15 مليون متر مربع من المزروعات لراحة رئة جدة

الأمانة تؤكد زيادة المسطحات الخضراء.. وحماية البيئة تجرم قطع الأشجار

TT

بالنسبة للعديد من سكان حي الروضة، فإن رحلتهم اليومية إلى أماكن عملهم أو خروجهم لأي سبب من الأسباب تتحول إلى رحلة كئيبة وحزينة جداً، حيث اضطرت أمانة مدينة جدة إلى قطع عشرات الأشجار، شكلت عبر السنوات جزءا أساسياً من ملامح أحد شوارع الحي الرئيسية، والتصقت بذاكرتهم وبقصصهم اليومية الصغيرة، إلا أن ما بدا خسارة بعض الذكريات شجع بعض سكان الحي على الاحتجاج والمطالبة بالحفاظ على بيئة صحية ومسالمة لا تقطع فيها الأشجار. المهندس سلطان فادن أحد سكان الحي الذين أزعجتهم واقعة قطع الأشجار بشدة، اعتبر بأن قطع الأشجار بهذه الصورة خطأ فادح، ليس فقط لأنها تشكل سمة من سمات الحي ومنظراً مألوفاً لسنوات طويلة اعتاد عليه السكان وبات من الصعب عليهم الاستغناء عنه، لكن لأن دور هذه الأشجار في تنظيف الهواء وتصفية البيئة من الملوثات كبير جداً، وبحسب إحصائية عالمية، فإنه مقابل كل سيارة يجب أن تكون هناك 17 شجرة على الأقل لمعادلة الضرر البيئي الناتج عن عوادم السيارات.

من جانبه أكد مدير عام الإدارة العامة للحدائق والتشجير والمرافق البلدية، الدكتور بهجت حموة، بدوره بأن سبب إزالة الأشجار في الواقع هو أن عرض الجزيرة الوسطية بالشارع والتي زرعت بها الأشجار في الأصل أصبح صغيراً جداً مقارنة بحجم الأشجار، مما يقلل من المساحة المطلوبة لنمو الساق والجذر، وهو ما أدى إلى تساقط بعض الأشجار خلال آخر عاصفة رملية ضربت جدة، وبقيت بعض الأشجار آيلة للسقوط، وبالتالي قررنا إزاحتها وتقليمها لتنمو مرة أخرى دون أن تمثل خطراً على المارة وعلى سلامة الطريق، كما أن جهات أخرى مثل الدفاع المدني والمرور أخطرتنا بضرورة إزالة هذه الأشجار لضررها المحتمل.

اللافت في الأمر أن حادثة قطع أشجار حي الروضة كشفت عن حاجة مدينة جدة إلى أكثر من 15 مليون متر مربع وسبعمائة وخمسة وثلاثين ألفا وسبعمائة وستين مترا مربعا إضافية لتصل إلى المعيار العالمي لكفاية المسطحات الخضراء في المدينة لعدد السكان.

في حين أن المساحة الخضرا ء المتوافرة حالياً في جدة لا تزيد على 7 ملايين و400 ألف متر مربع بحسب حموة، الذي أكد أن المقياس العالمي لتناسب المساحات الخضراء مع عدد سكان المدن، يشير إلى ضرورة توفر 5 أمتار مربعة لكل ساكن، ويشير في الوقت نفسه إلى أن المعدل الموجود في جدة حالياً رغم محاولة الأمانة زيادته بشكل مستمر هو جيد بالمقارنة مع الكثير من المدن المشابهة لوضع مدينة جدة.

وأضاف حموة:«نعمل في الأمانة على زيادة الأشجار والزراعة في كل الأماكن الممكنة، وهناك عدة مشروعات يجري العمل فيها حالياً لزيادة الرقعة الخضراء في المدينة، من بينها مشروع الغابة الشرقية الذي يجري تنفيذه حالياً شرق جدة، وسيضيف مليوني متر مربع لحجم المساحة الخضراء، كما يجري حالياً إنشاء حديقتين نموذجيتين في منطقة الكورنيش الأوسط، ومنطقة البلد، ونقوم بإنشاء وزراعة ممشى جديد شرق مجسم النورس، إضافة إلى زراعة مداخل طريق الملك عبد الله، ونقوم بإعادة تأهيل وتطوير لحديقة الأبرار بحي بني مالك».

أما أهم المشروعات التي تقوم بها الإدارة حالياً على الإطلاق بحسب حموة فهو مشروع الأمانة لإعادة تطوير وتأهيل 170 حديقة قديمة في مختلف أحياء ومناطق جدة لتصبح نموذجية، والأنموذج الذي ارتضته الأمانة ليكون مقياساً لها هو حديقة التحلية الواقعة في آخر طريق الملك فهد، الذي راعت فيه الهيئة المعايير العالمية في المساحات المزروعة ونمط المرافق، خاصة إيجاد ألعاب جماعية ومرافق خاصة بالمعاقين والأطفال من أعمار مختلفة، وهو الأنموذج الذي ستطبقه الأمانة في كافة الحدائق الجديدة أو تلك التي يتم تطويرها وإعادة تأهيلها، إلى جانب الانتهاء من تأهيل 114 شارعاً نباتياً وزرعها.

من جانب آخر، أكد المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حسين القحطاني، بأن قطع أي شجرة من دون وجه حق هو خطأ يُدخل الفاعل تحت طائلة الحساب والعقاب، سواء كان فرداً أو جهة معينة، والهيئة تقوم بمساءلة الجهات المسؤولة عن إزالة الأشجار عادة كالأمانة على سبيل المثال وتقف على الأسباب التي تدعوها لذلك وفي حال كانت هذه الأسباب غير مقنعة فإنها تتخذ الإجراءات المناسبة.

وأضاف:«زيادة المساحات الخضراء، وزراعة المزيد من الأشجار هو هدف من أهداف الهيئة التي تسعى إليها باستمرار وتعمل عليها بشكل دائم ودوري».