الموز «ينزلق» مجارياً الكثير من السلع

غياب الرقابة والتحكم في المعروض يرفعان أسعار «فاكهة الفقراء» لمستويات قياسية

TT

«الموز.. لمن استطاع».. جملة تتردد هذه الأيام في أسواق الخضراوات والفواكه، بجدة على ألسنة التجار والزبائن، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الموز بشكل غير مسبوق، حيث تجاوزت قيمة الكيلو جرام الواحد السبعة ريالات مقابل أربعة ريالات في الأسبوع الماضي.

وبدأت أسعار الثمرة الاستوائية في التصاعد طرديا وبشكل يومي، في ظل عجز لجان مراقبة الأسواق عن كبح جماح الغلاء غير المبرر، ووقف مزايدات التجار المضاربين لهذه السلعة الشعبية.

ووقفت «الشرق الأوسط» خلال زيارة ميدانية لعدد من أسواق الخضراوات الكبرى في مدينة جدة وبينها حلقة الخضراوات الرئيسة، على بروز شكاوى من الغلاء الذي حوّل الموز إلى «فاكهة نادرة» في اسواق الخضار بعد ارتفاع أسعارها، مما قاد بحسب عدد من المتسوقين الى ظهور حركة مقاطعة من محبيها لحين عودة الأسعار الى نصابها.

وبين المواطن عبد الله حمدان الغامدي، 28 سنة، الذي كان يتسوق حينها، بأنه كان يشتري يوميا لأسرته 2 كيلو موز بقيمة 15 ريالا، وتساءل «كيف سنواجه الارتفاع في باقي السلع وهي تشهد التهابا جنونيا في أسعارها، والمشكلة ان ذلك يتم في المواد الأكثر استهلاكا، مما يصعب الأمر على الناس لا سيما فئة محدودي الدخل». ويرى مراقبون أن ارتفاع أسعار الموز أمر أوجده التجار، حيث أرجعه أحدهم إلى ظاهرة تخزين السلع التي بدأت تتسبب في الكثير من المشكلات، مشيرين الى ان الثلاجات مليئة باطنان الموز ويقصد التجار بذلك التلاعب بحركة العرض والطلب ومن ثم رفع الأسعار.

في المقابل شكا صغار التجار وباعة الموز في أسواق الخضراوات من فقدهم للكثير من العملاء والزبائن بسبب الارتفاع غير المبرر للموز الذي وصفوه بـ «فاكهة الفقراء»، ومن تبقى من العملاء، أصبح لا يشتري أكثر من كيلوجرام واحد، وطالبوا الجهات المختصة بإيجاد حل لهذه القضية قبل ان تتفاقم وتشمل السلع الأساسية.

من جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي علي الغامدي ان ارتفاع سعر الموز «أزمة مفتعلة»، مشيرا إلى انها ناجمة عن عدم الرقابة من قبل الجهات الرسمية في تطبيق الرقابة وتنفيذ القوانين، إلا أنّه ركّز على «وجود لوبيات مصلحية مؤثرة في المستهلك»، ما يجعل الوضع الاجتماعي المحلي حرجا. على صعيد متصل، كشفت مصادر مطلعة بالسفارة اليمنية أن الموز اليمني يحتل المرتبة الأولى في الصادرات الزراعية اليمنية منذ أكثر من خمس سنوات، وان بلاده تصدرت قائمة الدول المنتجة والمصدرة للموز على المستوى العربي، على مدى السنوات الخمس الماضية، وحقق عائدات في عام 2005، بقيمة تعدت سبعة مليارات ريال، مبينا ان الموز ينتج في أربع مناطق رئيسة هي تهامة وأبين ولحج وحضرموت.