لم يكن عام 2007 سعيدا على سكان محافظة «الليث» التابعة إداريا لمنطقة مكة المكرمة، وقد تصدرت طوال أشهر السنة واجهة الأخبار الإعلامية بحدوث حالات مرضية معدية للأطفال، وحالات نفوق جماعي للمواشي.
غير أن مطلع العام الجديد جاء بسلة من الأخبار السعيدة والمشاريع التي كان الناس ينتظرون قدومها مع كل زائر لمحافظتهم الصغيرة، أيا كانت درجة مسؤولية ذلك الزائر.
وحيث تزداد أعداد القاطنين في محافظة الليث الساحلية، لتتجاوز حاجز الـ200 ألف نسمة، فإن الطموحات هي الأخرى تتزايد مع الايام، خاصة وعجلة التنمية تسير بخطى متسارعة نحو المدن الصغيرة، لتحولها الى أمكنة جذب معيشي تتوفر فيه كل المقومات الاساسية للحياة.
ونجحت «الليث» في سحب الاضواء من المدن الكبرى في المنطقة الغربية للبلاد، بتدشين أمير المنطقة حزمة من المشاريع التنموية في المحافظة والمراكز التابعة لها، من بينها وضع حجر الأساس لمستشفى الليث الجديد بسعة 100 سرير ووضع حجر الأساس لتوسعة مصنع التجهيز للربيان ومصنع الأعلاف بمقر شركة الربيان، ومشروع مرسى الأحلام، ومشروع كورنيش الليث وافتتاح مشروع محطة تحلية الليث وافتتاح محطة تحويل الصواملة، كما شملت الزيارة افتتاح معهد الأميرة فهدة بن العاصي آل الشريم المهني للفتيات بمركز الغالة. وشملت المشاريع الجديدة افتتاح الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بمحافظتين وتبلغ تكلفتها الإجمالية نحو 347 مليون ريال وتشمل إنشاء وتجهيز كلية التقنية بالقنفذة بتكلفة تصل إلى 95 مليون ريال وطاقة استيعابية تصل إلى 3000 متدرب، كما تشهد المحافظة تدشين المعهد العالي التقني للبنات بتكلفة تصل إلى 72 مليون ريال وبطاقة استيعابية تصل إلى ألفي متدربة، كما سيشدن أمير المنطقة خمسة معاهد تدريب مهني في كل من القنفذة والليث والقوز وحلي وأضم تصل تكلفتها إلى 180 مليون ريال بطاقة استيعابية تصل إلى 5000 متدرب.
وبين الدكتور راشد بن محمد الزهراني رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمحافظة جدة أن مشاريع الوحدات التدريبية بمحافظتي القنفذة والليث تأتي ضمن مشاريع الوحدات التدريبية التي تعتزم المؤسسة تنفيذها في منطقة مكة المكرمة، التي يبلغ إجمالي تكاليفها أكثر من مليار ريال، تشمل إنشاء وتجهيز عدد من الوحدات التدريبية في المحافظات التابعة لمنطقة مكة المكرمة، مشيرا الى أن كل مشروع يحتوي على مبنى إداري ومباني الورش والمعامل التدريبية والمسجد وصالة متعددة الأغراض والعيادة الطبية ومباني الخدمات المساندة ومواقف للسيارات، وتشتمل تلك الوحدات على تخصصات مهنية وتقنية تتناسب مع احتياجات سوق العمل بتلك المحافظات. ويعد مشروع استزراع الروبيان في محافظة الليث، أحد أكبر المشاريع في هذا المجال عالميا، بطاقة سنوية تتجاوز 12.5 ألف طن، وبتكلفة مرحلية تتجاوز 750 مليون ريال، وهو المشروع الذي ينتظر منه السكان أن يلقي بثماره التنموية في جعله رافدا بشريا لشباب المحافظة في تهيئة فرص عمل وتأهيل مناسب لهم.
يشار إلى أن محافظة الليث جنوب غرب البلاد، تبعد عن العاصمة المقدسة مكة المكرمة نحو 180كلم وعن محافظة جدة 220كلم، ويعمل معظم سكانها في التجارة والزراعة وصيد الأسماك بمنطقة الساحل، وتغلب مهنة رعي الأغنام بالمناطق الجبلية التابعة للمحافظة.
وزار الأمير خالد الفيصل مقر المحكمة العامة في محافظة الليث واستمع إلى شرح مفصل رئيس المحاكم في الليث الشيخ عبد الله السعوي عن تطور القضايا بالمحكمة وشاهد بيانات إحصائية للقضايا التي تمت بالمحكمة.