خالد الفيصل يبحث تطوير «سوق عكاظ» إلى جاذب سياحي جديد

سلطان بن سلمان: نتطلع للبدء في تطبيق الحلول الجذرية لحماية جدة القديمة

TT

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة العليا لتطوير سوق عكاظ على حرص القيادة السعودية على تطوير المشاريع السياحية بنظرة متجددة تتلاءم مع توجهات المملكة ومكانتها وتميزها.

جاء ذلك أمام الاجتماع الموسع الذي عقد أمس بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، وبحث التصور الذي أعدته الهيئة لتطوير سوق عكاظ، واستعراض التصورات الأولية لتصميم المشروع واستخداماته، كما بحث الاجتماع الخطة التي وضعتها الهيئة العليا للسياحة لمشروع تطوير الوجهة الجبلية بالطائف، الذي يأتي ضمن برنامج تطوير الوجهات والمواقع السياحية الذي تنفذه الهيئة.

وثمَّن أمير المنطقة جهود الهيئة العليا للسياحة في عمل الدراسات والتصورات الأولية لتطوير المشروعين المهمين، مشددا على وقوف القيادة مع هذه اللجنة في كل خطوة تخطوها في هذا الاتجاه، مؤكدا دعمه لإخراج المشروع بالمستوى الذي يليق بهذه البلاد، ويحقق التوجه بتطوير الموقع، ليكون موردا اقتصاديا مستديما، يعود نفعه الأول على المواطنين والمجتمعات المحلية وإيجاد الوظائف لهم، وقال: «إيجاد مصدر رزق للمواطنين هو الهدف الأساسي الذي ينطلق منه الفكر التطويري للمشاريع السياحية، استلهاما لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لبذل كل ما يمكن لتهيئة سبل الحياة الكريمة لهم».

وأشار الامير خالد الفيصل إلى أن اللجنة تنظر لهذا المشروع ولمشروع تطوير الوجهة الجبلية كعاملي جذب للطائف، بما يحقق الأهداف الاقتصادية والاستثمارية المتوخاة من مثل هذه المشاريع.

من جهته أكد الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة على أن مشروع تطوير سوق عكاظ، سيكون مشروعا متكاملا يحقق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المتعددة للمواطن والمجتمع، انسجاما مع توجهات القيادة لتهيئة السبل للتنمية الاقتصادية الشاملة للمواطنين، مؤكدا على أهمية المشروعين ودورهما المأمول في إحداث نقلة مهمة في مستوى الخدمات والمشاريع السياحية في المنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام.

وأشار الأمير سلطان إلى أن الاجتماع شهد تقديم تصور عن مخطط متكامل لمشروع تطوير سوق عكاظ، ينطلق من دراسات للسوق، ثم يعقب ذلك المرحلة الثانية وهي مرحلة الدراسات الاستثمارية لتطوير الموقع كاملا، مؤكدا على أن خطة الهيئة ترتكز على تطوير المشروع، بحيث يكون موردا اقتصاديا واستثماريا يحقق التنمية المستدامة لمحافظة الطائف على مدار العام، ويتجاوز كونه فعالية ثقافية إلى مشروع متكامل يحقق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المتعددة للمواطن والمجتمع، وذلك انسجاما مع توجهات القيادة لتهيئة السبل للتنمية الاقتصادية الشاملة، بما فيها تهيئة فرص العمل للمواطنين والفرص الاستثمارية الناجحة للمستثمرين، بالإضافة إلى أنه سيكون موقعا ثقافيا على مستوى عال، يليق بالمملكة ومستوى هذا النشاط.

واعتبر الامير سلطان مشروع الوجهة السياحية الجبلية في الطائف مشروعا رائدا تقوم به وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة، وسيتم الإعلان عنه قريبا بعد أن تتكامل الأبعاد الخاصة به.

يشار إلى أن التصور الذي وضعته الهيئة العليا للسياحة لتطوير سوق عكاظ بالطائف، يشمل تطوير طرق الوصول لموقع السوق ومقترحات تطوير المخطط الهيكلي له، بحيث يشمل نشاطات تراثية وثقافية وبيئية وخدمات تجارية وتسويقية وسياحية وتعليمية. أما خطة تطوير الوجهة السياحية الجبلية في الطائف فتأتي استكمالا لما قامت به وزارة الشؤون البلدية والقروية من دراسات لتطوير هذا الشريط السياحي، وانطلاقا من سياسة الهيئة بالتعاون مع شركائها الرئيسيين في مجال التطوير السياحي، من خلال تطوير الوجهة، بما يتناسب مع تاريخها العريق كوجهة سياحية جبلية ومراعاة إبراز خصائصها البيئية وموقعها الجغرافي، وطبيعتها الخلابة، وتنمية مجتمعها المحلي.

من جهة أخرى، أعرب الأمير سلطان بن سلمان عن أسفه لتعرض عدد من البيوت القديمة في منطقة جدة التاريخية إلى حرائق ناتجة عن الإهمال دون إيجاد الحلول الجذرية الواقعية لمواجهة هذه الحرائق، مشيرا إلى أن الهيئة قدمت جميع الدراسات والخطط لما يحتاجه هذا المشروع من تطوير.

وعبر عن تطلعه بأن تبذل أمانة جدة مزيدا من الجهد لحماية هذا الإرث الوطني، وقال: نأمل مع انتهاء آخر الدراسات التي عملنا فيها مع الأمانة أن ننطلق لإيجاد الحلول التي تخدم مصلحة هذه المنطقة والملاك أنفسهم.

وأضاف: تشرفت بالعمل مع الأمير ماجد بن عبد العزيز والأمير عبد المجيد (رحمهما الله) من خلال تشكيل فريق للعناية بمنطقة جدة التاريخية وامتد العمل مع أخي الأمير مشعل بن ماجد الذي يبذل جهودا كبيرة للمحافظة على هذه المنطقة. وأبدى الأمير سلطان ثقته التامة باهتمام أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل لإيجاد الحلول الجذرية لما يواجهه هذا المعلم التاريخي المهم من معوقات، مؤكدا أن هذه المنطقة التاريخية تعد إرثا وطنيا مهما لا يخص مدينة بعينها بل إنه يرتبط بتاريخ الدولة السعودية ونشأتها.

وأشار إلى أن الهيئة العليا للسياحة تعمل على تطوير منطقة جدة التاريخية، مبينا أن جهود الهيئة في هذا المجال تأتي في إطار مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية الذي تعمل عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وذلك انطلاقا من حرص الهيئة على تطوير هذه المواقع التاريخية الهامة والمحافظة عليها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي.