برنامج وطني لـ«السياقة الوقائية» يستهدف 1.5 مليون طالب في المرحلة الثانوية

القائمون عليه يخططون لإدراجه ضمن المناهج الدراسية

آلاف الوفيات سجلتها السعودية العام الماضي نتيجة الحوادث المرورية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور فالح السليمان عن جهود يبذلها القائمون على مشروع السياقة الوقائية للبدء في تدريب أكثر من 1.5 مليون طالب في المرحلة الثانوية على مستوى السعودية عبر البرنامج الذي تنفذه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالمشاركة مع شركة «أرامكو» السعودية على 150 الف طالب في مدارس المرحلة الثانوية في المنطقة الشرقية.

وأضاف السليمان أن المشروع الذي سيتم تدشينه اليوم بحضور مدير الجامعة ونائب رئيس شركة «أرامكو» السعودية، وقائد مرور المنطقة الشرقية العميد محمد الجوفان، ومدير التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبد الرحمن المديرس، سيترافق مع عملية قياس يقوم بها باحثون مختصون يجرون أبحاثا على الطلاب والمعلمين لقياس معارفهم قبل وبعد تنفيذ البرنامج، ومدى استفادتهم المعرفية منه، مؤكداً أن المدربين الذين تم تأهيلهم عبر البرنامج ليقدموا التدريب للطلاب يمكن الاستفادة من إمكاناتهم في تدريب المزيد من المعلمين في مختلف مناطق البلاد.

وتبلغ التكلفة المادية للبرنامج بحسب السليمان 5 ملايين ريال، مضيفاً أن المشروع يتكون بحسب الدراسات والخطط التي وضعت له من أربع مراحل سيتم تنفيذها تباعاً بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور، وذلك على ضوء الدراسات والأبحاث التي ستترافق مع المرحلة الأولى. ويعد تنفيذ البرنامج على طلاب المنطقة الشرقية المرحلة الاولى من مراحل البرنامج الذي يهدف القائمون عليه إلى تحويله إلى برنامج وطني للحد من الحوادث المرورية التي تحصد أرواح المواطنين، وقال السليمان إن «البرنامج سينفذ في المراحل اللاحقة عبر وزارة التربية والتعليم، حيث سيتم تقديم الدراسات التي سيجمعها فريق البرنامج عن المرحلة الأولى إلى الوزارة، لإدراج البرنامج ضمن المناهج الدراسية في الأعوام المقبلة، وبذلك يتم تعميمه على طلاب المرحلة الثانوية في مرحلته الثانية، ثم تعميمه على كافة الطلاب في مختلف المراحل الدراسية كمرحلة ثالثة من المشروع، وفي مرحلته الرابعة ستقدم الدراسات للإدارة العامة للمرور لتعديل بعض الأنظمة المرورية مثل إلزام المتقدمين للحصول على رخص قيادة بضرورة حضور دورة تدريبية مكثفة عن السياقة الوقائية».

وأوضح السليمان أن البرنامج اتصل بشركات التأمين لدعمه، إلا أنها لم تتجاوب مع الفكرة بالشكل المطلوب، كما يحدث من جهات مثل «أرامكو» السعودية وجامعة البترول اللتين تعملان على إنجاح البرنامج، مشيراً إلى أن شركات التأمين هي المستفيد الأكبر من زيادة الوعي بأمور السياقة. ويعد الفريق لإطلاق دورات تدريبية على الانترنت بعد قياس نتائج المرحلة الأولى، وقال السليمان إن تكاتف الجهود سيدفع بالبرنامج إلى أن يصبح مبادرة وطنية للحد من الخسائر التي تسببها الحوادث المرورية، مشيراً إلى أن عملية الدعم المادي الذي تقدمه «أرامكو» السعودية في البداية هي من أجل إقناع الآخرين بجدوى هذه البرامج التدريبية في الحد من خطر الحوادث، مضيفاً أن التدريب على مستوى البلاد سيكون مكلفاً بشكل كبير لكن بالتعاون مع وزارة التربية وإدارج البرنامج ضمن المناهج الدراسية سيعمل على توزيع التكلفة الحقيقية للبرنامج، وبين أن المرحلة الأخيرة من البرنامج، وهي استهداف كافة المواطنين، قد يلجأ لها عن طريق التمويل الذاتي وذلك عبر رسوم تفرض على المتدرب لا يكون القصد منها ربحيا وإنما المساهمة في تمويل البرنامج.

وقد سجل العام الماضي 6300 وفاة نتيجة الحوادث المرورية، كما تم تسجيل 435264 حادثا مروريا، كما قدرت التكاليف المادية لهذه الحوادث بـ 13 مليار ريال، وتشير التوقعات إلى ارتفاع الخسائر المادية إلى 24 مليار ريال خلال العشر سنوات المقبلة.