2500 عملية ربط للمعدة سنويا في السعودية.. والنساء «الأكثر»

مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط»: هذه العمليات لا تجرى إلا لمرضى السمنة المفرطة

التخلص من السمنة بات هما جماعيا في السعودية
TT

شددت مصادر طبية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة اختيار أطباء «محترفين» و«خبراء» عند رغبة أي شخص في إجراء عملية ربط المعدة، وذلك تحسبا لأي نتيجة عكسية أو أعراض جانبية.

وقالت المصادر نفسها إن نحو 2500 عملية ربط معدة تجرى سنويا، تحل النساء في مقدمة الذين يجرونها بنصيب يفوق الرجال.

يأتي ذلك في وقت شهد فيه أحد مستشفيات جدة الخاصة الأيام الماضية، وفاة مريضة في العشرين من عمرها، كان وزنها يفوق المائة كلغم بقليل، وكان سبب الوفاة استئصال جزء «أكثر من اللازم» من المعدة، مما سبب لها فشلا وتعطل معظم أجهزة وأعضاء الجسم، وأدى ذلك إلى نزيف حاد مما أدى إلى وفاتها.

رغبات الرجال والنساء في قوام ممشوق، وقدّ ميّاس وخصر نحيل، ومواكبة خطوط الموضة رفعت معدل المقبلين على إجراء تلك العمليات، رغم المخاطر، وهو ما يشير إليه الدكتور وليد بخاري، كبير استشاريي جراحة المناظير والجراحة العامة بمركز جدة الطبي الدولي، في حديثه لـ «الشرق الأوسط»، «عمليات ربط المعدة وخلافها لا تجرى إلا لمرضى السمنة المفرطة، لأنها تعتبر علاجا لمرض خطير حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، فكما هو معروف أن السمنة المفرطة تؤدي إلى أكثر من 47 مضاعفة خطيرة لصحة الجسم وقد تؤدي إلى الوفاة». ويرى بخاري أن عملية ربط وتغيير مسار المعدة أو استئصال جزء منها تجرى لكل مَن يعاني من السمنة المفرطة وعدم القدرة على التحكم في غذائه، ومنهم الأطفال والمراهقون، وعادة ما يتم إجراء 1500 إلى 2500 عملية في السنة الواحدة، وهذا يدل على الإقبال الكبير عليها.

وحول المقصود بنجاح أو فشل العملية، يقول بخاري «نجاح مثل هذه العمليات لا يعني النجاح التقني كباقي العمليات، فنجاحها يقاس بعد 9 أشهر أو سنة بخضوع المريض لبرنامج معين ومتابعة من قِبل الطبيب، فالنجاح يحدد بقدرة المريض على التخلص من الوزن الزائد، كذلك التخلص من بعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط».

أما الفشل الذي يؤدي إلى الوفاة، يقول عنه بخاري «يحصل بصورة مضاعفات جانبية نتيجة خطأ تقني من قِبل الجراح لقلة خبرته، أو نتيجة جلطة في الدماغ أو القلب».

ويؤكد بخاري بأنه من المفروض «عدم حدوث وفاة في حالة اختيار الطبيب المناسب، فنسبة الوفاة في مثل هذه العمليات تمثل 1 بالمائة، وتعد نسبة معقولة، وهذا ما نقوم به بإخبار المريض بحقيقة العملية وخطورتها، ويوقع على ذلك».

ولتفادي الوفاة، يقول الدكتور عبد الناصر خلاف، أستاذ جراحة تجميل بكلية الطب واستشاري جراحة التجميل، «لإجراء العملية لا بد من سلامة صحة المريض، وألا يزيد وزنه على 120 كلغم وعمره من 20 إلى 50 سنة، إضافة إلى خبرة الجراح ومدى توفر التقنيات الحديثة بالمستشفى». ويؤكد على نسبة إقبال الكثير لإجراء هذه العمليات وتجد إقبالا من النساء أكثر من الرجال.

ونجاح العملية وفشلها يشرحهما الدكتور خلاف قائلا «النجاح بخروج المريض سليما من المستشفى راضيا عن النتيجة التي توصل إليه والعكس صحيح». وحول مدى صحة المقولة التي تشير إلى أن فشل العملية يعني موت المريض، يقول «الوفاة كارثة وليست فشلا، وعادة لا يضمها الطبيب ضمن قائمة الفشل إذا كان متمرسا وخبيرا».

وفي المقابل تقول أم وليد (44 عاما)، وقد أجرت قبل سنتين عملية شفط دهون «لم يخبرني الجراح بخطورة العملية وبنسبة فشلها التي قد تؤدي إلى الموت، ووقعت على ورقة تفيد بموافقتي وموافقة زوجي على إجراء العملية، لكن الوثيقة لم تتضمن أي نسبة خطورة».

يشار إلى أن صورة رسمها الإعلام التسويقي والإعلانات شجعت أصحاب الوزن الزائد ومرضى السمنة المفرطة بدفع مبالغ خيالية تصل إلى نحو 90 ألف ريال للعملية، كحل سريع بدل التمارين الرياضية الصعبة والحميات الغذائية التي تحتاج إلى وقت طويل لتصل إلى الوزن المثالي. وعلى الرغم من زيادة نسبة الإقبال في السعودية على مثل تلك العمليات بحيث يجري كل طبيب عمليتين في اليوم كحد أدنى، إلا أنه في المقابل ارتفعت نسبة الوفيات بسبب المضاعفات الجانبية بعد إجراء العملية الجراحية، أو لحدوث خطأ تقني طبي من قِبل الجراح كشفط كمية من الدهون زائدة أو استئصال جزء من المعدة أكثر من اللازم وكلها تؤدي في النهاية إلى وفاة المريض.