مصافحة حكومية مدنية تحت شعار «محبتنا في جمعتنا» تعيد زمن «المراكيز»

من خلال مهرجان كبير يستهدف أكثر من ألفي شاب

حديقة فيصل باكورة مشاريع أصدقاء حدائق جدة
TT

فيما يشبه العودة لزمن «المراكيز» التي يتجمع حولها أهل الحي لمناقشة قضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم في الماضي عند أهل الحجاز، تبدأ اليوم الجمعة، بروح جديدة جهات أهلية وتطوعية ناشطة في السعودية، مهرجانا شبابيا لإعادة بناء العلاقة بين «الشباب وأحيائهم» باعتبارها البنية الأساسية التي يقضون فيها سني عمرهم التي تشكل ملامح نشأتهم الحياتية، وتوجيههم بعيدا عن انحرافات الفراغ والبطالة بتبني أفكار الشباب وتشجيعها ماديا ومعنويا.

ويأتي المهرجان الذي أطلق عليه مسمى (محبتنا في جمعتنا) وتقوم عليه جمعية أصدقاء حدائق جدة، والندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة، وأمانة جدة، ومؤسسات أهلية، بإطلاق مهرجان اليوم الجمعة يستقطب أكثر من 2000 شاب، للمشاركة في مهرجان كبير في حديقة الفيصل، وهو المشروع الذي يقص شريط عامه الأول، كأول مشروع تطوعي نشأ بفكرة صغيرة لسيدات وأصبح ماركة عالمية بعد عرضه في منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم أعماله الشهر الماضي.

وقال مصطفى خرد، المشرف على الفرق الشبابية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي: إن المهرجان يهدف للتعرف الى تجربة الحديقة كمكان لتفعيل الدور الشبابي، وتهيئة مناخ من المحبة بين أبناء الحي الواحد، وتشجيع رجال الأعمال على تكرار التجربة في أحياء أخرى.

وأشار خرد لـ «الشرق الأوسط»، إلى أن هذا النوع من الحدائق، يساعد على حل مشاكل ناجمة عن الفراغ لدى الشباب، كما تؤسس لمنظومة العمل التطوعي والبرامج المنظمة، وتساهم في رعاية الافكار الشبابية وتنميتها كمشاريع قابلة للحياة.

من جهتها، ذكرت سامية السالك، مسؤولة الاعلام في اللجنة النسائية في الندوة العالمية للشباب الاسلامي في جدة، لـ «الشرق الأوسط»، أن تفعيل طاقات الشباب، وإعادة روح المحبة فيما بينهم، وتفعيل طاقات الشباب الابداعية، كلها أهداف تنسجم ورؤية الندوة العالمية في تبني البرامج الشبابية التطوعية تحت مظلتها ودعمها ماديا ومعنويا.

وأوضحت السالك، أن هذا النمط من الانشطة يعكس توجه الندوة العالمية للوصول للشباب برؤية معاصرة، ودللت على كلامها ببرامج شبابية أخرى لطلاب كلية الطب في تقديم خدماتهم التطوعية وفق آلية منظمة ومحددة تتولاها الندوة.

وعكست الملامح الاولى للمهرجان الشبابي، عودة التراث والفلكلور، وعروض مسرحية، في محاولة من القائمين على المهرجان من مسؤولي أصدقاء حدائق جدة، دمج الروح الشبابية بالاصالة التي كانت تلك الاحياء في جدة تقوم عليها كلبنات أساسية في بناء النشء، وتصديرهم مستقبلا كقادة مجتمعهم.

ويراهن شبان متطوعون في مشروع أصدقاء حدائق جدة، على أن عودة رجال الأعمال الى مراتع صباهم في أحياء جنوب جدة، حيث بدأ المشروع في نسخته الاولى ، هي عودة للحياة في الجزء الاكثر تضررا من عجلات التنمية التي مرت بجوار أحيائهم وغادرت بسرعة في اتجاه الشمال.

ويرى خبراء في المسؤولية الاجتماعية، أن التفات المؤسسات الأهلية والحكومية، وإقامة شراكات مستمرة، يحقق مفهوم التنمية المستدامة، ويساعد الحكومة السعودية، على تحقيق أهدافها التنموية، كما يعزز من التنافسية في قطاع الاعمال، ويفتح أبوابا جديدة للعمل الاجتماعي، ويستثمر في الطاقة البشرية للشباب.