بدأت السعودية بالسعي لإيجاد آليات وطرق حديثة لتعليم المواد العلمية، خاصة للمرحلة الثانوية، وذلك بقيادة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، التي احتضنت أمس مجموعة من المتخصصين الفيزيائيين المحليين والدوليين في ورشة عمل موسعة لمراجعة ودراسة واقع مقررات الفيزياء في المرحلة الثانوية والتقنيات والأساليب الحديثة المستخدمة في تدريسها، وطرق تطويرها والتوجهات المستقبلية في هذا المجال. وأكد الدكتور حمود الحربي، المشرف على المركز الوطني للرياضيات والفيزياء، أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة من ورش العمل المتخصصة في مجالات مختلفة بالفيزياء، بدأها المركز من العام الماضي، مفيداً بأن المركز يسعى لعقد ست ورش عمل في العام الدراسي الواحد، تبحث في مجالات متعددة مرتبطة بعلم الفيزياء والرياضيات. وشدد منصور الشمري من الإدارة العامة للمناهج في وزارة التربية والتعليم على ضرورة استمرار وزارة التربية والتعليم في تطوير مقررات العلوم ومنها الفيزياء، وذلك من خلال معالجة محتوى المادة العلمية والأخذ في الاعتبار القدرات المتفاوتة للطلاب وربط المقرر وجعله أكثر قرباً لبيئة الطالب مع مراعاة المستجدات العلمية.
واستعرض الدكتور نور الدين زيتالي من جامعة جكزفل، تجربته لتقديم بعض الأفكار الحديثة عن كيفية إدخال التكنولوجيا في أقسام الفيزياء للمدارس الثانوية التي تم تطويرها خلال العمل على انجاز مشروع يهدف إلى التواصل ودعم العديد من المدارس بالولايات المتحدة الأمريكية والبحث عن طرق تحسين دراسة الفيزياء فيها، فيما أشار الدكتور زين يماني من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلى إمكانية الاستفادة من أنشطة الجمعية العلمية السعودية للعلوم الفيزيائية والجهات المتعاونة معها.
وتساءل الدكتور عمر الدوسري من جامعة الملك سعود عن قدرة المنهج المدرسي على مخاطبة قدرات الطلاب المتفاوتة بشكل كبير، والإسهام في معالجة اختلاف رغبة الطلاب في التعليم، مستعرضاً عدداً من الإشكالات في هذه القضية، منها إمكانات المدارس، وواقع المناهج الدراسية، وتوفر المهارات الأساسية بشكل كامل لدى المجتمع الفيزيائي، إضافة إلى الفرص المتوفرة لتهيئة منهج مدرسي يعالج هذه القضايا. وشدد الدكتور محمد سعد الدين من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على أهمية مراجعة جادة لمقرر الفيزياء وذلك حتى يستفيد منها طلاب وطالبات مادة الفيزياء في المرحلة الثانوية.