عائلة سعودية ترصد مليون ريال لمن يدلي بمعلومات عن طفلها المخطوف

والد طفل الجوف يشكو من إهمال وزارة الصحة ويتحرك لمقاضاتها

الطفل المخطوف يوسف مرزوق السرحاني ووالده («الشرق الأوسط»)
TT

بعد مضي أكثر من شهر على السابقة الأولى من نوعها، والتي أثارت الفزع في المجتمع السعودي، وهي اختطاف طفل حديث الولادة من مستشفى حكومي تابع لمنطقة الجوف، بعد أقل من يوم على ولادة الطفل، لا تزال القضية تراوح مكانها، ولا يزال الغموض يلف تفاصيلها بشكل يثير شهية الشائعات بدون أدنى فائدة وبدون نتيجة.

وكانت شائعات تناقلتها بعض مواقع الانترنت عن العثور على الطفل المخطوف مرة في منطقة تبوك شمال المملكة لدى زوجين عقيمين، ومرة أخرى في المدينة المنورة لدى عائلة أردنية، ولكن التحريات والجهات الأمنية فندت الشائعات في كل مرة، وأعلنت عن كذب هذه الشائعات وعدم صدقيتها.

المتحدث باسم والد الطفل المخطوف، فهد محمد العساف السرحاني، أكد في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الشائعات التي يتم تداولها من فترة لأخرى لا ينتج عنها إلا المزيد من الحزن والأسى لوالدي الطفل وعائلته.

ونقل العساف عن والد الطفل مرزوق السليمان السرحاني بأنه يحمل المستشفى والشؤون الصحية بمنطقة الجوف كامل المسؤولية الأدبية والجنائية للقضية، خاصة بعد تهاونهم الذي تسبب بواقعة الخطف، إضافة إلى عدم اتخاذهم أية إجراءات من أي نوع بعد وقوع الحادثة، وهو ما أصاب السرحاني وعائلته بحالة من الذهول، مبدياً في الوقت نفسه جدية الوالد في مقاضاة ومحاسبة الجهات المقصرة.

وتابع، تقدمت بالفعل بشكوى مكتوبة إلى شرطة الجوف يطلب فيها التحقيق بجدية أكبر مع الممرضات اللاتي كن خاضرات في لحظة الواقعة، ليتوصلوا من خلالها إلى خيط يفيد في الكشف عن القضية، فمن غير المقبول أن يختفي طفل من دون أن يتغير أي شيء في نظام المستشفى بعد وقوع الحادثة، ومن غير المنطقي أن يستمر الوضع على ما هو عليه ومن دون أن نسمع إيضاحا سوى كلمة «لم نتوصل إلى أي خيط في القضية لحد الآن».

من جهته، نفى الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة تهمة التقصير، مؤكدا أن اجراءات تسلم الوالدين لوليدهما تتم وفق أشتراطات عدة للتأكد من هويتهما قبل تسليمها المولود.

واضاف الدكتور مرغلاني الذي كان يستعد للسفر أمس، أن الرجوع إلى سيناريو خطف طفلي الجوف والرياض يجد أن الوضع لم يكن عاديا. أما السرحاني فقد اشار إلى أن عائلة الطفل المخطوف وقبيلته أعلنت عن مكافأة تقدر بنحو مليون ريال، تتضمن قطعة أرض في منطقة استثمارية، وسيارة جيب موديل 2008، لمن يدلي بمعلومات عن خاطفة الطفل أو أية معلومات أخرى تفيد في العثور عليه.

وأضاف «تكفلت أيضاً مجموعة من وجهاء القبيلة وأعيانها بالقيام بوساطات تحمي الخاطف من أية ملاحقات قضائية أو تبعات في حال قيامه بتسليم الطفل إلى ذويه من دون أن يصيبه أذى أو مكروه».

من جانب آخر، نفى المتحدث باسم شرطة الجوف العقيد دامان الدرعان ما تناقلته بعض مواقع الانترنت، عن كون الطفل المخطوف تم العثور عليه في منطقة تبوك شمال السعودية، وقال «لا صحة لهذه الأنباء أبداً، والحقيقة أن تحرياتنا ما زالت جارية، وسيعلن عن أية تطورات أو نتائج جديدة نصل إليها في حينه، ونحن نقوم بكل جهودنا لكشف غموض هذه القضية وإعادة الطفل المخطوف لوالديه».