«الجنادرية 23» تنطلق في الرياض الأربعاء المقبل

الأتراك يتابعون المهرجان.. و«الشعبي» يطغى على «الفصيح»

د. السبيت في الوسط وعلى يمينه د. باقادر وعلى يساره السفير التركي («الشرق الأوسط»)
TT

يواصل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا تفاعله مع قضايا الأمة الثقافية والفكرية انطلاقا من دعم القيادة السعودية لمثل هذه المناسبات وحفاظا على النجاحات والحضور المميز للمهرجان التي تحققت من انطلاقته قبل حوالي ربع قرن ليصبح واحدا من أهم المهرجانات الثقافية العربية بل والدولية بعد ان تخطى حدود الوطن والعالم العربي والاسلامي وأصبحت له أبعاده العالمية، من خلال طرحه لقضايا ثقافية انسانية واستضافة المهرجان سنويا للنخب الفكرية الغربية الى جانب النخب الثقافية الوطنية والعربية والاسلامية.

ويرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأربعاء المقبل، حفل افتتاح المهرجان في عامه الـ 23 الذي يشهد انطلاق سباق الهجن السنوي الكبير بحضور خليجي وبمشاركة نحو 600 متسابق، كما يقام في اليوم ذاته حفل خطابي وتكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام وهو الشيخ الراحل عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري الذي كان عرابا للمهرجان طيلة السنوات الماضية وقبل رحيله في العاشر من شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي.

وتصدرت مسابقة خادم الحرمين الشريفين لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية للطلاب والطالبات برامج المهرجان مجسدة اهتمام الملك بمصدري التشريع الاسلامي (الكتاب والسنة) وحرصه على تربية الابناء على هديهما وبما يعزز ثقافتهم الاسلامية ويجعلهم دعاة خير ومحبة وعدل وسلام، وسيتم تكريم الفائزين في هذه المسابقة في التاسع من شهر مارس (آذار) خلال احتفال كبير سيقام ضمن فعاليات المهرجان.

وسيقدم خلال حفل الافتتاح أوبريت الجنادرية بعنوان «عهد الخير» الذي كتب كلماته الأمير الدكتور سعد بن سعود آل سعود (منادي) ولحنه الفنان صالح الشهري، ويؤديه كل من الفنانين: محمد عبده، عبد المجيد عبد الله، راشد الماجد، رابح صقر، راشد الفارس، عباس ابراهيم ويقدم الرؤية المسرحية واخراج الاوبريت المخرج فطيس بقنة، ويشارك فيه أكثر من 400 عضو يمثلون الفرق الشعبية السعودية.

وأخذ مهرجان الجنادرية لهذا العام بعدا دوليا عندما اعتمدت اللجنة المنظمة للمهرجان تركيا كضيف شرف، حيث ستقدم المشاركة التركية في (الجنادرية 23) العديد من الانشطة التراثية والثقافية التي تعكس ملامح من التراث والثقافة في تركيا من خلال ندوتين ثقافيتين حول العلاقات السعودية التركية، اضافة الى تقديم فنون من الموروث الشعبي التركي وذلك في قرية الجنادرية.

ويتضمن النشاط الثقافي للمهرجان محاور مختلفة لعل ابرزها ندوة عن «الخطاب الدعوي المعاصر»، مواقف ومراجعات يشارك بها كل من الدكتور رضوان السيد والدكتور سلمان العودة والدكتور ابو زيد المقرئ الادريسي والدكتور منتصر الزيات، بالاضافة الى ندوة عن مستقبل التعاون السعودي التركي في مجال الطاقة والمياه، وندوة عن فلسطين: القضية والابناء المتحاربون، وندوة عن الاعلام السعودي في زمن العولمة.

وحظي الشعر الشعبي بحضور كبير لهذا العام فاق ما هو مخصص للشعر الفصيح، حيث يحمل النشاط المخصص للشعر الشعبي قراءة شعرية منبرية ومحاورات شعرية وتكريم الشعراء والاعلاميين البارزين في هذا النشاط .

ورحب الدكتور عبد الرحمن السبيت وكيل الحرس الوطني، رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان بكل رأي او مشورة حول محاور النشاط الثقافي وموضوعات الندوات المخصصة في المهرجان بما يثري هذه المحاور من موضوعات تستحق الطرح، لافتا الى ان المهرجان بدأ اعتبارا من هذا العالم تقليدا جديدا بدعوة دولة صديقة كضيف شرف في كل دورة من دورات المهرجان.

وشدد في مؤتمر صحافي مشترك عقد ظهر أمس في قرية الجنادرية حضره وكيل وزارة الثقافة والاعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور ابو بكر باقادر وناجي كورو وسفير الجمهورية التركية، التي رشحت بلاده لتكون ضيف شرف لمهرجان الجنادرية لهذا العالم، وسعد بن عبد الله الرومي مدير عام إدارة المهرجان والدكتور ابراهيم ابو عباة رئيس جهاز الارشاد والتوجيه بالحرس الوطني، شدد على ان عدم فتح المجال للعائلات لزيارة المهرجان مجتمعين وقصره على ايام للنساء واخرى للرجال ينطلق من اعتبارات تخص المصلحة العامة معتبرا ان ذلك جاء بناء على رغبة الكثير من الزائرات، حيث كشف استطلاع اجري لزائرات المهرجان في الاعوام الماضية رغبتهن في إبقاء الوضع كما هو عليه وعدم احداث تغييرات في ما يخص دخول العائلات وعدم تخصيص ايام للرجال والاخرى للنساء لان ذلك سيؤثر في طبيعة الانشطة النسائية لافتا الى ان إدارة المهرجان تدرس امكانية تطبيق كل ما سيحقق المصلحة للزوار والزائرات.

ورحب المهرجان بتزامن مناسبات ثقافية في الرياض مع المهرجان كمعرض الكتاب الدولي الذي ينطلق قبل يوم من مهرجان الجنادرية معتبرا ان تزامن المناسبات الثقافية له ايجابيات كثيرة حيث يمكن للزائر مشاهدة ومتابعة كل الانشطة فيها .

وسيتابع نحو 110 آلاف مواطن تركي يقيمون في السعودية بالاضافة الى الشعب التركي من خلال قيام فضائية تركية بتغطية فعاليات المهرجان هذا العام، حيث ستشارك بلادهم في نشاطاته بعد ان تم اعتمادها كضيف شرف.

وسيصاحب المهرجان معرض الكتاب ونشاط مسرحي وبرنامج للفنون التشكيلية ومهرجان مسرحي للطفل وفعاليات ثقافية نسائية متعددة ونشاط تراثي رجالي ونسائي.

وحمل المهرجان لهذا العام اضافات جديدة في نشاطه التراثي الذي يشمل السوق الشعبي والحرف التقليدية، كما سيكون للعرضة السعودية التي تمثل احد اهم نشاطات المهرجان حضورها المعتاد، حيث يرعى الملك عبد الله بن عبد العزيز في الحادي عشر من مارس في الصالات الرياضية بالدرعية هذا النشاط السنوي للمهرجان.