الرغبة في الاندماج الاجتماعي تدفع المعاقين إلى تجهيز سياراتهم الخاصة

خبراء دعوا إلى مساعدتهم وشددوا على ضرورة تدريبهم قبل القيادة

سيارة تم تجهيزها للمعاقين
TT

دفع الإقبال الكبير على تجهيز سيارات المعاقين، رغبة منهم في الاندماج الاجتماعي، بالشركات المصنعة والوكيلة إلى العمل على تجهيز داخل السيارة قبل تسليمها للزبائن، خلافا لما كان عليه سابقا بتجهيزها في محلات خارجية.

وفي الوقت الذي لم يتسن الحصول على إحصائية رقمية لحجم هذه السوق، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة الماضية في السعودية بحسب خبراء، تزايداً كبيراً في الطلب على السيارات المجهزة للمعاقين، وأصبحت مجالا لتنافس الشركات.

الإقبال الكبير على تجهيز سيارات المعاقين «حمل» رسالة واضحة الدلالة على زيادة نسبة تمثيلهم ومشاركتهم الاجتماعية، وهو ما يؤكده كل من مسؤول قسم تجهيز سيارات الإعاقة والإسعاف بشركة مودا كار أحمد السفياني، وهو شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى المهندس فيصل السمنودي مدير تجهيز السيارات بشركة عبد اللطيف جميل، الذي يقول «هناك عدة تعديلات نضيفها على السيارة حسب نوع الإعاقة لكي يستطيع المعاق الدخول والخروج منها بسهولة كجهاز رفع الكرسي المتحرك الذي يمكّن المعاق من رفع كرسيه المتحرك آليا من دون الحاجة إلى أحد يعاونه وطيه ووضعه داخل الصندوق الموجود على سطح السيارة».

وأضاف «كما يوجد المقعد اليدوي المتحرك الذي يمكن من تدويره وتحريكه خارج السيارة لتسهيل دخول وخروج المعاق، وإضافة جهاز القيادة الذي يساعد المعاقين الراغبين بالقيادة على استخدام أيديهم فقط. أما المقعد المتحرك المزود بخاصية الرفع فيساعد المعاق على الركوب بسهولة مع ارتفاع نسبي لمستوى أرضية السيارة بدءا من الارتفاع المعتاد للمقعد حتى دخوله السيارة، كما يوجد حامل الكرسي المتحرك الذي يساعد المعاق على الدخول والخروج من السيارة بكل سهولة وهو على كرسيه المتحرك».

وفي الوقت الذي دعا فيه خبير إلى تشجيع المعاقين على الاندماج في المجتمع، شدد الدكتور أسامة حسن داوود، اختصاصي الطب الطبيعي والتأهيل، على ضرورة تدريب المعاقين على السيارات المعدلة وكيفية استخدامها وفحص مدى قابلية ذوي الاحتياجات الخاصة للقيادة، كذلك إعادة تقييمهم بعد حدوث الإعاقة الذي يتضمن تقييم الوظائف الجسمية وتقييم الوظائف الذهنية والإدراكية وبناء على هذا التقييم ينصح المريض بالقيادة مع المؤسسات المخولة منحه الترخيص».

من جهة أخرى، اشترطت أمانة محافظة جدة أخيرا معايير معينة في كافة المباني الجديدة التي يتم استحداثها، مراعاة لسهولة تمكين المعاقين من التنقل والحركة بحرية، من بينها وجوب تخصيص مواقف لسيارات المعاقين في جميع مواقف السيارات العامة والخاصة وفي أماكن مناسبة يسهل الوصول منها وإليها واقرب ما يكون من مداخل ومخارج الأماكن التي يرتادها المعاقون، بالإضافة إلى وجوب توضيح المواقف الخاصة بهم وذلك باستخدام الشعار الخاص بهم، ويجب ألا تقل نسبة مواقف سيارات المعاقين عن 5 في المائة من المواقف العامة وبحد أدنى اثنان، كما أن لا تقل المسافة المخصصة لسيارة المعاق عن 17 مترا مربعا، كما يجب أن تجهز المواقف بالمنحدرات اللازمة وإضاءتها جيدا وتنفذ أقرب ما يكون من مواقف سيارات المعاقين، كما اعتمدت الإدارة العامة للفحص الفني الدوري للسيارات، برنامجا يتم بموجبه فحص سيارات المعاقين بالمجان.

وتشير الإحصاءات إلى أن تعداد ذوي الاحتياجات الخاصة 657621 من إجمالي عدد سكان السعودية، و310829 منهم فوق 15 عاما، ويبلغ العدد التقديري للسيارات المجهزة المطلوبة لذوي الاحتياجات الخاصة 202000، والعدد التقديري الحالي للسيارات المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة 2.500 سيارة، وتبلغ نسبة السائقين من ذوي الاحتياجات الخاصة 68 في المائة، و32 في المائة من الركاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.