سعوديات «يتحفظن» على المشاركة في أول مشروع نسوي لمكافحة التدخين

رغم ارتفاع نسبة المدخنات لم تتقدم سوى 11 حالة فقط

TT

تواضع حجم الإقبال على أول مشروع نسائي خيري من نوعه في المنطقة الشرقية لاستقبال طلبات الراغبات بالإقلاع عن التدخين بهدف مساعدتهن على تركه، حيث لم تتقدم للعلاج سوى 11 حالة فقط، مثلت نسبة السيدات الأجنبيات منها نحو 75 في المائة، وهو ما أرجعه القائمون على المشروع بالتحفظ المبالغ فيه من قبل بعض السعوديات حيال المشاركة.

وأوضحت جاودة الخاروف، المشرفة على مشروع العيادة النسائية لمكافحة التدخين التابع لجمعية فتاة الخليج الخيرية بالخبر، لـ«الشرق الأوسط»، أن العيادة التي افتتحت أبوابها للمرة الأولى صباح السبت الماضي وحتى غد الخميس بهدف استقبال المكالمات الهاتفية من قبل الراغبات بالإقلاع على التدخين لم تسجل حتى الآن إلا 37 حالة، في حين لم تتقدم فعلياً للعلاج سوى 11 حالة فقط، فيما علقت تراجع 26 سيدة عن المشاركة وتدني العدد الكلي للمتقدمات إلى تحفظ بعض السعوديات حيال سرية وخصوصية الموضوع، وأوضحت أن ذلك جاء رغم أن جميع البيانات تعامل بسرية فائقة بالإضافة إلى فصل كل حالة على حدة.

وأفادت الخاروف أن غالبية السيدات المتقدمات إلى العيادة النسائية هن من فئة المدخنات «بشراهة»، ومعدل أعمارهن تتراوح ما بين 22 إلى 50 سنة، مضيفة بأن نحو 80 في المائة منهن واجهن تحسناً ملحوظاً وبشكل سريع ابتداءً من الجلسة الثانية مباشرة رغم أن الاحتياج العلاجي للإقلاع عن التدخين يكمن في 5 جلسات. فيما بينت الخاروف بأن كل جلسة تأتي في نصف ساعة وتتضمن جلوس الحالة على كرسي خاص مزود بجهاز الملامس الفضي.

وحول حصر عمل العيادة النسائية الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية لمكافحة التدخين بأسبوع واحد فقط، قالت الخاروف بأنهم يطمحون لتحويل هذه العيادة من مؤقتة إلى عيادة دائمة تستقبل المدخنات على مدار السنة، موضحة أن العائق الوحيد لذلك هو ضعف الإمكانات المادية، حيث أفادت بأن هذا المشروع جاء بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين التي أعارت العيادة أجهزتها الخاصة، وأردفت الخاروف التي تعمل كناشطة في مجال مكافحة التدخين، أنها تطمح لإيجاد عيادة نسوية متنقلة على غرار العيادات المتنقلة للرجال والمختصة بالتحفيز على الإقلاع عن التدخين.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه أحدث التقارير الصحية إلى أن عدد المدخنات في السعودية تجاوز حدود الـ 600 ألف مدخنة، مع توقعات بتضاعف هذا العدد خلال السنوات القليلة المقبلة، في حين يتوفى نحو 5000 شخص سنوياً في السعودية بسبب التدخين السلبي، بينما يبلغ اجمالي عدد السعوديين الذين يموتون من التدخين سنوياً حوالي 21 ألف مدخن.

تجدر الإشارة إلى أن المكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة بدول مجلس التعاون يعتزم عقد الندوة الخليجية الثالثة عشرة لمكافحة التبغ خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل، في مملكة البحرين، بهدف مناقشة الثقافة القانونية في ظل اتفاقية مكافحة التبغ، وذلك بعد تزايد مؤشرات ارتفاع نسبة المدخنين والمدخنات في دول الخليج العربي خلال السنوات الأخيرة.