دراسة: قلة الدخل المادي والخوف من المستقبل أكبر مشكلتين تواجهان أسر جمعية رعاية الأيتام

أكثر من 100 مليون ريال أنفقتها «إنسان» خلال العام الماضي

TT

كشفت دراسة حديثة أجريت على عدد من أسر الجمعية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) أن مشكلة قلة الدخل المادي لأسر الأيتام تأتي في المرتبة الأولى بين المشاكل التي تعترضهم، مشيرة إلى أن 82.3 في المائة من أسر عينة الدراسة يعانون من هذه المشكلة، فيما جاءت مشكلة الخوف على مستقبل الأسرة في المرتبة الثانية بموافقة 74.8 في المائة من أسر عينة الدراسة. ويعزو الباحث هذه النتيجة بالنسبة لهاتين المشكلتين إلى فقدان ولي الأمر الأب العائل للأسرة، والذي كان يقوم بدور التخطيط والتوجيه والسعي لتأمين مستقبل أبنائه، وأن الأسرة بفقده فقدت الأمان على مستقبلها. وحلت مشكلات أخرى في الترتيب بالنسبة لأولويات الدراسة، التي أعدها حماد بن بخيت الدوسري عن بعض المشكلات الاجتماعية التي تواجه أسر الأيتام وكيفية مواجهتها من منظور مهنة الخدمة الاجتماعية، منها مشكلة صعوبة تسديد الفواتير التي جاءت في المرتبة الثالثة، بنسبة موافقة بلغت 74.3 في المائة من أفراد عينة الدراسة، ويرجــع الباحث هذه النتيجة إلى قلة الدخل المادي للأسرة بسبب وفاة الأب، مما يجعلها تواجه مشكلة صعوبة تسديد الفواتير.

وجاءت في المرتبة الرابعة مشكلة صعوبة مراجعة الدوائر الحكومية وإنهاء الإجراءات اللازمة المتعلقة بالأسرة، بنســبة 71.3 في المائة، ويرجع الباحث السبب إلى عدم وجود الشخص المناسب الذي يقوم بمراجعة الدوائر الحكومية بعد وفاة الأب، وكذلك عدم وجود أقسام نسائية في بعض الدوائر الحكومية.

وحسب الدراسة، فقد كانت مشكلة عدم مساعدة الأقارب للأسرة هي الأخف ضرراً بين المشكلات التي تواجهها أسر الأيتام، بموافقة 65.4 في المائة من أسر عينة الدراسة. وأظهرت الدراسة نسباً ضئيلة تتراوح بين 0.5 في المائة و4.8 في المائة من أسر عينة الدراسة ممن ليست لديهم دراية بكيفية مواجهة المشكلات، ويعزو البـــاحث ذلك لارتفاع نسبة الأمية لدى أمهات هذه الأسر.

وأشار الباحث إلى جانب إيجابي في الدراسة يختص بالمشاكل التي لا تواجه أسر الأيتام، فاحتلت مشكلة لجوء أحد أفراد الأسرة للتسول المرتبة الأولى بنسبة رفض 95.2 في المائة، بينما وافق 1.9 في المائة على مواجهتها، وعزا الباحث السبب في ذلك إلى أن أسر الأيتام تحصل على مساعدات من جهات عديدة في المجتمع، كمصلحة المعاشات والتقاعد والتأمينات الاجتماعية والضمان الاجتماعي وجمعية إنسان، وأن دور هذه الجهات كبير جدا في مواجهة الفقر، إضافة إلى تعفف هذه الأسر. وجاءت مشكلة وجود سلوكات غير أخلاقية لدى أحد أفراد الأسر في المرتبة الثانية، حيث رفضت 91.7 في المائة من أسر عينة الدراسة مواجهتهم لهذه المشكلة، بينما وافق 4 في المائة على مواجهتها. وذكر الباحث أن السبب في قلة الانحراف السلوكي لدى هذه الأسر هو صغر عدد أفراد أسر الأيتام، مما يساعد على ضبطهم ومراقبتهم من الأم والإخوة الذين يكبرونهم في السن.

وحلت مشكلة تعاطي أحد أفراد الأسر للمخدرات في المرتبة الثالثة، حيث رفضت 90.3 في المائة من أسر عينة الدراسة مواجهتهم لها، بينما وافقت 4.6 في المائة من الأسر على مواجهتها لهذه المشكلة. وأوضح الباحث أن سبب هذه النتيجة يعود إلى أن تعاطي المخدرات يحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة، إضافة إلى حالة الضبط لدى هذه الأسر، مما يخفف من مشكلة انتشار المخدرات وسط أفرادها.

واحتلت مشكلة إيداع أحد أفراد الأسر السجن المرتبة الرابعة، حيث رفض 90.9 في المائة من أسر عينة الدراسة مواجهتهم لهذه المشكلة، بينما وافق 6.2 في المائة على مواجهتهم لها، ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن أفراد أسر الأيتام يشعرون بالمسؤولية، خاصة الكبار منهم، مما يجعلهم يتجنبون الوقوع في المشاكل التي تؤدي بهم إلى المساءلة القانونية.

وجاءت في المرتبة الخامسة مشكلة قيام أحد أفراد الأسرة بممارسة التفحيط، وظهرت نسبة الرفض 86.1 في المائة من الأسر، فيما كانت نسبة الموافقة على مواجهتها 4.8 في المائة. وعلل الباحث ذلك على أنه من الصعوبة على أسر الأيتام الحصول على سيارة خاصة بسبب قلة الدخل المادي للأسرة. من جانبه، علق صالح بن عبد الله اليوسف، مدير عام جمعية «إنسان» على النتائج التي أسفرت عنها الدراسة بقوله إن «إنسان» تسعى قدر استطاعتها إلى تلبية احتياجات الأسر التي ترعاها وتحرص على تقديمها بطريقة تسهل عليهم الحصول عليها دون الحاجة لمراجعة الجمعية، مشيراً إلى أن «إنسان» صرفت خلال العام الماضي أكثر من 100 مليون ريال، لتلبية احتياجات الأيتام وأسرهم الذين ترعاهم.

وأوضح اليوسف أن خدمات الجمعية لا تقف فقط عند تقديم النفقات الدورية لهذه الأسر، بل تشمل تقديم خدمات التدريب والتوظيف والرعاية التعليمية والصحية وشراء المساكن، وتسديد الإيجارات والفواتير، وشراء الأجهزة الكهربائية، وتنظيم البرامج الثقافية والترفيهية، وتقديم برامج التوجيه والإرشاد النفسي من خلال فرق البحث المتخصصة التي تقوم بزيارات ميدانية للأسر دوريا لمعرفة التغيرات التي تطرأ عليها، إضافة إلى أن جميع الحالات النفسية والسلوكية يتم مساعدتها بالعلاج مع عدد من المتخصصين النفسيين والاجتماعيين.