«التربية والتعليم» تواجه انحراف أفكار طلابها بمشروع «الأمن الفكري»

يهدف إلى تحصينهم من الإرهاب والتكفير ويحثهم على الرجوع للعلماء

خطط استراتيجية للحد من مسببات العنف بين الطلاب («الشرق الأوسط»)
TT

اعلنت وزارة التربية والتعليم اطلاق اضخم مشروع لمواجهة الانحرافات الفكرية في مدارس البنين والبنات تحت اسم برنامج «الأمن الفكري» واتخذت شعارا له «فكر آمن.. حياة مطمئنة».

ومن المقرر ان يتولى معلمو الدراسات الاسلامية في جميع المدارس تنفيذ هذا البرنامج ميدانيا حيث كانوا قد اخضعوا خلال السنوات الماضية لبرامج تدريبية منذ ان كشفت الاحداث الارهابية والتكفيرية التي شهدتها البلاد وجود مؤيدين او متعاطفين مع هذه الافكار بناء على رؤى غير صحيحة او على اثر تعرضهم لتوجيه مخالف.

الى ذلك اكد الدكتور سعيد المليص نائب وزير التربية امس خلال اطلاق البرنامج في تعليم تبوك «ان الحرب اليوم غير معلنة، حرب عقل وفكر وقيم ومبادئ، حرب خفية تفننت التقنية والصناعة الإعلامية لجعلها أشد تشويقاً وأكثر تأثيراً وجذباً وهذا هو التحدي اليوم أمام المدرسة في مواجهة حرب الأفكار». مشيراً إلى أن المؤسسات التعليمية تشعر بتسارع الزمن الذي لا يتيح لها التقاط الأنفاس.

من جهة اخرى اوضح مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم لـ «الشرق الأوسط» انه تم تشكيل لجنة لمتابعة برنامج حماية الأمن الفكري برئاسة نائب الوزير وتعزيزه استكمالا لما قامت به الوزارة من جهود في مجال مكافحة الارهاب والعمل على حماية النشء من كل فكر ضال دخيل وذلك في اطار العمل الوقائي الذي يعتبر احدى استراتيجيات الوزارة. واضاف «وجاء التشكيل الجديد للجنة برئاسة نائب الوزير لتعليم البنين وعضوية كل من وكيلي الوزارة للتعليم في القطاعين «البنين والبنات» ووكيلي الوزارة للشؤون المدرسية في القطاعين، ومديري عموم النشاط في القطاعين، ومديري عموم الاشراف التربوي في القطاعين، ومديري عموم شؤون المعلمين والمعلمات في القطاعين، مديري عموم التوجيه والارشاد في القطاعين، ومديري عموم التوعية الاسلامية في القطاعين، ومدير عام الاعلام التربوي والعلاقات العامة.

ويهدف البرنامج الى تحصين المجتمع التعليمي ووقايته من أسباب الانحراف في البيئة التعليمية في المجال الفكري والسلوكي ومعالجتها وتعزيز المسؤولية الفردية في المحافظة على أمن الوطن ومدخراته ومكتسباته وبيان حقوق العلماء وأهمية الرجوع إليهم، وتعميق الولاء والانتماء تجاه العقيدة الاسلامية وولاة أمر البلاد وترسيخ الفكر الوسطي في المجتمع التعليمي واتخذ البرنامج شعارا له «فكر آمن.. حياة مطمئنة».

الى ذلك اكد الدكتور محمد النجيمي عضو لجنة المناصحة بوزارة الداخلية في حديث لـ «الشرق الأوسط» وجود طلاب من مراحل التعليم المختلفة والتعليم العالي ضمن الموقوفين في قضايا فكرية، مشيرا الى ان النسبة لا تدعو الى القلق. وأكد النجيمي «أن هناك تعاوناً جاداً من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي من خلال البرنامج المبارك الذي انطلاق قبل سنتين تحت مسمى «الأمن الفكري» الذي استهدف جميع شرائح المجتمع التعليمي».

ويقصد بالامن الفكري حماية المجتمع من الفكر المنحرف، الأمن الفكري يعني الحفاظ على المكونات الثقافية والاصلية في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة او الاجنبية المشبوهة.

والامن الفكري يستهدف قضايا العقيدة والجنس والشذوذ وجميع التغيرات الاجتماعية الصحيحة والفاسدة ويقوم على تقييمها فيعزز الحسن منها ويحذر القبيح منها وهذا يحتاج تضافر جهود كبيرة من المؤسسات التربوية والتعليمية ومراكز الدعوة والاعلام، ومن ضمن قضايا الفكر الامني المطروحة حاليا قضية حماية الشباب من الفكر المنحرف وخاصة الفكر الارهابي التكفيري.

من جهته أكد أسعد الشهراني رئيس قسم التربية الإسلامية بتعليم جدة لـ «الشرق الأوسط» انطلاق مشروع حماية الأمن الفكري داخل البيئة المدرسية الذي يتم الآن تنفيذه في جميع مدارس جدة بهدف تحصين الناشئة والمجتمع التعليمي من الانحراف الفكري والسلوكي. وينطلق البرنامج من محكمات أصيلة ومقاصد وغايات لتحفظ على الناس دنياهم وأخراهم، منها ضرورة حفظ الدين والنفس والمال والعقل والعرض، وتعزيز الأمن الفكري لدى المعلم وفق ما ورد في الكتاب والسنة، و إعداد برامج وأنشطة تخدم هذا التوجه يخطط لها وفق آلية منظمة، وتفعيل البرامج والأنشطة في الميدان التربوي». واستطرد «إضافة إلى تقويم البرامج الميدانية وتطويرها وفق أهدافها، حيث من المتوقع ان يساهم هذا المشروع في العمل على حماية فكر الناشئة من كل فكر دخيل، وتعزيز الانتماء الوطني لديهم، وتوعيتهم بأخطار الأفكار المغرضة والمضللة التي يروج لها عبر القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية حتى يتبنوا المفاهيم والمصطلحات الشرعية الصحيحة، كما يهدف المشروع إلى تنمية الحس الأمني الذي يؤهلهم لاكتشاف كل فكر منحرف، وتحقيق مهارات وفن الحوار مع الرأي الآخر لدى الناشئة.

وأضاف الشهراني «أن هذا البرنامج الذي تتبناه وزارة التربية والتعليم يهدف الى الخروج برؤية موحدة لإعداد آلية لتنفيذ مشروع الأمن الفكري عبر لجنة مركزية على مستوى الوزارة، ولجان لنفس الغرض في الإدارات التعليمية، وجمعيات لحماية الأمن الفكري في المدارس».