بعد 4 ايام من تساقط الثلوج.. 12 مليونا مبيعات لوازم التدفئة وخسائر مزارعي الأفلاج

الخطر يداهم الهجر التابعة لمحافظة وادي الدواسر.. وارتفاع أسعار البطانيات 30%

TT

فيما لا تزال الثلوج تتساقط على محافظة الأفلاج على مدار الـ4 أيام الماضية، قدر اقتصاديون قيمة المبيعات والخسائر التي تكبدها مواطنون ومزارعون على خلفية تأمين لوازم التدفئة، والأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية، لأكثر من 12 مليون ريال.

ولا تزال موجة البرد الشديدة التي شهدتها محافظات وادي الدواسر والأفلاج والسليل في أعلى مستوياتها من حيث تدني درجات الحرارة لمستويات لم تشهدها تلك المحافظات على مدار التاريخ، الأمر الذي ينبئ بمخاطر محتملة خصوصا على قاطني الهجر التابعة للمحافظات الكبرى، وسط عدم كفاية لوازم التدفئة.

وتسببت موجة البرد الشديدة التي اجتاحت محافظة وادي الدواسر، بوفاة عامل وافد، عرف أنه من المتسللين غير الشرعيين، فيما نجا متسلل آخر كان يرافقه من موجة البرد تلك بأعجوبة.

وفي الوقت الذي كانت فيه درجات الحرارة تواصل مسلسل انخفاضها على أرجاء المحافظة، شهدت المحال الخاصة ببيع لوازم التدفئة، وغيرها من أسواق الفحم والحطب، إقبالا كبيرا من المواطنين، وسط ارتفاع في الأسعار لم يعهد من قبل. وارتفعت أسعار حمولات الحطب، لمستويات قياسية، تبدأ من ألفي ريال، لأقل حمولة، وتنتهي بـ15 ألف ريال سعودي لأكبرها، فيما قفزت أيضا أسعار الفحم لتصل إلى 100 ريال للكيس الواحد، في أسعار وصفت بـ«الخيالية» من قبل أهالي محافظة وادي الدواسر الذين لم يشهدوا وصول تلك الأدوات للأسعار التي هي عليها الآن.

وبالنسبة لأدوات التدفئة التي تعمل بواسطة الكهرباء (الدفايات)، فقد ارتفعت أسعارها لأكثر من 10 في المائة، وسط سيطرة العمالة الوافدة على السوق الخاصة بتلك الأجهزة.

وبموازاة ذلك، ارتفعت أسعار الملابس الشتوية، لأكثر من 30 في المائة، شاملة (البطانيات، الفراء، البالطوات، البيجامات، والمشالح).

وحدت شائعة تداولها السكان المحليون للوادي الواقع جنوب العاصمة السعودية الرياض، بأن «موجة ثلجية قادمة من سيبريا قد تسهم في تدني مستويات درجات الحرارة بشكل شديد»، بالمواطنين الى اختزان كميات كبيرة من الحطب والفحم وغيرهما من المواد اللازمة في التدفئة.

وقال مبارك آل ناهش، وهو أحد المواطنين الذين فقدوا 20 رأسا من ماشيته (15 غنمة، 3 أبقار، رأسي إبل)، ان موجة البرد التي شهدتها المحافظة لم تعهدها من قبل. ويلفت آل ناهش النظر إلى أن فصلي الصيف والشتاء بمحافظة الوادي يتسمان بالاعتدال، غير أن ما شهدته المحافظة هذا العام كان مختلفا.

أما خالد الدوسري، فقال انه صرف أكثر من 3 آلاف ريال خلال يومين اثنين فقط، بغية تأمين لوازم التدفئة لأسرته، لافتا إلى الخطر الذي يداهم قاطني الهجر التابعة للمحافظة، والتي تفتقر للوازم التدفئة بشكل كبير.

وأسفرت موجة البرد القارس التي شهدتها محافظة وادي الدواسر، عن تضرر الكثير من الحقول الزراعية، وتحديدا تلك الخاصة بزراعة البرسيم. وقال المزارع محمد الدوسري «لقد تضررت الكثير من الحقول الزراعية هنا».

ويعرف موسم الشتاء، بأنه خاص بزراعة محاصيل القمح والبرسيم والحشائش. وأدى تساقط الثلوج إلى إلحاق ضرر بالغ بتلك المحاصيل الزراعية.

وقدر اقتصاديون، حجم الخسائر التي لحقت بمحاصيل البرسيم الزراعية، بأكثر من 5 ملايين ريال، فيما قدروا إجمالي ما دفعه المواطنون لتأمين لوزام التدفئة بأكثر من 7 ملايين ريال.