حذر خبير في الميكروبولوجي بأن معظم المياه المعبأة التي تباع في الأسواق السعودية خطرة على صحة المستهلك بسبب سوء تخزينها وتعرضها لأشعة الشمس بشكل مستمر، إلى جانب تعرضها لعوامل حرارية أخرى تسبب تفاعلا غير صحي لمادة البلاستيك المستخدمة في تعبئة قناني المياه، وهو ما يجعلها خطراً على صحة المستهلك.
وقال الدكتور صالح عبد الله كابلي، وكيل كلية العلوم للدراسات العليا والبحث العلمي، إنه وبسبب الخوف من تلوث أنابيب شبكة مياه جدة بالصرف الصحي، وهو ما أثبتته بعض التجارب، اتجه المستهلك للاعتماد على المياه المفلترة والمعبأة في قناني بلاستيكية، وللأسف فإن هذه المياه تحفظ أحياناً في أماكن تطالها فيها أشعة الشمس، أو داخل مخازن تصل درجة حرارتها أحياناً إلى الـ 40 درجة مئوية، وهو ما يتسبب بتحرر جزيئات البلاستيك وتفاعلها مع المياه، وللأسف فإن هذه المواد الكيمياوية هي مواد يعجز جسم الإنسان عن التخلص منها بسهولة وقد تتسبب بمخاطر صحية جدية.
وأوضح الكابلي «يبدو أن فلاتر معالجة المياه وتصفيتها هي الحل الأمثل حالياً، بالنسبة لسكان جدة على الأقل، حيث يظهر الفرق الواضح في مدى نقاوة المياه من طعمها ورائحتها بشكل كبير عند مقارنة المياه المعالجة بالمياه المعبأة في قناني بلاستيكية، يعاد استخدامها أكثر من مرة، وهو ما يجعلها أكثر خطورة، وهو الأمر الذي تجرى عليه دراسات علمية معمقة لتحديد مدى الخطورة وطبيعة التلوث الحاصل».
وكانت دراسة علمية منشورة، مبنية على تحليل 82 عينة أجراها الدكتور أسعد بن بكر مفتي، قد كشفت عن وجود بعض العينات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وطالبت الدراسة بسحب العينات الفاسدة من الأسواق. في حين أكدت دراسة أخرى قدمها مدير إدارة حماية البيئة في الهيئة الملكية بينبع، الدكتور أحمد بن سعيد باجحلان، في ملتقى أبحاث المدينة المنورة الأول الذي عقد العام الماضي، أن نسبة تسرب مادة «الستايرين»، وهي مادة تتسرب من البلاستيك المستخدم في تعبئة مياه الشرب وتتفاعل مع المياه نفسها، قد تجاوزت المعايير والمواصفات التي وضعتها كل من الهيئة الملكية ومنظمة الصحة العالمية.
في الوقت نفسه، لحقت المخاوف من تلوث المياه وسوء حفظها، بسوق الفلاتر، التي باتت تتمتع بسمعة جيدة في مواجهة أكبر مشاكل تلوث المياه في جدة، وذكرت فوائدها في مواقع إلكترونية خاصة بجهات رسمية كموقع وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانة، ويكلف سعر الجهاز عادة ما بين الـ 4000 والـ 5000 ريال سعودي، ويتطلب عناية وصيانة دورية، إلا أن نتائجه تكون أكثر وضوحاً في ما يتعلق بنقاء وصفاء المياه لوناً وطعماً ورائحة، وحتى بواسطة التحاليل المخبرية التي تلجأ إليها شركات بيع الفلاتر لإقناع عملائها بجدواها، كما يقول المهندس طارق علي داهم، المتخصص في مبيعات أنظمة تنقية المياه وتعقيمها.