وصول أول كميات إسعافية من الدقيق إلى جدة من الرياض وتبوك

مدير المؤسسة العامة لصوامع الغلال لـالشرق الأوسط»: سبب الأزمة التوزيع وليس الإنتاج

المؤسسة العامة لصوامع الغلال
TT

أرجع المهندس علي عبيد مدير المؤسسة العامة لصوامع الغلال بمنطقة مكة المكرمة أزمة الدقيق التي تشهدها الأسواق الى عمليات التوزيع من قبل الموزعين في المناطق المختلفة في السعودية، وليس بسبب قلة في الكميات المنتجة.

وأوضح المهندس علي عبيد لـ «الشرق الأوسط» ان الصوامع تعمل حاليا بكامل طاقتها التشغيلية، وبدوام طوال ساعات اليوم لتغطية أي عجز ممكن في الدقيق قد يتسبب في أزمة الخبز.

وكشف عن عمليات تجرى حاليا من قبل لجنة مختصة لضبط عمليات التوزيع، وقال ان اللجنة بدأت بمطالبة أصحاب المخابز بإحضار التصاريح وتوضيح الأنشطة الخاصة بالمخبز حتى يتم اعتماد كميات الدقيق بطريقة واضحة ومدروسة، مشيرا الى أن اللجنة هي المعنية بالتوزيع.

وأعرب مدير المؤسسة العامة لصوامع الغلال بمنطقة مكة المكرمة عن تخوفه من حلول موسم العمرة والأزمة لا تزال تراوح مكانها، مبينا ان مكة المكرمة والمدينة المنورة ستزداد كثافتهما السكانية بشكل كبير، وقال ان وزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة لصوامع الغلال تدرسان موضوع الموزعين من أجل تحديث بياناتهم، ومعرفة الأماكن التي يوردون إليها، وأشار إلى أن اللجنة بدأت عمليات التوزيع بعد التأكد من الاوراق الخاصة بالعملاء، ويتم تأمين المخابز أولا ثم التاجر ثانيا للقضاء على الاحتكار.

واستبعد المهندس عبيد إمكانية استيراد القمح من خارج السعودية بسبب وجود كميات قمح كافية في الصوامع، إضافة إلى أن الطاقات التشغيلية للمطاحن كافية لاحتواء الأزمة، واردف بقوله: «لن يكون هناك استيراد من الخارج على الإطلاق». واوضح أن كميات مقدرة من الدقيق وصلت الى جدة قادمة من تبوك والرياض لحل الأزمة الحالية، مشيرا الى أن المطاحن الجديدة التي ستنشأ في العاصمة السعودية الرياض ستدخل الإنتاج في شهر أغسطس (آب) المقبل، بطاقة إنتاجية قدرها 1200 طن من دقيق القمح يومياً. وقال إن مجموع كميات الدقيق المنتجة من المشاريع القائمة على مستوى المملكة تبلغ نحو 48 ألف كيس دقيق يومياً، أي أن مجموع ما يتم إنتاجه من المشاريع الأربعة الجديدة يبلغ 16 مليون كيس سنويا، وسيضاف هذا الإنتاج إلى الإنتاج القائم حاليا، بحيث يكون ما يتم إنتاجه من الدقيق نحو 90 مليون كيس سنويًا.

وفيما يتعلق بمشروع مكة المكرمة، قال عبيد: «إن التنسيق قائم مع إمارة منطقة مكة المكرمة لتحديد موقع في مكة من أجل إقامة مشروع متكامل من الصوامع لتخزين القمح، ومطاحن جديدة وملحقاتها، لتغذية مكة وما جاورها وذلك بطاقة أولية تعادل نحو 600 طن قمح يوميا».

وكانت منطقة مكة المكرمة من أكثر مناطق المملكة تضرراً من أزمة الدقيق الأخيرة، إذ ساهمت الأزمة في إغلاق المخابز الصغيرة بعد توقف العمل فيها تجنبا للخسائر بسبب ارتفاع سعر الدقيق الذي يفرضه الموزعون عليها. وفي الجهة المقابلة ارتفع دخل المخابز الآلية الكبيرة التي تحصل على الكميات المطلوبة من الدقيق بصورة مباشرة من المؤسسة العامة للصوامع والغلال بسبب زيادة الطلب عليها من قبل المستهلكين.

ومن مشهد الازمة، شهد فرع وزارة التجارة والصناعة في مدينة جدة أول أمس الثلاثاء ازدحاما شديداً بسبب مطالبة أصحاب المخابز الصغيرة بصرف الكميات المطلوبة لهم من الدقيق، وأوضح عدد من أصحاب المخابز ان عدم كفاية الكميات المخصصة للمخابز اجبرتهم على اغلاقها اتقاء للخسائر، وابدوا تخوفا من تزايد الخسائر بسبب الاغلاق وطالبوا بسرعة تدخل جهات الاختصاص لحل الأزمة.