«بنت عمرها عشر دقائق» مجموعة قصصية تتنوع في محاكاتها الاجتماعية

TT

للقاصة الدكتورة رحاب إبراهيم، تعرض مجموعة قصصية بعنوان «بنت عمرها عشر دقائق»، وتقع في 90 صفحة من القطع المتوسط تحاول فيها محاكاة واقعها بأسلوب رمزي مقتضب.

وتشترك مجموعة رحاب إبراهيم القصصية في تفاصيلها في البحث عن الذات، وإعلاء قيم الأصالة الإنسانية المشتركة بين البشر، ففي قصتها التي عنونتها بـ «إسعاف» تقدم درسا للشخصية المغتربة في كيفية حفاظها على من حولها حتى وإن لم تمت لهم بصلة أو قرابة، فهي تحاول أن تجعل الجميع داخل بيت مشترك وتقول «الحادثة في مكان كهذا لا يمكن أن تمر ببساطة، لأن المصاب لا بد أن يمت لك بصلة ما، فهو ابن أو صديق.. أو على أبعد الفروض جار» و«أنت لست من هنا لكن أي مصاب هو مصابك في المقام الأول.. بإرادتك أو رغما عنك». وتفتتح رحاب قصتها «بنت عمرها عشر دقائق» بسيدات شابات في مقهى يوناني بالإسكندرية، فهي تضع القارئ أمام هذه البنت الصغيرة والبحث عنها في تفاصيل القصة، لفك الرمزية فيها، التي لم تعش سوى عشر دقائق، فهي تعود لذكريات قديمة بالإسكندرية قد استغرقت عشر دقائق ولكن الدقيقة بسنة واحدة هو شريط الذكريات مع العجوز، وتقول «ثلاث سيدات شابات جالسات في إيليت، يتبادلن القهوة والإخفاقات والأحلام، يتسامرن مع الساقي ومع بائعة الورد العجوز التي تمر بهن من أكثر من عشر سنوات». وبدأت تظهر القصص بعض الشخصيات من النبلاء والآخرين المهمشين والحيوانات الذين تدور حولهم أحداث القصة كما جاء قصة «بنت عمرها عشر دقائق» مع أنه لا توجد قطة أثارت شفقتي منذ كان عمري أقل من عشر سنوات، وكنت أغير تصنيفها من «كائنات ضعيفة تستحق العطف» إلى «كائنات مشردة وضعت للمضايقة لا أكثر» وأني لو عطفت عليها مرة ستلصق بي ولن استطيع التخلص منها» مع «كل هذا، لا أدري ما الذي جعلني أرمي لها لقمة كبيرة، وأنظر إليها باستمتاع وهي تشاركني إفطاري المنفرد.. وأراقبها باهتمام كي الحقها بلقمة أخرى قبل أن تنتهي من الأولى» لماذا هذه المرة؟ «احتمال مشاركة وجدانية مع كائن مهمش يبدو ضعيفا لكنه يستميت للحفاظ على وجوده».