دراسة مشروع لتوعية الطلاب بأخطار الفشل الكلوي

عبد العزيز بن سلمان: فتوى المفتي بجواز صرف الزكاة ساعدت على جمع التبرعات لصرفها على مرضى الكلى

عبد العزيز بن سلمان وسط مجموعة من الطلاب خلال الإعلان عن تعاون جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الكلى ووزارة التربية والتعليم (تصوير: أحمد فتحي)
TT

كشف الأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية، عن دراسة مشروع تعاون مُشترك بين جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعايةِ مرضى الفشل الكلوي، ووزارة التربية والتعليم، بهدف نشر الوعي بين الطلاب والطالبات، حول أهمية الوقاية والتوعية بأمراض الكلى، عبر الآليات والنشاطات المناسبة التي يراها فريق من المختصين من الجمعية ووزارة التربية والتعليم.

وأكد الأمير عبد العزيز، خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس في الرياض، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي بالكلى، أن فتوى مفتي عام السعودية بجواز أخذ الزكاة الشرعية لصرفها على علاج المرضى الفقراء والمحتاجين، أعطت الجمعية مساحةً اكبر من حيث جمع التبرعات لإنفاقها على المحتاجين من مرضى الكلى في السعودية.

وأشار إلى أن احتفال جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعايةِ مرضى الفشل الكلوي مع وزارة التربية والتعليم بـ«اليوم العالمي للكلى»، يؤكد حرصَ القائمين على الجمعية.

وتطرق المشرف على الجمعية إلى أن الأمير سلمان بن عبد العزيز أميرُ منطقةِ الرياض، رئيسُ مجلس إدارة الجمعية، في مقدمة المشاركين الفاعلين في المناسبات المحلية والعالمية المرتبطة بصحة الإنسان بشكل عام، ومرضى الكلى بشكل خاص، لأجل نشر الوعي بخطورةِ هذا المرض، وسبل الوقاية منه، وتسخير كل الإمكانات للتعامل معه.

وقال، ومن هذا المنطلق حرصت الجمعية على أن تكونَ المناسبة هذا العام، فرصةً لدراسةِ مشروع تعاون مشترك مع وزارة التربية والتعليم، يهدف إلى نشر الوعي بين الطلاب والطالبات حول أهمية الوقاية والتوعية بأمراض الكلى عبر الآليات والنشاطات المناسبة التي يراها فريق من المختصين من الوزارة ومن الجمعية.

وأضاف أننا في المملكة ننفقُ أموالاً طائلة على علاج الفشل الكلوي، فمثلاً تنفق وزارة الصحة أكثرَ من مليار ريال سنوياً، وهذا المبلغ يغطي فقط تكلفة الأدوية والمحاليل المصاحبة لعملية الغسيل، ولا يشمل إجمالي ما تنفقه القطاعات الصحية الحكومية أو الخاصة، ولكم أن تتخيلوا حجمَ المبلغ إذا أضيفت إليه التكاليفُ الرأسمالية، مثل التجهيزات الطبية والقوى العاملة، وتكاليف الصيانة وتجهيز وبناء المنشآت، وأيضاً لا ننسى التكاليفَ الاجتماعيةَ والنفسية التي تترتب على الإصابة بالفشل الكلوي، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مريض الفشل الكلوي عضو منتج في المجتمع، وتبعات هذا المرض غالبا تؤثر وتحرم المريض من العمل، وبالتالي يفقد المجتمع عضوا منتجا، وقد تحرم أسرته من الإعالة والرعاية.

