«بلدية جدة» تحذر من عواقب حرائق مرادم النفايات ومخاوف من انتشار التلوث عبر المياه الجوفية

المجلس أكد لـ«الشرق الأوسط» بحث الاستعانة بفريق من جامعة الملك عبد العزيز

مردم النفايات في جدة (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

حذرت مصادر بلدية مطلعة في حديث لـ «الشرق الأوسط» من عواقب حرائق مرادم النفايات التي وقعت في جدة وبعض ضواحيها خلال الايام الماضية، مشيرة الى أن كارثة بيئية قد تنتشر تتمثل في تلوث الأرض بمادة الديكوسين، وهي مادة كيماوية شديدة السمية ومن انتشار الخطر بسبب المياه الجوفية.

وقال الدكتور طارق فدعق نائب رئيس المجلس البلدي، لـ «الشرق الأوسط» بأن لجنة خاصة بمتابعة المشكلات البيئية التي تعاني منها جدة تدرس الاستعانة بخدمات جامعة الملك عبد العزيز لإجراء اختبارات تكشف عن مدى تلوث الأرض بمادة الديكوسين (Dioxin) وانتشار الخطر بسبب المياه الجوفية في كافة أنحاء مدينة جدة، بعد وجود دلائل تشير إلى حدوث تلوث فعلي بهذه المادة، وهي تعد من أخطر السموم الكيماوية التي عرفها الإنسان، وتؤثر في الصحة العامة، وتسبب السرطان وتؤثر في الجهاز التناسلي لدى الجنسين، وتتلف جهاز المناعة، وتتداخل مع الهورمونات عندما يتعرض لها الجسم.

ومادة الديكوسين تنتج كمادة ثانوية في عدة صناعات كيمياوية عضوية، كما تتكون عن طريق احتراق المركبات الكيماوية الهيدروكربونية والنفايات المحتوية على الكلورين، وهي الثانية من حيث خطورة آثارها بعد النفايات المشعة، والوقاية منها تكون عن طريق التوعية بأخطارها والإقلال من انبعاثها بالبيئة.

لا يوجد معدل آمن للتلوث بهذه المادة، فالتعرض ولو لكميات قليلة منها يتسبب بكافة الأضرار الصحية المذكورة، ويتضاعف حجم الخطر في حالة نشوب حرائق القش والغابات ومخلفات البلاستيك، وأكبر مصدر للتعرض لهذه المادة من خلال الطعام، كونها تذوب في الدهون، لذلك توجد في اللحوم ومنتجات الألبان، ولحوم الدواجن، والأسماك والبيض وحليب الأمهات، كما توجد بالهواء وتتسرب منه إلى التربة، وهي مادة لها قدرة على البقاء لمدة طويلة، ولديها قابلية للتراكم على الأنسجة الحية للإنسان والحيوان.

وفي السياق ذاته، قام أعضاء من اللجنة التي شكلها المجلس البلدي بزيارة تفقدية يوم أول من أمس، لمردم النفايات القديم، والحديث الذي يبعد عنه نحو 20 كم برفقة مسؤولين من أمانة جدة للوقوف على آخر المستجدات بشأن حرائق النفايات في المردم.

وكان فتيل مشكلة حرائق النفايات في مردم جدة قد اشتعل قبل قرابة الشهرين، حيث تسبب احراق بعض الأفارقة لنفايات معينة كالأجهزة الالكترونية القديمة، وشاشات الكومبيوتر التالفة وغيرها للحصول على بعض مكوناتها ذات القيمة المادية بواسطة إطارات السيارات القديمة، التي تظل مشتعلة عادة حتى بعد فرز النفايات ذات القيمة المادية، وهو ما أدى إلى تكون سحابة كبيرة وغازات ضارة بيئياً ظللت الجزء الأكبر من شرق الخط السريع، دفعت أعداداً كبيرة من سكان المنطقة إلى مغادرتها كلياً، لتتدخل جهات مختصة منها المجلس البلدي والأمانة لتطويق المشكلة، إلا أن الحرائق ظلت تتكرر بين الفينة والأخرى لتعود من جديد هذا الأسبوع بشكل أكبر.

وكان المجلس البلدي قد شكل لجنة لدراسة المشكلة، ووضع عددا من المقترحات منها وضع حراسة أمنية مشددة على المردم لمنع الحرائق، وغيرها من التوصيات التي تسلمتها الأمانة وبدأت بتنفيذ بعضها، إلا أن المسألة تتطلب وقتاً كثيراً من العمل بحسب فدعق، وقد دشن المهندس خالد عقيل وكيل الأمين للخدمات بأمانة محافظة جدة يوم أمس الاثنين المردم الجديد الذي تقول الأمانة بأنه تم تنفيذه وفق أحدث المواصفات العالمية التي تتيح المحافظة على البيئة المحيطة، وهو يبعد عن أقرب حي من أحياء جدة، وهو حي بريمان حوالي الـ50 كم وصمم حسب مقاييس الوكالة الأميركية لحماية البيئة الخاصة بالنفايات الصلبة.