الانتهاء من دراسة العروض المالية لربط شرق السعودية بغربها بسكك حديدية

طلب الإعانة يتراوح بين 1.6 و4.2 مليار دولار.. والإعلان عن الائتلاف الفائز قريبا

تمديد خط حديدي من ميناء جدة يتصل بالخط الحديدي القائم بين الرياض والدمام (تصوير: بطرس عياد)
TT

كشفت مصادر خاصة لـ «الشرق الأوسط» أن السعودية انتهت من دراسة العروض المالية التي تقدمت بها 4 ائتلافات محلية بمشاركة عالمية للتنافس على مشروع الجسر البري الذي يربط شرق البلاد بغربها، موضحة أنه تم رفع العروض إلى جهات عليا، ومتوقعة أن يتم الإعلان عنها قريبا.

وبينت المصادر أن الإعانة المالية الخاصة بالمشروع الذي يبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل تتراوح بين 6 و16 مليار ريال (1.6 و4.27 مليار دولار). وستقدم الحكومة السعودية إلى الائتلاف الفائز إعانة على مدى 50 عاما، بناء على عرضه المالي الأقل، فيما يتولى هو تحمل بقية تنفيذ المشروع الذي يتوقع أن تصل تكاليف إنشائه وفقا لتقديرات غير رسمية إلى 26 مليار ريال (7 مليارات دولار). ويتم تنفيذ مشروع السكة الحديدية الأضخم في تاريخ السعودية بطريقة البناء والتشغيل ثم الإعادة BOT، ويستثمر الائتلاف الفائز المشروع لمدة 50 سنة، يؤول بعدها المشروع إلى ملكية الحكومة.

وتعد العروض المالية بمثابة المرحلة النهائية لعملية ترسية المشروع الذي أقره المجلس الاقتصادي الأعلى في منتصف عام 2002، حيث تمثل هذه العروض الإعانات المالية التي يحتاجها الائتلاف لتنفيذ المشروع.

وكانت المؤسسة قد أجرت خلال الفترات السابقة مراحل تأهيل كان أهمها تقييم العروض الفنية التي بموجبها سيتم تنفيذ المشروع، حيث أهلت هذه المرحلة 4 ائتلافات هي: إجيلتي لوجستكس، ائتلاف مدى، ائتلاف بن لادن السعودية وائتلاف المهيدب (ترابط) وتضم هذه الائتلافات شركات محلية وعالمية متخصصة في بناء وتشغيل منشآت السكك الحديدية.

وسيتم إعلان العرض المالي الفائز والعرض البديل قبل نهاية مايو (أيار) المقبل، على أن تنتهي الجهات المعنية من تسليم كامل وثائق المشروع للائتلاف الفائز، خلال الفترة المتبقية من العام الجاري ويبدأ تنفيذ المشروع مطلع العام المقبل.

ويتضمن المشروع تمديد خط حديدي من ميناء جدة الإسلامي، غرب السعودية، يتصل بالخط الحديدي القائم بين الرياض والدمام عند نقطة تبعد مسافة 950 كلم تقريباً من ميناء جدة الإسلامي. كما يشمل أيضاً خطا آخر بطول 115 كيلومترا لربط مدينة الجبيل الصناعية بالشبكة. ويخدم الجسر البري نشاط نقل البضائع والحاويات عبر السعودية مع وجود قطارات للركاب تقدم خدمات النقل بين المدن التي يخدمها المشروع.

ووضعت المؤسسة فترة زمنية لتنفيذ المشروع بالكامل هي 4 سنوات، حيث يتوقع أن تنهى كافة أوراق ووثائق المشروع في النصف الثاني من العام الجاري. ويضم كل ائتلاف عددا من الشركات ذات التخصصات المختلفة التي تعمل معاً بطريقة الفريق الواحد في بناء وتشغيل المشروع، فيما لجأت المؤسسة إلى إعلان العرض البديل ضمن إعلانها عن الائتلاف الفائز بالمشروع، وهذه الخطوة بحسب مسؤولين في المؤسسة، خطوة احترازية، لضمان تنفيذ المشروع في حال تأخر الائتلاف الفائز في تنفيذه، أو حدثت خلافات داخل الائتلاف وتفكك قبل إنجاز المشروع. وسينفذ المشروع بطول 1165 كم لربط موانئ في شرق السعودية هي ميناء الجبيل وميناء الدمام بميناء جدة غرب البلاد، عبر خط حديدي واحد يستخدم قاطرات تعمل بوقود الديزل وتسير بسرعات تصل إلى 200 كم في الساعة. ويضم المشروع محطات تخزين على طول المسار، وسيكون مخصصاً للشحن كنشاط أساسي، حيث تشير دراسات الجدوى التي على ضوئها تم التسويق للمشروع الى أن حركة الشحن على الخط في عام 2015 ستتجاوز 700 ألف حاوية نمطية تعادل ثمانية ملايين طن من المواد التي ستنقل عبر الجسر البري سنوياً، فيما سيكون نقل الركاب نشاطا فرعيا للمشروع.