وتابع، أن الاحتفال باليوم العالمي للكلى يهدف إلى رفع الوعي حول الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى في جسم الإنسان، كما يهدف إلى إبراز أن مرضَ الكلى المزمن ليس عصيا على العلاج، إذا توافرت المتابعةُ والاكتشاف المبكر لعمل وظائف الكلى، وهذا المرض ليس حصرا على المملكة، إذ يوجد أكثر من 500 مليون مريض في العالم، وما يقارب 10 في المائة من البالغين يعانون مشكلات في الكلى، والحقيقة أن أكثر من 1.5 مليون شخص في العالم (من المرضى المصابين بمرض الكلى المزمن) ما زالوا على قيد الحياة، إما عن طريق إجراء الغسيل الكلوي وإما زراعة الكلى، ومن المتوقع أن يتضاعفَ عددُ هؤلاء المرضى في غضون السنوات العشر المقبلة، بسبب عدد من العوامل مثل: أمراض الكلى، الالتهابات في الكلى أو المسالك، الإعاقة في المجاري البولية، الاضطرابات الموروثة مثل (polycystic) مرض السكري، مرض ارتفاع ضغط الدم، والسمنة.

وأكد أن مرض السكري يُعد من الأسباب المهمة للإصابة بمرض الكلى المزمن، إذا لم تتم السيطرة عليه، حيث يتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكري في العالم إلى ما يقارب 300 مليون شخص في عام 2025، والدولُ الناميةُ ستكون الأكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض، ومن هذه الحقائق تتضح أهمية التقيد بالإجراءات الواجب إتباعها للوقاية من الإصابة بمرض الكلى المزمن، كما أن هناك عدداً من الوسائل الفعالة لذلك مثل: توعية الناس لإدراك أهمية الحد من ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، ومراقبة الجلوكوز والدهون في الدم، مراقبة فقر الدم، زيادة النشاط البدني للسيطرة على وزن الجسم.

وقال، «أدعو كل واحد منا إلى ضرورة العمل على التوعية بأهمية اتباع الأساليب الوقائية المقررة طبيا، للحفاظ على الكليتين عبر التشخيص المبكر عن المرض الكلوي المزمن، وإجراء الفحوصِ الطبية الضرورية بشكل دوري، حيث إن عدم الكشف المبكر يؤدي في المرحلة الأولى إلى تطور تدريجي في خسارة وظيفة الكليتين، الذي بدوره يؤدي إلى مرض الفشل الكلوي، وبالتالي الحاجة للغسيل الكلوي أو لزراعة الكلى».

وبين أن برنامج الغسيل الكلوي وبرنامج زراعة الكلى يحتاجان إلى ميزانيات باهظة، مما يشكِّل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الرعاية الصحية في الدول المتقدمة، وبشكل أكبر على الدول النامية، حيث من المتوقع أن تصل التكلفةُ التراكمية على مستوى العالم للغسيل الكلوي وزراعة الكلى إلى «تريليون دولار» خلال العقد القادم، وهذا ما لمسناه عبر (برنامج رعاية غسيل مريض فشل كلوي)، حيث تُقدر تكلفةُ علاج المريض الواحد في السنة في حدود 110 آلاف ريال، وطبقا لهذا تنفق الجمعية أكثر من 27 مليون ريال لعلاج 250 مريضا.

وأشار، لإدراكنا بأهمية التكاليف وتصاعدها، عملنا على ضرورة تطوير موارد دائمة للجمعية، وفي هذا السياق صدرت فتوى سماحة المفتي العام للمملكة بجواز أخذ الزكاة الشرعية لصرفها على علاج المرضى الفقراء والمحتاجين، لذا قامت الجمعية بفتح حسابات موحدة في عدد من البنوك السعودية.

وأكد أنه تم استخدام الرسائلِ القصيرة (إس.إم.إس) لمن يرغب في التبرع لهؤلاء المرضى عن طريق إرسال رسالة فارغة إلى الرقم 5060، إضافةً إلى إنشاء قناة النصائح العامة للوقاية من أمراض الكلى. وفي نهاية الاحتفال باليوم العالمي للكلى، سلم الأمير عبد العزيز بن سلمان، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة لـ30 مُتبرعا، في خطوة من جمعية الأمير فهد بن سلمان لدعم وتشجيع المتبرعين، من أجل مكافحة مرض الفشل الكلوي، ومساعدة المصابين به على مواجهة ظروف الحياة الصحية