من جديد، أخذت قضية حديقة أنعام جدة التي بدأت عمليات إزالتها السبت الماضي، منحنى جديدا بعد صدور قرار من إمارة مكة المكرمة بإيقاف عمليات الإزالة لحين صدور حكم ديوان المظالم وقرار المجلس البلدي.
ويأتي ذلك في وقت جرى فيه تسليم الجزء المهدوم للمستثمر الجديد الذي يفترض أن يبدأ في بناء مركز تجاري بناء على مناقصة رست عليه من أمانة جدة.
وقال محمد سعيد منشي، مدير الاستثمار بأمانة محافظة جدة، في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط»: «إن قرار إيقاف هدم جزء من حديقة الأنعام الجميلة المملوكة للبلدية والمستأجرة من قِبل رجل أعمال جاء بقرار من إمارة منطقة مكة المكرمة، لحين الاستماع إلى قرار لجنة المجلس البلدي وحكم ديوان المظالم».
وحول التناقض الحاصل بين أقوال الأمانة في حين تصدر قرارا بالهدم وتسليم الأرض للمستثمر الجديد بموجب قرار من الإمارة، التي رفضت تجديد رخصة حديقة الأنعام الجميلة بسبب وجودها بين السكان، وتارة إيقاف الهدم لحين حكم ديوان المظالم، يقول منشي: «هذا بالفعل ما وصلنا حول قضية الأنعام الجميلة، وقد بُلغنا بذلك وأخبرنا المستثمر الجديد بضرورة إيقاف الهدم».
في المقابل، يقول المستثمر الجديد يوسف مليباري: «تسلمت ارض البلدية يوم السبت الماضي بعد أن تم هدم الحديقة وتسليم الطيور إلى حديقة البلدية، ومن المفروض أن أبدأ مشروعي الخاص ببناء مجمع تجاري الأسبوع المقبل، فالأرض صارت من حقي».
وحول قرار الإيقاف لأجل قد يكون غير مسمى، يقول مليباري: «لا اعتقد انه غير مسمى ومحدد، فالقضية ستكون لصالحي، وقد تم بالفعل هدم الحديقة الموجودة على أرض البلدية وتسلمتها وبُلغت بإيقاف الهدم أمس (الثلاثاء)، لكني تسلمتها يوم السبت».
ويؤكد الدكتور طارق حسن فدعق، رئيس المجلس البلدي، أن الأمانة اعتذرت إلى المجلس البلدي بسبب تسرعها في هدم وإزالة الحديقة، وتسليمها للمستثمر الجديد من دون أن تنتظر قرار اللجنة التي شكلت من قِبل المجلس البلدي للإشراف على قضية حديقة الأنعام الجميلة بشكل كامل، أي ما يخص ارض البلدية، إضافة إلى الحديقة المملوكة لصاحبها وسمي الوسمي، ومعرفة مدى الضرر الفعلي لسكان الحي المجاورين للحديقة، ويقول: «أتمنى أن يكون قرار اللجنة هو الفاصل والحاسم في هذه القضية».
وحول موقف المستثمر الجديد من بدء تنفيذ مشروعه يقول فدعق: «من المفروض أنه بُلغ بقرار الإيقاف».
أما صاحب حديقة الأنعام الجميلة وسمي الوسمي، الذي استبشر خيرا من قرار الإمارة بإيقاف الهدم، وما حدث مع أمانة جدة والمجلس البلدي، فقال: «إنني أضع أسوأ الاحتمالات، وأسأل نفسي ما مصير حيواناتي التي تزيد على الـ 200، هل أبيعها أم أتركها تموت بعد حكم إغلاق الحديقة، إنها مسألة تؤرقني بالفعل».