طالبات يؤسسن أول بنك «افتراضي» لمنافسة قطاع المصرفية المحلية

بنك «المستقبل» يقدم أجهزة تبرمج ببصمة العين.. وشعاره «رضا الموظف أولا»

TT

صممت 35 طالبة من جامعة الملك فيصل بالدمام بنكاً افتراضياً يحمل اسمه «بنك المستقبل»، ويسعى لتجاوز مستوى الخدمات المصرفية المحلية، وذلك بعد زيارات متعددة قامت بها صاحبات المشروع لمجموعة من الفروع البنكية، بهدف التعرف عن قرب على مستوى خدماتها وأبرز عيوبها.

وتمثلت فكرة هذا المشروع في تصميم شعار وهيكل لبنك افتراضي يعمل على أسس منهجية ويسعى إلى تقديم صورة مثالية للعمل المصرفي، والتخلص من مسببات الفوضى وتعطيل الخدمات وتلافي كل ما يزعج العميل، وذلك للمساهمة في حل المشكلات التي تواجهها البنوك المحلية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة أمجاد الكومي، أستاذة قسم المحاسبة في جامعة الملك فيصل والمشرفة على المشروع، لـ«الشرق الأوسط» أن هذا العمل يسعى إلى إثراء الدراسة الأكاديمية التي تنتهي بها طالبة الكلية بعد التخرج، وربطها بالواقع العملي الذي ستعمل فيه، بهدف سد الفجوة بين كل من الجانب النظري والتطبيقي.

وأضافت الدكتورة الكومي أن الهدف من إنشاء بنك المستقبل تنمية قدرات الطالبات في إبداء الرأي العلمي الخاص وطرح الحلول والتصويات المناسبة في صورة عمل جماعي، إلى جانب «إرساء مفهوم فلسفي عام وهو أنه لا يجب أن تقف الاستفادة من هذا النشاط عند مجرد وضع بصمة متميزة لبنك من صنعنا، بل أن تمتد الاستفادة إلى أن يكون هذا التميز داخل أنفسنا».

وحملت توصيات المشروع ضرورة ربط التعيين الوظيفي داخل الفروع البنكية بالمجالات التخصصية المطلوبة، وتوفير مرشد للعملاء داخل كل فرع يقوم على تنظيم الحركة ومنع الفوضى، وعمل خطة طوارئ تستخدم عند تعطل النظام المتبع، إلى جانب اعتماد أجهزة صرافة متقدمة تبرمج ببصمة العين بدلاً من بطاقة الصراف الآلي، وتطوير أجهزة الصرافة الحالية كي تسمح بإيداع الشيكات من خلالها مباشرة.

وقالت نور السردي، إحدى مؤسسات بنك المستقبل، إن شعار البنك هو «رضا الموظف»، في حين أن شعار البنوك المحلية «رضا العميل»، مضيفة: البنوك التي زرناها اهتمت بالعميل دون الاهتمام بنفسية الموظف، ولكن بنك المستقبل يسعى لاتباع الاتجاهات الحديثة في التعامل مع الموظفين، إيماناً بأن راحة الموظف ستنعكس على جودة أدائه في العمل.

وأشارت السردي إلى أن موظفات بنك المستقبل يرين أن الابتسامة ولغة الجسد مع الطرف المقابل من أهم عوامل ترك الانطباع الجيد داخل نفسية العميل، وأكبر دافع لرجوعه مرة أخرى وتقديم صورة دعائية جيدة عن البنك لأصحابه ومعارفه.

فيما تمنت ولاء أبو السعود، طالبة مشاركة في تأسيس المشروع، أن يساهم بنك المستقبل في تطوير مفاهيم العمل البنكي واستحداث مجموعة من المعايير التي تتواكب مع الصورة المثلى للعمل المصرفي المتميز، إلى جانب الارتقاء بقدرات الموظفين وحثهم على صقل مواهبهم وإمكاناتهم الإبداعية، وتبني أساليب عمل جديدة، تطوِّر من مستوى خدمات البنوك السعودية.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن برنامج التدريب العملي لخريجات قسم المحاسبة في جامعة الملك فيصل، ويمثل أول تفعيل تطبيقي للمهارات الأكاديمية المكتسبة بروح جماعية، للتأكيد على ضرورة مشاركة الموظف داخل المنشآت المصرفية في صنع القرار وإعطائه الصلاحيات الكافية، بعيداً عن المركزية التي تتسم بها غالبية الفروع المصرفية المحلية.