الدفاع المدني: مع موجة البرد القارس.. بلاغات سوء استخدام الفحم والحطب لا تمثل ظاهرة

حالة كل 4 إلى 5 أيام ... و«الاستراحات» أكثر المواقع استهدافاً

TT

كشفت مصادر في المديرية العامة للدفاع المدني عن تدني نسب البلاغات الواردة من حرائق واختناقات سوء استخدام الفحم والحطب في التدفئة بالمقارنة مع الأعوام السابقة، وذلك رغم انخفاض درجات الحرارة إلى الصفر في منطقة الرياض والمناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من البلاد. وأوضح النقيب عبد الله القفاري، الناطق الاعلامي للدفاع المدني في منطقة الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أن حرائق سوء استخدام الفحم والحطب في فصل الشتاء لهذا العام تمثل حالات فردية ونسبتها منخفضة، وأنها لم تصل بعد إلى حد الظاهرة، مضيفاً بأن عدد البلاغات الواردة بهذا الشأن في منطقة الرياض تتراوح في حدود الحالة الواحدة كل أربعة أو خمسة أيام.

وأضاف القفاري بأن هذه البلاغات تتركز عادة في الاستراحات مقارنة بالمنازل، مرجعاً ذلك لجهل الكثير من العمالة القائمة على هذه الاستراحات بمبادئ السلامة وخطورة إغلاق النوافذ. فيما أكد على عدم وجود رقم فعلي للآن بحصر إجمالي البلاغات الواردة لكون موسم الشتاء ما زال في أوله. مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة التوعية الاستباقية عبر البرامج التعليمية والعلمية تفادياً لوقوع أي حوادث مشابهة طيلة الموسم.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالدكتور موفق البيوك، مدير عام الخدمات الطبية الطارئة في جمعية الهلال الأحمر السعودي، بهدف التعرف إلى المعدل اليومي لحالات الاختناق التي يتم اسعافها والناجمة عن سوء استخدام الطرق التقليدية للتدفئة من مواقد الفحم والحطب، إلا أنه تعذر ذلك لكونه في رحلة عمل خارج البلاد.

وكان الموقع الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني قد أضاف قبل أيام بياناً يحذر فيه من مخاطر الفحم والحطب حيث يكثر استخدامهما كبديلين لوسائل التدفئة الحديثة والآمنة، مع التنويه بتعليمات السلامة التي ينبغي اتباعها والمتمثلة في إشعال الفحم والحطب خارج الغرف أو الخيام، وفتح النوافد والأبواب عند إدخاله إلى المكان المراد تدفئته لمرور تيار الهواء النقي، مع ضرورة إطفاء الفحم أو الحطب عند النوم نهائياً، ومراقبة الأطفال ومنعهم من الاقتراب أو العبث في مخلفات الفحم أو الحطب، بالإضافة إلى عدم رمي هذه المخالفات في صناديق النفايات حتى يتم التأكد من إطفائها تماماً.

وفي ذات السياق، تؤكد التقارير الصحية الحديثة أن إشعال الفحم ينتج عنه تصاعد غاز أول أكسيد الكربون الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة وإذا استنشقه الإنسان، فإن ذلك يؤثر في خلايا المخ ويؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز فيه الشخص عن القيام أو الوقوف أو حتى طلب الاستغاثة وقد يسقط ميتاً خلال دقيقتين إلى ثلاث دقائق. وتأتي وسائل التدفئة التقليدية، الممثلة بمواقد الفحم والحطب كبديل مفضل لدى الكثير من السعوديين، بالمقارنة مع المدافئ الكهربائية بسبب رخص ثمنها، خاصة الفحم الذي لم يلحق بركب الارتفاع الكبير في الأسعار، إلى جانب كونه لا يتسبب في ظهور أدخنة كثيفة مثل الحطب، وهو الأمر الذي يرى المتخصصون ضرورة أن تتوافر فيه مبادئ السلامة والاحتراز بالنسبة للأفراد عند اتباعهم هذه الوسائل للتدفئة.

1