«قرية إنسان» مشروع إيوائي للأيتام.. مستوحى من تجربة نمساوية عمرها 60 عاما

الأمير فيصل بن سلمان وقع عقد إنشائها بـ 22 مليون ريال.. وتركيا طلبت الاستفادة منها حال اكتمالها

الأمير فيصل بن سلمان يوقع عقد إنشاء قرية إنسان في الرياض أمس (تصوير: علي العريفي)
TT

استوحى قياديو الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض، فكرة إنشاء «قرية إنسان» الخاصة بإيواء الأيتام الذين يجهلون مصائر أمهاتهم وآبائهم، والتي وقع عقد إنشائها أمس الأمير فيصل بن سلمان رئيس اللجنة التنفيذية بالجمعية، من تجربة العالم النمساوي هيرمان جماينر، والذي أسس أول مشروع مماثل عام 1949، لإيواء الذين فقدوا عائلاتهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وتعتبر «قرية إنسان»، أول مشروع من نوعه في العاصمة السعودية، لإيواء الأيتام من ذوي الظروف الخاصة، فيما يعد الثالث على مستوى البلاد، بعد مشروعين مماثلين أقيما في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بحسب ما ذكر الدكتور حمود البدر أمين عام الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، القائمة على هذا المشروع.

ونقل صالح اليوسف المدير العام للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، تأكيد الأمير فيصل بن سلمان، بوجود توجه لإنشاء أكثر من قرية على أراضي العاصمة السعودية.

ويهدف المشروع إلى توفير مناخ أسري يماثل الأسرة الطبيعية للأيتام ذوي الظروف الخاصة وتوفير الرعاية الاسرية من خلال وجود الأمهات والخالات، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم أسوة بالأسر الطبيعية.

وستقام «قرية إنسان»، التي خُلص إلى تصاميمها بعد زيارات ميدانية قادها عصمت العيسى مدير مشاريع الجمعية، لكل من تركيا، لبنان، سورية، الأردن ومصر، على أرض تزيد مساحتها على الـ6 آلاف متر مربع، في حي عليشة وسط العاصمة الرياض.

وقادت الزيارات التي قام بها عصمت العيسى مدير مشاريع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في الرياض، لـ5 دول إسلامية وعربية، لخروجه بتصور متكامل عن أوضاع قرى الأيتام في تلك الدول، على نحو خوله برسم صورة مثالية لمشروع القرية الذي وصفه بأنه سيكون «نموذجي وعالمي».

وقال العيسى بعد توقيع عقد إنشاء قرية إنسان، إنهم سيتلافون في هذا المشروع الأخطاء التي وقعت بها مشاريع مماثلة في كثير من دول العالم، وبالأخص تلك التي شملتها الزيارات التي هدفت للتعرف على تجارب بعض دول الجوار، لافتا إلى أن الجمهورية التركية، نقلت رغبتها في الاستفادة من المشروع بعد اكتماله. وأكد صالح اليوسف أن «قرية إنسان»، التي سيفرغ من أعمالها الإنشائية بعد قرابة الـ18 شهرا، ستكون نموذجا مؤسلما، لمشاريع القرى الموجودة في العالم الغربي، فيما أكد على سعي جمعيته لإنشاء «أكاديمية إسلامية في الرياض، تعنى بتدريس السبل المناسبة لإقامة قرى الأيتام».

ويتكون مشروع القرية، الذي تبلغ كلفته 22 مليون ريال سعودي، من 14 فيلا سكنية، 12 منها مخصصة للفتيات، وفيلتان للذكور، إحداهما للشباب الذين تجاوزت أعمارهم الحادية عشرة. وسيتم تأثيث تلك الفلل السكنية، كالمنازل الطبيعية، لتشمل صالة استقبال، صالة جلوس، مطبخا، غرف نوم، أجهزة منزلية متكاملة ومبنى إداريا يشمل: مكاتب ادارية، مكتب مدير القرية، مرافق عامة، كجلسات مائية، حدائق صغيرة، ملاعب للأطفال، مركزا رياضيا، مسبحا، مكتبة ثقافية وصالة ألعاب الكترونية.

وسيكون من أهداف مشروع «قرية إنسان»، دمج أبناء القرية بالمجتمع الخارجي، وتقوية الروابط داخل القرية، وإعداد أبناء القرية، إعدادا جيدا من خلال الرعاية الدينية والاجتماعية والنفسية والتعليمية، وتعويد أبنائها على الاعتماد على الذات من خلال التأهيل والترتيب والتنظيم.