رئيس الاتحاد الدولي لمرض الثلاسيميا: 500 ألف طفل يموتون سنويا

يحمله 7% من سكان العالم

TT

كشف الدكتور بانوس إنجلزوس، رئيس الاتحاد الدولي لمرض الثلاسيميا «انيميا البحر الأبيض المتوسط»، أن 7 في المائة من سكان العالم يحملون فيروس الثلاسيميا، وقال في حديث خص به «الشرق الاوسط»، إن نحو نصف مليون طفل يموتون سنويا جراء إصابتهم بالمرض، مبينا أن 70 في المائة ممن يولدون حاملين الثلاسيميا يموتون كل سنة بسبب عدم توفر طريقة العلاج المناسب.

وأوضح انجلزوس، الذي زار جدة أخيرا بهدف بحث ابرز التحديات التي تواجه مرضى الثلاسيميا في السعودية، ومخاطبة ورشة العمل المقامة بعنوان «الثلاسيميا والانيميا المنجلية في السعودية، العمل معا نحو حياة أفضل»، ارتفاع قيمة علاج المرض على المستوى العالمي وقدر تكلفة العلاج السنوي للفرد المريض بنحو 20 ألف دولار، مبينا أن الاتحاد الدولي لمرض الثلاسيميا استطاع أن يحقق مصادر للدخل المالي بعد توسيع قاعدته في أوروبا وآسيا، موضحا أن تلك الأموال توجه نحو الأبحاث الهادفة لاستئصال المرض، ولتحقيق بيئة مواتية لحياة أفضل للمرضى، ويخدم في هذا الصدد مجموعة متطوعين تتكون في معظمها من أهالي المصابين.

من ناحيتها، أوضحت الدكتورة اندرولا اليفيثيريو، مستشارة منظمة الصحة العالمية والمنسقة العلمية للاتحاد العالمي لمرض الثلاسيميا، أن المرضى في العديد من دول العالم لا يعرفون أن من حقوقهم على السلطات الصحية تقديم العلاج لهم ويهابون طلب الخدمات العلاجية التي توفرها الدولة، ويبقى العلاج رهنا بالحالة النفسية للطبيب المعالج، مشيرة إلى أن هذا الأمر تجاوزته الدول الأوروبية منذ عقدين من الزمان.

وأشارت إلى أن طرق مكافحة المرض تتم عبر الفحص المخبري لمعرفة ما إذا كان الإنسان حاملا للمرض أم لا، ثم هناك طريقة تجنيب حامل المرض من الزواج من حامل آخر، وفسرت بقولها «الزواج من شخص حامل للمرض أمر خطير يؤدي إلى زيادة الحاملين في الجيل الجديد ونسبة إصابة الطفل المنجب تبلغ 25 في المائة».

وأوردت الدكتورة اليفيثيريو بعضا من المآسي التي يتعرض لها المرضى بقولها «من تلك المآسي قضية التفريق بين زوجين تزوجا من دون أن يعلما بأنهما حاملان للمرض ثم يتفاجأ الجميع بالحقيقة، فضلا عن اكتشاف المتزوجين بأن طفلهما الذي لم يولد بعد يحمل المرض، وهذه قضية تتفق كل الشعوب حول خطورتها من ناحية اختيار الحلول التي تتضمن اسقاط الجنين، وهو أمر فيه خلاف كبير بين العقائد».

واعتبرت أن السعودية اختارت الوجهة السليمة بإخضاع أبنائها للفحص قبل الزواج لتفادي الكثير من المشكلات ولتقليل ومحاصرة عدد حالات الإصابة بالمرض. ويعتبر مرض الثلاسيميا من أكثر الأمراض الوراثية انتشاراً في العالم، وتتميز أعراضه بالأنيميا الحادة، التي تختلف عن أنيميات نقص التغذية، وتضخم للكبد والطحال وتشوه وتمدد لعظام الوجه، وتتطور تلك الأعراض ـ إن لم تتم معالجتها في الوقت المناسب ـ إلى أن يبدأ القلب بالضعف فيتوقف عن عمله قبل بلوغ الطفل العاشرة من عمره، وقد ساعد الطب على التخفيف من تلك العوارض عن طريق الأدوية ونقل الدم بشكل دوري.