أهالي جازان يحفرون آبارهم الخاصة تحسبا لأزمة مياه متوقعة

مدير المياه لـ«الشرق الأوسط»: 6 أشهر ونحدد مخزون المياه في جازان

سد وادي بيش أحد أهم مصادر حفظ المياه في جازان (تصوير: أحمد المجرشي)
TT

في إجراء احتياطي، اتجه عدد كبير من أهالي جازان (جنوب السعودية)، الى حفر الآبار في أنحاء متفرقة من القرى والمزارع، وذلك تحسبا لأزمة نقص في المياه مستقبلا، خاصة ان مهنة الزراعة والري تعد في جازان من أهم الأعمال.

يأتي ذلك في وقت تشير فيه معلومات إلى أن منطقة جازان التي تعد إحدى مناطق تهامة، واهم مناطق المملكة في توفر المخزون المائي من مياه السيول والأمطار، حيث يوجد بها نحو 40 في المائة من مياه السيول، وهو ما يجعلها أهم الموارد المائية بالمملكة، إذ لهذه الموارد المائية أهميه قصوى تؤثر في عملية التنمية واستراتيجيتها الاقتصادية التي تعتمد على الأنشطة الزراعية والموارد المائية المتاحة في المنطقة.

ويعلق يحيى حسن دغريري، وهو احد سكان قرية حاكمة الدغارير، بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «إن أزمة المياه يعاني منها الكثير من الناس هنا في جازان، واغلبهم ساكنو الأرياف والقرى والفقراء ذوو الدخل المحدود».

لكن البعض لم يجد حلا إلا بحفر بئره الخاصة في تلك القرى وهو ما يشير له دغريري بقوله: «بخلاف غيرهم الذين انتشرت لديهم ظاهرة حفر الآبار الارتوازية والغطاسات والعادية، سواء في المزارع أو في حقولهم أو في المنازل».

وأوضح دغريري أن الغالبية حفروا تلك الآبار تحسبا لأزمة مياه قادمة وليس لاحتياج حالي، مؤكدا: «تتوفر الخزانات والمشاريع الحكومية وشبكات المياه، إلا أنهم حفروا الأرض بحثا عن الماء الذي هو سر الحياة خوفا من أزمة مائية قادمة بقولهم إن هذا الوقت وقت الأزمات المفاجئة، موقفين بذلك الدور الذي تقوم به المشاريع الحكومية المائية بحجة ان تلك المشاريع عاطلة ولم توفر المياه ولا الصرف الصحي الذي هو مشكلة العصر، ويعد احد العيوب والقضايا التي تواجه المنطقة».

ويستطرد «ان البعض يرى أن التطور العاصف للصناعة يتطلب استهلاكا كثيرا من الماء، والماء يستخدم في كل شيء، في المصانع والمتاجر والمزارع والورش «المغاسل» التي فيها إهدار كميات هائلة للماء».

وهنا يعلق المهندس حمزة القناعي، مدير فرع المياه في منطقة جازان، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا أن نقص المياه والبحث عنها هما مشكلتا العالم اجمع، والمشكلة الأخرى هي الصرف الصحي والتلوث المائي، والمنطقة مقبلة على خير، حيث أجرينا بحوثا ودراسات متفرقة للبنية المائية التحتية الأساسية، علما أن المنطقة واسعة وكثيفة السكان وها نحن نعمل جاهدين».

وأضاف «منذ فترة بدأ العمل بإعادة هيكلة وتوسعة محطة «الماطري» الرئيسية بجازان، كما أن العمل مستمر في تجديد وإنشاء شبكات المياه والخزانات وأعمال التشغيل والصيانة في جميع محافظات المنطقة وقراها»، مشيرا الى اعتماد ميزانية لمشاريع المياه الجديدة بمنطقة جازان بمبلغ وقدره 432 مليون ريال.

وعن المخزون الأرضي للمياه الجوفية المتاحة قال المهندس القناعي «انه تم الاتفاق مع متخصصين جيولوجيين للبحث والدراسة لاختبار وقياس المخزون المائي للخروج بأرقام حقيقية أو تقريبية بمعدل وجود الماء وما سيكفي للسنوات المقبلة، وستنتهي هذه الدراسة بعد ستة اشهر». مشيرا إلى أن محطة تنقية جازان ستكون جاهزة في شهر رمضان.

وبين مدير المياه في جازان «أن هذه المحطة ستحقق أمورا كثيرة منها التحكم بشبكات المياه في المنطقة من غرفة واحدة، وأيضا ستتم تغذية الآبار الجافة من مصادر المياه الأخرى»، لكنه أردف «أن كل هذه المشاريع تحتاج إلى صبر حتى تتحقق».

وأكد المهندس القناعي «ان الأساسيات هي تحويل ونقل وتنقية الماء العادي إلى الماء العذب من المناطق الغنية الى المناطق الفقيرة، وبناء السدود والخزانات المائية على ضفاف الأودية لتنظيم مجاريها وضرورة تصفية وتنقية المياه الناتجة عن شبكات الصرف الصحي المعيشية والصناعية وفي النهاية هي تحقيق تحلية مياه البحر والمياه الجوفية المالحة». وفي تصريح لمحافظ محافظة صامطة سلطان بن احمد السديري، عبر قناة الأثير، أنه سيتم ضخ وعمل مشروع تحلية المياه المالحة من محافظة الشقيق الى محافظة صامطة وضواحيها، وقد تم تسليم الموقع للمقاول وتم عمل الاختبارات اللازمة للتربة وتوفر المياه الجوفية المخزونة.