واستيعاب نقاط قوتهم أو ضعفهم، ويفيدهم ذلك في إدارة الذات بصورة واقعية على كل المستويات سواء كانت مهنية أو دراسية أو فيما يتعلق بإنجاح العلاقات الاجتماعية والأسرية و الزوجية على حد سواء».

وترى أشماخ أن الشريحة التي تبحث عن هذه الخدمة يكون لديها وعي بأهمية موضوع التخطيط للمستقبل، وتحديد الأهداف، وكذلك لديها إلمام بأهمية استراتيجية وضع الخطط المناسبة لتحقيقها. وتقول: «أتمنى أن تصل هذه الخدمة إلى كل شرائح المجتمع حتى تعم الفائدة، وأن تكون هناك مراكز متخصصة بعدد أوفر حتى يتم تغطية احتياجات المجتمع في هذا المجال».

وحول مدى قبول الشباب والفتيات المقبلين على الزواج لهذه الاختبارات لمعرفة مدى ملاءمة الشريك، ولتحديد شخصيته إن كانت مناسبة للطرف الآخر أو لا تقول الدكتورة فوزية أشماخ: «بدأ حالياً وبنسبة قليلة زيادة عدد بعض المقبلين على الزواج على عمل هذه الاختبارات، وذلك للتعرف بصورة أوضح على شخصية شريك الحياة وخصائصه النفسية والاجتماعية».

ومن باب الاطمئنان على العريس عادة كما تقول أشماخ: «فكرة زيارة العيادة وإجراء الاختبار تكون نابعة من طرف عائلة الفتاة إذ يرغب أهلها في التأكد من مدى ملاءمة الشاب لابنتهم».

وعن إلزام المقبلين على الزواج بإجراء تلك الاختبارات للتأكد من سلامة نفسية العروسين، ترى أشماخ صعوبة تنفيذ الفكرة وإن كانت مهمة وضرورية جدا وتقول: «فرض الاختبار النفسي على كل المقبلين على الزواج يمكن أن يكون صعباً، إذ يتطلب وجود جهات متخصصة في هذا النوع من التقييم ولا أعتقد أنه من الممكن حالياً توفير هذه الخدمة لأن الطلب سيكون أكبر من العرض». وتوضح أشماخ شيئا من تلك الاختلافات التي تنشب بين الزوجين: «تظهر في مستوى الانفتاح أو الانطواء عند كل واحد من الزوجين أو مقدار العقلانية أو العاطفية في إدارة الأمور وأخذ القرارات، وكلما كانت الاختلافات كبيرة انعكس ذلك سلبياً على نجاح العلاقة الزوجية». وتضيف: «غالباً ما نستقبل حديثي الزواج، ويتم عمل جلسات تأهيلية للتفاعل الجيد والتأقلم مع الحياة الجديدة، وفهم مسؤولياتها، وواجبات كل واحد تجاه الآخر، كما نساعدهم على التعرف على نقاط القوة والضعف عند كل طرف، وكيفية تقبلهم لبعضهم بعضا والتعايش السليم والحفاظ على استمرارية الحوار بينهما».

ونادرا ما يزور عيادات ومراكز التطوير الذاتي والنفسي المتزوجون لفترة طويلة، ومن يزرها يكن مقتنعا بفكرة الإرشاد الزوجي، وتفسر أشماخ العلاقة بينهما بقولها: «هم فئة واعية وتطمح للأفضل وتسعى لتطوير ذاتها، وفي الغالب تربطها علاقة قوية وأهداف مشتركة، ويهمها الحفاظ على البقاء والاستمرار مع بعض على الرغم من وقوع الخلافات بين عناصرها». يشار الى ان احصائية سعودية قدرت أن نسبة الطلاق في المملكة ارتفعت لتتجاوز 60 في المائة من معدلات الزواج وبالتحديد في أواخر العام المنصرم.

وأفادت الدراسة أن أهم الأسباب المؤدية إلى الطلاق والانفصال بين الزوجين إلى عدم معرفة الزوج أو الزوجة حل المشاكل الأسرية التي تقع بينهما وأيضاً من الأسباب المهمة التي تؤدي إلى الطلاق بينهما الاستعجال في اتخاذ القرارات التي قد يندمان عليها طوال حياتهما.