«درب الضياع».. فيلم سعودي يطرح مشاكل الشباب الاجتماعية

تم تصويره في بعض قرى الأحساء

TT

لم تعد صناعة الأفلام السينمائية تعتمد على أسماء لامعة، ومحترفين في إثارة قضايا العالم والإنسان، فقد دخل هواة سعوديون في صناعة الأفلام الصغيرة، يطرحون فيها جزءاً من مشاكلهم الاجتماعية، في عمل سينمائي، يتكفلون بنفقات إنتاجه، مع دعم من بعض المؤسسات التجارية، ويشتركون في التمثيل والإخراج والمونتاج والإنتاج.

ففي «درب الضياع»، وهو واحد من عشرات الأفلام المصنوعة بوسائل تقنية بسيطة، والتي بدأت تنتشر في محافظة الأحساء، ومن هواة يعشقون التمثيل، حاول الفيلم أن يطرح قضية تعيش في أوساط المجتمع في الأحساء، وهي آفة المخدرات التي بدأت تستنزف الشباب والأطفال في ظل غياب الأسر عن متابعة ورعاية أبنائها.

وقال مخرج الفيلم علي العواس، إن الفيلم يطرح قضية المخدرات، بسبب وجود مجموعة محترفة من مروجيها، تحاول أن تصطاد الشباب والأطفال في ظل غياب الأهل.

الفيلم صورت مشاهده في عدد من قرى الأحساء، وتنوعت هذه المشاهد بين الأحياء القديمة والجديدة، وأخذت في بعضها جانب التراث الأحسائي، وعرضت ذكريات الماضي بشكل يعيد الألفة بين أهل المنطقة وتراثهم، كما تم تصوير بعض المشاهد في أوساط النخيل التي تحكي طبيعة القرى وتجمعاتها.

قصة الفيلم تدور بين مجموعة من الشباب اختاروا مزرعة ليتعاطوا فيها المخدرات بعيدا عن أعين الناس، ويجلبوا فيها شبابا بعد إغرائهم بالمكان واللعب والمرح، وكيف أن شابا استهدف من خلال ماله، ووقع في براثن المخدرات، بعد أن رهن مزرعة أخيه، وضاع المال في شراء المخدرات، في حين أن أخاه كما جاء في الفيلم، رده إلى صوابه، ولم يكترث بما لحق به من متاعب مالية واجتماعية، سببها له الأخ المدمن على المخدرات، حيث كانت الأخوة فوق المال. والنص رغم أنه كان ضعيفا في بعض روحه، وترابطه، إضافة إلى وجود بعض المشاهد التي لم ترق للمستوى المطلوب، وذلك لعدم خبرة بعض الممثلين في تعاملهم مع النص، ورغم افتقار النص للتسلسل الدرامي للمشاهد المعروضة، إلا أنه كان قويا في تقبل المشاهدين له وتفاعلهم مع الممثلين، فقد انجذب إليه عدد كبير من شباب القرى عبر شراء الأقراص المدمجة للفيلم (CD)، لأنه ببساطة يعبر عن جزء من واقع المجتمع الذي يعيشون فيه، ويؤديه ممثلون يشاهدونهم يوميا ويمثلون جزءا من الحراك الاجتماعي لمجتمعهم.

وتضمن الفيلم شخصيتين كوميديتين أضفيتا عليه بعض القفشات المضحكة، المستمدة من البيئة الأحسائية، وهما «صويلح» و«سويلم»، ويستغرق عرض الفيلم ساعة ونصف الساعة، وهو من إخراج علي العواس، ومن تمثيل، صلاح التركي، محمد العلي، احمد العباد، جعفر الشايب، يحيى العليوي، زكريا العواد وآخرين، وتأليف زكي العواس، ومونتاج مهدي العواس، وقام بتصويره عبد العزيز المحمد.