السعودية: الانتهاء من مناهج «تدريبية» لتشجيع «العمل الحر» بمساندة منظمة دولية

بعد أن أثبتت الإحصاءات فشل 90% من المنشآت الصغيرة في سنواتها الثلاث الأولى

الاستراتيجية الجديدة لدعم قطاع المنشآت الصغيرة يتوقع أن تسهم في الحد من نسب الفشل الذي طال 90% من تلك المنشآت («الشرق الأوسط»)
TT

أنجزت السعودية عبر المؤسسة العامة للتدريب الفني والتقني، أحد أقوى أذرعتها التدريبية، استراتيجية لدعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بعد أن كشفت الإحصاءات فشل 90 في المائة من تلك المنشآت، وتحديدا الصغيرة منها، في سنواتها الـ 3 الأولى.

وقال لـ «الشرق الأوسط» الدكتور إبراهيم الحنيشل مدير عام مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ان 50 في المائة من المنشآت الصغيرة في بلادها طالها الفشل بعد عام واحد من قيامها.

وجاء تفكير مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذي يعمل تحت غطاء المؤسسة العامة للتدريب الفني والتقني، بدعم هذا القطاع، للأهمية القصوى التي تمثله انعكاساته على الناتج المحلي، وفقا للحنيشل، الذي ذكر بأن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة «بات المحرك الأساسي لاقتصادات العالم».

وأنهى مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية، إعداد مجموعة من «المناهج التدريبية»، بمساندة ودعم من منظمة دولية، طبقا لما ذكره الحنيشل لـ«الشرق الأوسط»، حيث قال ان الهدف منها يتلخص في «نشر وتشجيع ثقافة العمل الحر في صفوف متدربي الوحدات التقنية والفنية». ويعاني كافة المقدمين على خوض تجربة «العمل الحر» هنا، من نقص في أبجديات المشروعات التي يفكرون في إنشائها.

وبحسب مدير عام مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فإن مركزه بصدد تطبيق مناهج تعنى بمساعدة كافة المتدربين التقنيين والمهنيين، على إدارة أعمالهم الحرة، على نحو منهجي، في خطوة لكبح جماح الفشل الذي تكبده كثير من المنشآت الصغيرة في بداياتها.

وأعد مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة العام المنصرم، 256 دراسة جدوى لمشاريع جديدة، تقدم بها عدد من صغار المستثمرين، فيما وافق البنك السعودي للتسليف والادخار على تمويل 128 مشروعا فقط.

وقال الدكتور إبراهيم الحنيشل انهم استطاعوا في مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أن يقلصوا من السقف الزمني لدراسة جدوى المشروعات المقدمة إليهم، من 6 أشهر في البدايات، إلى أن وصلت الآن لأسبوعين كحد أقصى.

ويصل القرض الاستثماري الذي يقدمه البنك السعودي للتسليف للمشروعات الصغيرة، في أقصاه لـ200 ألف ريال، فيما يعمل المستفيد من القرض على تسديده بقروض ميسرة خلال 10 سنوات.

وأخضع مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة 327 رياديا، لـ19 دورة تأهيلية في العام الماضي، فيما سيعمل المركز على تنفيذ 95 دورة تدريبية خلال العام الجاري في برنامج تأهيلي، يسعى من خلاله إلى صنع أكثر من 1890 رياديا في قطاع الأعمال.

وتوقع مدير مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أن يتم افتتاح 15 فرعا جديدا للمركز، في مناطق سعودية مختلفة، ليصل أعداد الفروع التابعة للمركز إلى 25.

ولمواجهة نسب الفشل العالية التي تحيط بالمنشآت الصغيرة الجديدة، قال الحنيشل ان مركز المنشآت الصغيرة سينفذ خلال الأشهر المقبلة، 4500 زيارة إشرافية للمنشآت التي تم تأسيسها، فيما توقع أن يشهد العام الجاري تمويل وتأسيس 1418 مشروعا.